مبادرة الأمير خليفة بن سلمان للضمير العالمي.. لنبدأ بالعالم العربي والإسلامي

| عادل عيسى المرزوق

مع‭ ‬اعتماد‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬يوم‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬“يومًا‭ ‬دوليًا‭ ‬لضمير‭ ‬العالمي”،‭ ‬وهو‭ ‬إنجاز‭ ‬متفرد‭ ‬في‭ ‬فكرته‭ ‬وأبعاده‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬سجل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬قيادةً‭ ‬وشعبًا،‭ ‬وضمن‭ ‬المبادرات‭ ‬العالمية‭ ‬الرائدة‭ ‬لرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وجهود‭ ‬سموه‭ ‬المشهودة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بقاع‭ ‬العالم،‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الضرورة‭ ‬بمكان‭ ‬أن‭ ‬تترجم‭ ‬محاور‭ ‬المبادرة‭ ‬إلى‭ ‬إسهامات‭ ‬مؤسسة‭ ‬على‭ ‬خطط‭ ‬عمل‭ ‬تبدأ‭ ‬بالعالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭.‬

إن‭ ‬إدراج‭ ‬يوم‭ ‬دولي‭ ‬للضمير‭ ‬العالمي،‭ ‬ودعوة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والهيئات‭ ‬ومنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والأفراد‭ ‬إلى‭ ‬إحياء‭ ‬هذا‭ ‬اليوم،‭ ‬لن‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬“الاحتفالي”‭ ‬وحسب،‭ ‬بل‭ ‬يلزم‭ ‬ربطه‭ ‬بمرئيات‭ ‬وبرامج‭ ‬عمل‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجتمعات‭ ‬البشرية،‭ ‬ويمكن‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الوثيقة‭ ‬الأولى،‭ ‬وفيها‭ ‬صاغ‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬رؤية‭ ‬متكاملة‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬تنفيذها‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬فليس‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬الاحتفال‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم‭ ‬عالميًا‭ ‬حيث‭ ‬تضمنت‭ ‬رسالة‭ ‬سموه‭ ‬الارتكاز‭ ‬على‭ ‬إرادة‭ ‬الدول‭ ‬وشعوبها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عالم‭ ‬أكثر‭ ‬أمانًا‭ ‬وسلامًا‭ ‬واستقرارًا‭.‬

لقد‭ ‬تناول‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الزملاء‭ ‬الكتاب‭ ‬إلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬المحلية‭ ‬ذلك‭ ‬لأنه‭ ‬إنجاز‭ ‬يجعل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬دائمًا‭ ‬إلى‭ ‬تأكيد‭ ‬العمل‭ ‬العالمي‭ ‬المشترك‭ ‬لمنع‭ ‬مسببات‭ ‬النزاعات‭ ‬والخلافات‭ ‬والاضطرابات‭ ‬وزعزعة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬ولأن‭ ‬أهم‭ ‬محاور‭ ‬المبادرة‭ ‬هو‭ ‬التوافق‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬لمعالجة‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والنهوض‭ ‬بالأوضاع‭ ‬الإنسانية،‭ ‬بما‭ ‬يلائم‭ ‬التطبيق‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬والمجتمعات،‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬البدء‭ ‬بالعالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دراسة‭ ‬بنود‭ ‬المبادرة‭ ‬وتطبيقها‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬لإنهاء‭ ‬الخلافات‭ ‬والأزمات‭ ‬التي‭ ‬تعصف‭ ‬بها،‭ ‬والسؤال‭ ‬هو‭:‬”كيف‭ ‬يكون‭ ‬ذلك؟”‭.‬

والإجابة‭ ‬هي‭ ‬أننا‭ ‬ندعو‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ومنظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬“منظمة‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإسلامي‭ ‬سابقًا”،‭ ‬لاعتماد‭ ‬مبادرة‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكليف‭ ‬لجان‭ ‬وفرق‭ ‬عمل‭ ‬تضع‭ ‬بنود‭ ‬المبادرة‭ ‬كاستراتيجية‭ ‬عمل‭ ‬تشمل‭ ‬وضع‭ ‬الحلول‭ ‬للمشكلات‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬الأمة،‭ ‬فالاحتفال‭ ‬باليوم‭ ‬الدولي‭ ‬للضمير‭ ‬في‭ ‬هيئته‭ ‬العالمية‭ ‬هو‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الالتزام‭ ‬بالمبادرة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تفعيلها‭ ‬لإرساء‭ ‬السلام‭ ‬والتفاهم‭ ‬وإنهاء‭ ‬الخلافات‭ ‬في‭ ‬الأمة‭ ‬هو‭ ‬الأهم‭ ‬بالتأكيد‭.‬

هناك‭ ‬بؤر‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬والحروب‭ ‬والنزاعات‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬الأمة‭ ‬ترهق‭ ‬دولها‭ ‬وشعوبها،‭ ‬ولحمايتها‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬الخراب‭ ‬والفوضى‭ ‬والدمار،‭ ‬يمكن‭ ‬للمنظمات‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬أن‭ ‬تتبنى‭ ‬مبادرة‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬في‭ ‬قراراتها‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬بحيث‭ ‬تتشارك‭ ‬دول‭ ‬وشعوب‭ ‬الأمة‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬أزماتها‭ ‬والنهوض‭ ‬بحاضرها‭ ‬ومستقبلها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينشده‭ ‬“خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان”‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادرته،‭ ‬ولتصبح‭ ‬“مملكة‭ ‬البحرين”‭ ‬ومبادراتها‭ ‬هي‭ ‬المنطلق‭ ‬الحضاري‭ ‬ليعم‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬الأمة‭ ‬والعالم‭.‬