قفوا بجانب الشعب الإيراني لتغيير النظام

| فلاح هادي الجنابي

يمكن‭ ‬التصور‭ ‬بأن‭ ‬الملالي‭ ‬الذين‭ ‬يبكون‭ ‬دما‭ ‬على‭ ‬الأسلوب‭ ‬الأميركي‭ ‬الصارم‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬معهم،‭ ‬كانوا‭ ‬سابقا‭ ‬يضحكون‭ ‬في‭ ‬مجالسهم‭ ‬الخاصة‭ ‬ويسخرون‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬تتبع‭ ‬نهج‭ ‬المسايرة‭ ‬والمهادنة‭ ‬معهم‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬يجنح‭ ‬النظام‭ ‬للاعتدال‭ ‬وإعادة‭ ‬تأهيله،‭ ‬لكنهم‭ ‬اليوم‭ ‬يبذلون‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬بوسعهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنقاذ‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الذي‭ ‬اتضح‭ ‬مدى‭ ‬عجزه‭ ‬عن‭ ‬لجم‭ ‬المساعي‭ ‬المشبوهة‭ ‬لهذا‭ ‬النظام،‭ ‬ليس‭ ‬حبا‭ ‬في‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي،‭ ‬إنما‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬المسايرة‭ ‬والمهادنة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬البلدان‭ ‬الغربية،‭ ‬حيث‭ ‬تعرض‭ ‬النظام‭ ‬لهزة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬بتخلي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬واستبداله‭ ‬بنهج‭ ‬حازم‭ ‬وصارم،‭ ‬كما‭ ‬دعت‭ ‬وتدعو‭ ‬السيدة‭ ‬مريم‭ ‬رجوي،‭ ‬رئيسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬المنتخبة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬منذ‭ ‬أعوام‭ ‬طويلة‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬يخدم‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬فقط‭.‬

محاولة‭ ‬النظام‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الهش‭ ‬وتبعا‭ ‬لذلك‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬المسايرة‭ ‬والمهادنة‭ ‬المعادي‭ ‬للشعب‭ ‬والمقاومة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬لفتت‭ ‬نظر‭ ‬السيدة‭ ‬رجوي،‭ ‬لذلك‭ ‬كانت‭ ‬لفتة‭ ‬قوية‭ ‬منها‭ ‬لهذه‭ ‬القضية‭ ‬عندما‭ ‬قالت‭ ‬في‭ ‬كلمتها‭ ‬التي‭ ‬ألقيت‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬آلاف‭ ‬متظاهر‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬من‭ ‬أنصار‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭: ‬“ندعو‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬وأوروبا‭ ‬وجميع‭ ‬البلدان‭ ‬إلى‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬دفع‭ ‬الاتاوات‭ ‬للملالي،‭ ‬لا‭ ‬تقدموا‭ ‬لهم‭ ‬أية‭ ‬مساعدة‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬العقوبات،‭ ‬قفوا‭ ‬بوجههم،‭ ‬أدرجوا‭ ‬قوات‭ ‬الحرس‭ ‬ومخابرات‭ ‬الملالي‭ ‬ومنظومة‭ ‬خامنئي‭ ‬وروحاني‭ ‬في‭ ‬القائمة‭ ‬الإرهابية،‭ ‬ندعوكم‭ ‬إلى‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬سياسة‭ ‬تجاهل‭ ‬القوة‭ ‬الرئيسية‭ ‬للمجتمع‭ ‬والتاريخ‭ ‬الإيراني،‭ ‬وبدلا‭ ‬من‭ ‬المواكبة‭ ‬مع‭ ‬الفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬وتشجيعها،‭ ‬قفوا‭ ‬بجانب‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬لتغيير‭ ‬هذا‭ ‬النظام”‭. ‬نعم‭ ‬إنها‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬ساسة‭ ‬أوروبا‭ ‬أن‭ ‬يعلموها‭ ‬جيدا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يواصلوا‭ ‬سياساتهم‭ ‬الخاطئة‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬عن‭ ‬سياساته‭ ‬الشريرة‭ ‬والعدوانية‭ ‬ولاسيما‭ ‬بتصدير‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬وزعزعة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭. ‬إبقاء‭ ‬سياسة‭ ‬المهادنة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬وكذلك‭ ‬إبقاء‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الدموي‭ ‬واستمرار‭ ‬العلاقات‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬النمط‭ ‬والأسلوب‭ ‬السابق،‭ ‬يعني‭ ‬إنعاش‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬وجعله‭ ‬يشعر‭ ‬بالأمل‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬توضح‭ ‬للعالم‭ ‬كله‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬أمل‭ ‬أو‭ ‬ضمان‭ ‬لهذا‭ ‬النظام‭ ‬كي‭ ‬يمشي‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬ويتخلى‭ ‬عن‭ ‬نهجه‭ ‬المتطرف‭ ‬ولاسيما‭ ‬أن‭ ‬تخلي‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬عن‭ ‬نهجه‭ ‬العدواني‭ ‬هذا‭ ‬يعني‭ ‬نهايته‭ ‬لأن‭ ‬سبب‭ ‬بقائه‭ ‬واستمراره‭ ‬هو‭ ‬تمسكه‭ ‬بأفكاره‭ ‬ومبادئه‭ ‬القرووسطائية‭ ‬التي‭ ‬صار‭ ‬العالم‭ ‬يعلم‭ ‬كم‭ ‬دفع‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وشعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬من‭ ‬أثمان‭ ‬جراء‭ ‬ذلك‭. ‬“الحوار”‭.‬