ما مصير “الموظفين الثلاثة” بعد انتهاء دورة المجلس؟

| نجاة المضحكي

هل‭ ‬اقتراح‭ ‬أو‭ ‬قرار‭ ‬توظيف‭ ‬3‭ ‬موظفين‭ ‬لكل‭ ‬نائب‭ ‬سيحل‭ ‬مسألة‭ ‬التعطل؟‭ ‬وهل‭ ‬لجأت‭ ‬دول‭ ‬متقدمة‭ ‬أو‭ ‬متأخرة‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحلول‭ ‬واستطاعت‭ ‬حل‭ ‬مشكلة‭ ‬التعطل‭ ‬في‭ ‬دولها؟‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬حلول‭ ‬جاءت‭ ‬عبر‭ ‬تفكير‭ ‬عابر‭.‬

ونأتي‭ ‬إلى‭ ‬صلب‭ ‬المشكلة‭ ‬التي‭ ‬ستنتج‭ ‬عن‭ ‬توظيف‭ ‬3‭ ‬موظفين‭ ‬لكل‭ ‬نائب‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬120‭ ‬موظفا،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬فترة‭ ‬المجلس،‭ ‬هل‭ ‬سيظل‭ ‬الموظفون‭ ‬في‭ ‬مكانهم‭ ‬أو‭ ‬ستنهى‭ ‬عقودهم،‭ ‬وهنا‭ ‬تبدأ‭ ‬المشكلة،‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬كادت‭ ‬تنتهي‭ ‬مع‭ ‬البرنامج‭ ‬الذي‭ ‬تبنته‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬بتوظيف‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العاطلين‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬وشركاتها‭ ‬بدعوى‭ ‬التدريب،‭ ‬حتى‭ ‬التزمت‭ ‬المؤسسات‭ ‬بهم،‭ ‬وتبنى‭ ‬قضيتهم‭ ‬المحرضون‭ ‬على‭ ‬الحكومة،‭ ‬بأن‭ ‬يتم‭ ‬تثبيتهم‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬المؤسسة‭ ‬بحاجة‭ ‬لهم‭ ‬أم‭ ‬لا،‭ ‬هذه‭ ‬الأنواع‭ ‬من‭ ‬الحلول‭ ‬أثبتت‭ ‬فشلها،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تضرر‭ ‬منها‭ ‬العاطلون‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬وكلفت‭ ‬الدولة‭ ‬تضخما‭ ‬في‭ ‬هياكلها‭ ‬دون‭ ‬حاجة‭.‬

انتهت‭ ‬دورة‭ ‬النواب‭ ‬الحاليين،‭ ‬وبقي‭ ‬الموظفون‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬توظيفهم،‭ ‬وجاء‭ ‬النواب‭ ‬الجدد‭ ‬الذين‭ ‬سيطالبون‭ ‬بحقهم‭ ‬في‭ ‬موظفين‭ ‬ثلاثة‭ ‬جدد،‭ ‬فالعدد‭ ‬سيتضاعف،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬إنهاء‭ ‬عقود‭ ‬موظفي‭ ‬النواب‭ ‬الحاليين،‭ ‬أو‭ ‬سيقوم‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬بتوزيعهم‭ ‬على‭ ‬الوزارات؟‭ ‬هذا‭ ‬التوظيف‭ ‬فيه‭ ‬ظلم،‭ ‬وذلك‭ ‬حين‭ ‬يحرم‭ ‬العاطلون‭ ‬من‭ ‬فرصة‭ ‬التوظيف‭ ‬لأن‭ ‬النائب‭ ‬هو‭ ‬المختص‭ ‬بالاختيار،‭ ‬كما‭ ‬سيخلق‭ ‬هذا‭ ‬التوظيف‭ ‬مشكلة‭ ‬للدولة‭ ‬عندما‭ ‬يقف‭ ‬هؤلاء‭ ‬الموظفون‭ ‬بعد‭ ‬إنهاء‭ ‬عقودهم‭ ‬عند‭ ‬باب‭ ‬المجلس‭ ‬رافعين‭ ‬اللافتات‭ ‬والشعارات‭ ‬التي‭ ‬ستتبناها‭ ‬النقابات‭ ‬العمالية‭ ‬لصالح‭ ‬ميولها‭ ‬السياسي،‭ ‬كما‭ ‬ستكون‭ ‬ملفا‭ ‬على‭ ‬طاولات‭ ‬النواب‭ ‬الجدد‭ ‬للمزايدة‭.‬

3‭ ‬موظفين‭ ‬لكل‭ ‬نائب‭... ‬مبالغة،‭ ‬وبدعة‭ ‬جديدة‭ ‬ستكون‭ ‬ملزمة‭ ‬للمجلس،‭ ‬ونأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬النائب‭ ‬سيسيح‭ ‬ويتمدد‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬أيام‭ ‬السنة‭ ‬غير‭ ‬إجازة‭ ‬المجلس،‭ ‬فماذا‭ ‬يفعل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الموظفون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة،‭ ‬هل‭ ‬سيكون‭ ‬نصيبهم‭ ‬إجازة‭ ‬مدفوعة‭ ‬الأجر‭.‬

مشكلة‭ ‬حل‭ ‬التعطل‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬اقتصادية‭ ‬سليمة‭ ‬وليس‭ ‬لأفكار‭ ‬عابرة‭ ‬أو‭ ‬وقتية،‭ ‬ونرجو‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬البدعة‭ ‬مشكلة‭ ‬قادمة‭ ‬تصدع‭ ‬بها‭ ‬رأس‭ ‬الدولة،‭ ‬وتشغل‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الداخلي‭ ‬والخارجي،‭ ‬وذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬أفكار‭ ‬طارئة‭ ‬غير‭ ‬مدروسة‭ ‬وليس‭ ‬فيها‭ ‬بعد‭ ‬نظر‭ ‬اقتصادي‭ ‬أو‭ ‬سياسي‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬اجتماعي،‭ ‬ونتمنى‭ ‬أن‭ ‬تحل‭ ‬مشكلة‭ ‬التعطل‭ ‬بطريقة‭ ‬عادلة‭ ‬ونظرة‭ ‬حكيمة‭ ‬تعود‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬والمواطن‭ ‬بالنفع‭ ‬والرفاه‭ ‬والاستقرار،‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬الحلول‭ ‬منطقية‭.‬