ريشة في الهواء

انتبهوا للقوانين القاتلة

| أحمد جمعة

ليست‭ ‬كل‭ ‬وجبة‭ ‬دسمة‭ ‬تقدم‭ ‬لك‭ ‬مجاناً‭ ‬صافية‭ ‬النية،‭ ‬فانتبه‭ ‬لكل‭ ‬شيء‭ ‬يأتيك‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬دائرتك‭ ‬وحلله‭ ‬وادرسه‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬حبل‭ ‬مشنقتك‭ ‬بعد‭ ‬فوات‭ ‬الأوان‭.‬

قبل‭ ‬أحداث‭ ‬ربيع‭ ‬الدم‭ ‬2011‭ ‬المدمرة‭ ‬التي‭ ‬عصفت‭ ‬بالبحرين،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬بمفاصل‭ ‬الدولة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬متفاوتي‭ ‬المستويات،‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬لوكيل‭ ‬لمدير‭ ‬لموظف،‭ ‬تورطوا‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬بهذه‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬جرفتهم،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬عدد‭ ‬شكل‭ ‬أخطر‭ ‬خلية‭ ‬بالانقلاب‭ ‬وهم‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬اشتغلوا‭ ‬لسنواتٍ‭ ‬طويلة‭ ‬بهدوء‭ ‬وصمت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اللحظة‭ ‬الحاسمة،‭ ‬وكان‭ ‬أخطر‭ ‬ما‭ ‬قاموا‭ ‬به‭ ‬بتلك‭ ‬المرحلة‭ ‬تقييد‭ ‬البحرين‭ ‬بسلسلة‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الدولية،‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عدة‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬سُمي‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬واتفاقيات‭ ‬لم‭ ‬نعرف‭ ‬محتواها‭ ‬إلا‭ ‬حين‭ ‬وقع‭ ‬الفأس‭ ‬في‭ ‬الرأس‭ ‬وبدأت‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬المشبوهة‭ ‬محاصرتنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬التي‭ ‬فطنا‭ ‬متأخرين‭ ‬لماذا‭ ‬قام‭ ‬هؤلاء‭ ‬المسؤولون‭ ‬حينما‭ ‬كانوا‭ ‬بموقع‭ ‬المسؤولية‭ ‬بربطنا‭ ‬بهذه‭ ‬البنود‭ ‬والقوانين‭ ‬المشبوهة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تصاغ‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الدول‭ ‬المستهدفة‭ ‬التي‭ ‬خُطط‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بتعمد‭ ‬لتوريطها‭ ‬بتلك‭ ‬الاتفاقيات‭.‬

عدنا‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الدائرة‭ ‬التي‭ ‬بدأ‭ ‬البعض‭ ‬يسلط‭ ‬عليها‭ ‬الضوء‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالقوانين‭ ‬الدولية‭ ‬المستحدثة‭ ‬والمستهدفة‭ ‬لدول‭ ‬محددة‭ ‬يراد‭ ‬تطبيق‭ ‬القوانين‭ ‬عليها‭ ‬هي‭ ‬فقط‭ ‬بينما‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تصيغ‭ ‬هذه‭ ‬القوانين‭ ‬وتضعها‭ ‬عبر‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬لا‭ ‬تطبق‭ ‬تلك‭ ‬البنود،‭ ‬بل‭ ‬تضرب‭ ‬بها‭ ‬الحائط‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬شهدناه‭ ‬بعدما‭ ‬جلدتنا‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬بسوط‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬لمجرد‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬المجتمع‭ ‬بوجه‭ ‬الانقلاب،‭ ‬بينما‭ ‬رأينا‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬تضرب‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬القوانين‭ ‬وتدوس‭ ‬عليها‭ ‬لمجرد‭ ‬تفجير‭ ‬أو‭ ‬تفجيرين‭ ‬حدثا‭ ‬هناك،‭ ‬بينما‭ ‬كنا‭ ‬نحن‭ ‬نتعرض‭ ‬لمشروع‭ ‬انقلابي‭ ‬كامل‭ ‬وفرضت‭ ‬علينا‭ ‬تلك‭ ‬القوانين‭.‬

لهذا‭ ‬كله‭ ‬احذر‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬لتلك‭ ‬الخدعة‭ ‬والوقوع‭ ‬بالكمين‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬فلعينا‭ ‬الانتباه‭ ‬واليقظة‭ ‬قبل‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬قوانين‭ ‬دولية‭ ‬تدفع‭ ‬لنا‭ ‬بالليل،‭ ‬ونحن‭ ‬نيام‭ ‬ويحملها‭ ‬ويروج‭ ‬لها‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬بأجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬سواء‭ ‬التنفيذية‭ ‬أو‭ ‬التشريعية،‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القوانين‭ ‬تشرع‭ ‬لمصلحة‭ ‬العالم‭ ‬ومصلحتنا‭ ‬نحن،‭ ‬بينما‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬لمحاصرتنا‭ ‬والتحكم‭ ‬فينا‭ ‬ومعرفة‭ ‬أسرار‭ ‬دولنا‭ ‬حتى‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬التحكم‭ ‬بنا‭ ‬بينما‭ ‬هم‭ ‬يخرقون‭ ‬تلك‭ ‬القوانين‭ ‬ليلا‭ ‬ونهارا‭.‬

من‭ ‬هذه‭ ‬القوانين‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬متعلق‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والشؤون‭ ‬المالية‭ ‬والسياسية،‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬قوانين‭ ‬جديدة‭ ‬تسن‭ ‬ولا‭ ‬نفطن‭ ‬لها‭ ‬تقدم‭ ‬كوجبات‭ ‬دسمة‭ ‬على‭ ‬موائدنا‭ ‬وبداخلها‭ ‬السم،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نأخذ‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر‭ ‬ونراقب‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يدفع‭ ‬هذه‭ ‬القوانين‭ ‬ويروج‭ ‬لها‭ ‬لمعرفة‭ ‬نيته‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬صافية‭ ‬أو‭ ‬خبيثة‭.‬

 

تنويرة‭:

‬لا‭ ‬تسجن‭ ‬ذاتك‭ ‬لمجرد‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬وقف‭ ‬ضدك،‭ ‬أعظم‭ ‬حرية‭ ‬تملكها‭ ‬هي‭ ‬اكتشاف‭ ‬ذاتك‭.‬