صور مختصرة

“البحريني... من شي لشي”

| عبدالعزيز الجودر

لا‭ ‬يزال‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬كلام‭ ‬أهل‭ ‬الديرة‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬يدور‭ ‬حول‭ ‬الزيادات‭ ‬التصاعدية‭ ‬غير‭ ‬المبررة‭ ‬التي‭ ‬تفاجأ‭ ‬بها‭ ‬عدد‭ ‬ليس‭ ‬قليلا‭ ‬من‭ ‬المستهلكين‭ ‬البحرينيين‭ ‬عندما‭ ‬وصلتهم‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬للشهرين‭ ‬الماضيين‭ ‬الخاصة‭ ‬بمنازلهم‭.‬

تلك‭ ‬الإشكالية‭ ‬أزعجت‭ ‬المستهلكين‭ ‬“وعفست‭ ‬الدنيه‭ ‬عليهم”،‭ ‬فهي‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬الاحتساب‭ ‬اليومي‭ ‬وليس‭ ‬الشهري،‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬القطاع‭ ‬بتقسيم‭ ‬الوحدات‭ ‬المدعومة،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬الثلاثة‭ ‬آلاف‭ ‬وحدة‭ ‬كهربائية‭ ‬شهريا‭ ‬تقسم‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬وحدة‭ ‬لكل‭ ‬يوم‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬لم‭ ‬يقم‭ ‬المواطن‭ ‬باستهلاك‭ ‬تلك‭ ‬الوحدات‭ ‬فإنه‭ ‬يخسر‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬منها‭ ‬ولا‭ ‬يعوض‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬يليه،‭ ‬لهذا‭ ‬أصبحت‭ ‬“الحسبة”‭ ‬غير‭ ‬منصفة‭ ‬للمستهلك‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬يستحق‭ ‬الدعم،‭ ‬حيث‭ ‬تضاعفت‭ ‬الفواتير‭ ‬الكهربائية‭ ‬“على‭ ‬ظهره”‭ ‬لما‭ ‬يقارب‭ ‬5‭ ‬مرات‭ ‬وبالتالي‭ ‬يتكبد‭ ‬خسائر‭ ‬لا‭ ‬دخل‭ ‬له‭ ‬فيها،‭ ‬و”كأن‭ ‬خلق‭ ‬الله‭ ‬ناقصة‭ ‬بلاوي،‭ ‬بس‭ ‬عاد‭ ‬الناس‭ ‬داخت،‭ ‬هذا‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬شي‭ ‬لشي،‭ ‬هباب‭ ‬ما‭ ‬يتفرقصون‭ ‬من‭ ‬ريمة‭ ‬تطلع‭ ‬لهم‭ ‬ثانية”‭.‬

وعلى‭ ‬اثر‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬ازدحمت‭ ‬مراكز‭ ‬وفروع‭ ‬ومكاتب‭ ‬خدمات‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬محافظات‭ ‬المملكة‭ ‬بطوابير‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬المراجعين‭ ‬وضجت‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بسبب‭ ‬الارتفاع‭ ‬الفاحش‭ ‬في‭ ‬الفواتير،‭ ‬عموما‭ ‬أوامر‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬وقتها‭ ‬المناسب‭ ‬و”طفّت‭ ‬أوهيّة‭ ‬أبيال‭ ‬الكهربة‭ ‬الحارقة”‭ ‬وذلك‭ ‬بإصدار‭ ‬أمره‭ ‬الأول‭ ‬باحتساب‭ ‬فواتير‭ ‬شهر‭ ‬يونيو‭ ‬ويوليو‭ ‬وأغسطس‭ ‬لحسابات‭ ‬المواطنين‭ ‬بالمسكن‭ ‬الأول‭ ‬“حساب‭ ‬واحد”‭ ‬وفق‭ ‬فواتير‭ ‬نفس‭ ‬الفترة‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬أقل،‭ ‬أما‭ ‬الثاني‭ ‬فقد‭ ‬أمر‭ ‬سموه‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭ ‬بالتحقيق‭ ‬في‭ ‬آلية‭ ‬احتساب‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭. ‬

كل‭ ‬أملنا‭ ‬كمواطنين‭ ‬عدم‭ ‬تكرار‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬المضرة‭ ‬مستقبلا‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬قطاع‭ ‬حكومي‭ ‬آخر‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬مباشرة‭ ‬بجيب‭ ‬البحريني،‭ ‬في‭ ‬الآن‭ ‬نفسه‭ ‬ننتظر‭ ‬بيانات‭ ‬صريحة‭ ‬وشفافة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الهيئة‭ ‬وديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬تبين‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬مكامن‭ ‬القصور‭ ‬والخلل‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تضخم‭ ‬فواتير‭ ‬المواطنين‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬