رؤيا مغايرة

وسائل التواصل الاجتماعي... مرة أخرى

| فاتن حمزة

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬لوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تأثيرا‭ ‬في‭ ‬مجرى‭ ‬حياتنا،‭ ‬فهي‭ ‬سلاح‭ ‬يجب‭ ‬استثماره‭ ‬بالشكل‭ ‬الصحيح،‭ ‬وبجولة‭ ‬بسيطة‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أصحابها‭ ‬لا‭ ‬يتفاعلون‭ ‬مع‭ ‬القضايا‭ ‬الكبيرة‭ ‬بالحجم‭ ‬المطلوب،‭ ‬فترى‭ ‬اهتماماتهم‭ ‬هامشية‭ ‬جداً‭ ‬لا‭ ‬تكاد‭ ‬تضيف‭ ‬شيئاً‭ ‬في‭ ‬معركتنا‭ ‬مع‭ ‬الآخر،‭ ‬والبعض‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬دوره‭ ‬سوى‭ ‬تسجيل‭ ‬حضور‭ ‬في‭ ‬قضايانا‭ ‬المصيرية‭ ‬ويرى‭ ‬أن‭ ‬دوره‭ ‬ينتهي‭ ‬عند‭ ‬ذلك،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬منطق‭ ‬العاجز‭.‬

لا‭ ‬ينبغي‭ ‬الاغترار‭ ‬بأصحاب‭ ‬الحسابات‭ ‬المليونية،‭ ‬فهؤلاء‭ ‬ربما‭ ‬تأثيرهم‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الحسابات‭ ‬الصغيرة،‭ ‬لذا‭ ‬لا‭ ‬فائدة‭ ‬ترتجى‭ ‬منهم،‭ ‬ومن‭ ‬يتساءل‭ ‬عن‭ ‬قولي‭ ‬هذا،‭ ‬أدعوه‭ ‬لزيارة‭ ‬قائمة‭ ‬المتابعين‭ ‬ليجدهم‭ ‬حسابات‭ ‬وهمية‭ ‬توفرها‭ ‬جهات‭ ‬تستثمر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬للباحثين‭ ‬عن‭ ‬الوهم،‭ ‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬إضاعة‭ ‬وقته‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬هذا،‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬عدد‭ ‬“الريتويت”‭ ‬لأي‭ ‬موضوع‭ ‬ينشرونه،‭ ‬ويقارنه‭ ‬بعدد‭ ‬المتابعين‭ ‬ليقف‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬أقول‭.‬

وليس‭ ‬هذا‭ ‬تقليلا‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬هذه‭ ‬الأدوات،‭ ‬لكن‭ ‬مازلنا‭ ‬لا‭ ‬نحسن‭ ‬استخدامها‭ ‬كما‭ ‬يفعل‭ ‬الآخر،‭ ‬ومازلنا‭ ‬نستخدمه‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬هي‭ ‬للتفاهات‭ ‬أقرب،‭ ‬أما‭ ‬الحسابات‭ ‬المليونية‭ ‬فلا‭ ‬ينبغي‭ ‬التعويل‭ ‬عليها،‭ ‬فهم‭ ‬يخاطبون‭ ‬جمهورا‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬له،‭ ‬والحروب‭ ‬لا‭ ‬تخاض‭ ‬بأسلحة‭ ‬دون‭ ‬ذخائر‭.‬