يوم الضمير العالمي (1)

| عبدعلي الغسرة

رسالة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬المُوقر‭ ‬بتحديد‭ ‬يوم‭ ‬عالمي‭ ‬للضمير‭ ‬تمثل‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬وجدان‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬وما‭ ‬يحمله‭ ‬من‭ ‬إيمان‭ ‬بحق‭ ‬الإنسان‭ ‬بأن‭ ‬يعيش‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يُعيق‭ ‬حياته‭ ‬من‭ ‬جوع‭ ‬وبطالة‭ ‬ونزاعات،‭ ‬وأمراض‭ ‬وحروب‭ ‬وصراعات،‭ ‬وفقرٍ‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭.‬

فرؤية‭ ‬سموه‭ ‬الكريم‭ ‬بأن‭ ‬يعيش‭ ‬الإنسان‭ ‬وكل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬التوتر‭ ‬والنزاعات،‭ ‬وبما‭ ‬تملكه‭ ‬الحكومات‭ ‬من‭ ‬حكمة‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تزيل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأسباب،‭ ‬فموارد‭ ‬العالم‭ ‬كلها‭ ‬وُجدت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سعادة‭ ‬الإنسان‭ ‬ولتحقق‭ ‬له‭ ‬السعادة‭ ‬المُستدامة‭.‬

وسعادة‭ ‬الإنسان‭ ‬المُستدامة‭ ‬تعني‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬والترفيه‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مكامن‭ ‬حياته،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬سعادة‭ ‬الإنسان‭ ‬ترتبط‭ ‬كثيرًا‭ ‬بما‭ ‬تتخذه‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬سياسات‭ ‬وبالقرارات‭ ‬التي‭ ‬تتخذها‭ ‬المنظمات‭ ‬العالمية،‭ ‬وكُلما‭ ‬تطور‭ ‬أداء‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭ ‬كلما‭ ‬كان‭ ‬الناتج‭ ‬مُسعدًا‭ ‬للدولة‭ ‬وشعبها،‭ ‬والسعادة‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬يتحقق‭ ‬للإنسان‭ ‬من‭ ‬طموحات،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬جعل‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬هدفه‭ ‬الدائم‭ ‬والمُستدام‭ ‬سعادة‭ ‬الإنسان،‭ ‬وأن‭ ‬يجعل‭ ‬مُحور‭ ‬خططه‭ ‬ومبادراته‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬وما‭ ‬يُحقق‭ ‬له‭ ‬الاستقرار‭ ‬والرفاهية‭ ‬والسعادة‭ ‬المجتمعية‭. ‬

ويرى‭ ‬سموه‭ ‬أن‭ ‬تحديد‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬يتطلب‭ ‬تعزيز‭ ‬السياسات‭ ‬والبرامج‭ ‬من‭ ‬أنماط‭ ‬الحياة‭ ‬الإيجابية‭ ‬للإنسان‭ ‬لتحقيق‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬وإبعاد‭ ‬الأزمات‭ ‬لمراتب‭ ‬متأخرة‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬اجتثاثها،‭ ‬وعندما‭ ‬يكون‭ ‬الضمير‭ ‬الإنساني‭ ‬مُتيقظا‭ ‬تتحقق‭ ‬للإنسان‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور،‭ ‬الحياة‭ ‬الجميلة‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وسيعيش‭ ‬في‭ ‬سلام‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬وسيعيش‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬سياسية‭ ‬واجتماعية‭ ‬وثقافية‭ ‬واقتصادية،‭ ‬وبيقظة‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭ ‬ستحدث‭ ‬مُتغيرات‭ ‬إيجابية‭ ‬كثيرة‭ ‬بتجاوز‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التحديات،‭ ‬وسيتحقق‭ ‬النماء‭ ‬للدول‭ ‬والرخاء‭ ‬للشعوب‭.‬

إن‭ ‬مبادرة‭ ‬يوم‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭ ‬تجسيد‭ ‬لثقافة‭ ‬السلام‭ ‬وقيم‭ ‬التسامح‭ ‬ومبادئ‭ ‬التعايش‭ ‬مع‭ ‬الآخر‭ ‬التي‭ ‬يؤمن‭ ‬بها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬وشعب‭ ‬البحرين،‭ ‬وعالمنا‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬الدامي‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬بعض‭ ‬الأقطار،‭ ‬بحاجة‭ ‬ماسة‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬السلاح‭ ‬جانبًا‭ ‬وأن‭ ‬يتسلح‭ ‬الجميع‭ ‬بمبادئ‭ ‬السلام‭ ‬وقيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬بمودة‭ ‬ونقاء،‭ ‬ليعيش‭ ‬الجميع‭ ‬متآخين‭ ‬ومتآلفين‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬العُنف‭ ‬والكراهية‭. ‬

لقد‭ ‬أوضحت‭ ‬رسالة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬معنى‭ ‬الضمير‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يُسمى‭ ‬الوجدان،‭ ‬وهو‭ ‬الميزان‭ ‬بين‭ ‬الحق‭ ‬والباطل،‭ ‬وما‭ ‬يربط‭ ‬عمل‭ ‬الإنسان‭ ‬مع‭ ‬قيمه‭ ‬الأخلاقية‭ ‬وشعوره‭ ‬الإنساني،‭ ‬وهي‭ ‬أهداف‭ ‬جاءت‭ ‬بها‭ ‬مبادرة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬المُوقر‭.‬