سوالف

شركات التأمين وسلخ جلد المواطن

| أسامة الماجد

هل‭ ‬يمكن‭ ‬ترك‭ ‬شركات‭ ‬التأمين‭ ‬“تلعب‭ ‬في‭ ‬حسبة”‭ ‬المواطن‭ ‬بقوانينها‭ ‬الغريبة‭ ‬وتسلخ‭ ‬جلده،‭ ‬والجواب‭ ‬العجيب‭ ‬لهذا‭ ‬السؤال‭ ‬هو‭: ‬نعم،‭ ‬فمن‭ ‬الواضح‭ ‬أنه‭ ‬ليست‭ ‬هناك‭ ‬رقابة‭ ‬على‭ ‬شركات‭ ‬التأمين،‭ ‬ولهذا‭ ‬فالفوضى‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬تأمين‭ ‬السيارات‭ ‬والإجراءات‭ ‬الغريبة‭ ‬في‭ ‬ازدياد،‭ ‬وكأنها‭ ‬–‭ ‬أي‭ ‬الشركات‭- ‬تحمل‭ ‬الصواني‭ ‬المملوءة‭ ‬بالخردة‭ ‬وتطوف‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬المواطنين،‭ ‬وأكثر‭ ‬المتضررين‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬أصحاب‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭.‬

في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬دفعت‭ ‬58‭ ‬دينارا‭ ‬لتأمين‭ ‬سيارتي‭ ‬“طرف‭ ‬ثالث”‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬مرت‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬دون‭ ‬تسجيل‭ ‬أي‭ ‬حادث،‭ ‬وعندما‭ ‬ذهبت‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬لتجديد‭ ‬التأمين‭ ‬أخبروني‭ ‬أن‭ ‬المبلغ‭ ‬أصبح‭ ‬70‭ ‬دينارا‭ ‬مع‭ ‬الضريبة،‭ ‬وقفت‭ ‬والصمت‭ ‬يلفني‭ ‬ويزحف‭ ‬على‭ ‬صدري‭ ‬من‭ ‬الألم،‭ ‬قلت‭ ‬لهم،‭ ‬ولماذا‭ ‬هذه‭ ‬الطفرة‭ ‬في‭ ‬السعر،‭ ‬فبدل‭ ‬إعطائي‭ ‬تخفيضا‭ ‬إكراما‭ ‬لسجلي‭ ‬النظيف‭ ‬تفتحون‭ ‬علي‭ ‬أبواب‭ ‬الجحيم‭.. ‬لا‭ ‬رد‭.‬

ويقول‭ ‬صديق‭ ‬عزيز‭ ‬أيضا‭: ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬البقالة‭ ‬لأتفاجأ‭ ‬أن‭ ‬أحدهم‭ ‬صدم‭ ‬سيارتي‭ ‬ولاذ‭ ‬بالفرار،‭ ‬توجهت‭ ‬إلى‭ ‬المرور،‭ ‬ثم‭ ‬شركة‭ ‬التأمين‭ ‬التي‭ ‬طلبت‭ ‬مني‭ ‬مبلغ‭ ‬تحمل‭ ‬250‭ ‬دينارا،‭ ‬وذلك‭ ‬بخلاف‭ ‬مبلغ‭ ‬التحمل‭ ‬المبين‭ ‬على‭ ‬بطاقة‭ ‬التأمين‭ ‬وهو‭ ‬100‭ ‬دينار‭ ‬مع‭ ‬الضريبة،‭ ‬وعند‭ ‬سؤالهم‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬التباين‭ ‬الحاد‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مذكور‭ ‬وبين‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬أجابني‭ ‬الموظف‭ ‬أنها‭ ‬إجراءات‭ ‬الشركة‭! ‬ويبقى‭ ‬السؤال‭ ‬قائما‭ ‬كيف‭ ‬ارتفع‭ ‬مبلغ‭ ‬التحمل‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مع‭ ‬الضريبة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬مبين‭ ‬على‭ ‬بطاقة‭ ‬التأمين‭ ‬إلى‭ ‬250‭ ‬دينارا؟‭ ‬علما‭ ‬أنه‭ ‬سبق‭ ‬لي‭ ‬تصليح‭ ‬سيارتي‭ ‬على‭ ‬حسابي‭ ‬الخاص‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬تكلفة‭ ‬تصليحها‭ ‬كانت‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬مبلغ‭ ‬التحمل‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬“الحادث‭ ‬ضد‭ ‬مجهول”‭ ‬والسؤال‭ ‬الأبرز‭ ‬والأشمل‭ ‬هو‭... ‬ماذا‭ ‬استفدت‭ ‬من‭ ‬التأمين؟

ويقول‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬أخرى‭... ‬من‭ ‬الظلم‭ ‬والإجحاف‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬ملتزما‭ ‬بالقانون‭ ‬وحريصا‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬أوراق‭ ‬سيارتي‭ ‬من‭ ‬تأمين‭ ‬وتسجيل‭ ‬فيأتي‭ ‬أحدهم‭ ‬ويصدمني‭ ‬ويثبت‭ ‬عليه‭ ‬الخطأ‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬يرفض‭ ‬التأمين‭ ‬إصلاح‭ ‬سيارتي‭ ‬كون‭ ‬مركبة‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬بدون‭ ‬تأمين‭ ‬وتسجيل‭ ‬وعلي‭ ‬الانتظار‭ ‬لحين‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬قضيته‭ ‬في‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬وهي‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تمتد‭ ‬لعامين‭ ‬وربما‭ ‬ثلاثة‭ ‬أعوام‭... ‬ما‭ ‬ذنبي‭ ‬أنا؟

وإليكم‭ ‬المعلومة‭ ‬المرعبة‭... ‬التأمين‭ ‬“أون‭ ‬لاين”‭ ‬بثلاثة‭ ‬وتسعين‭ ‬دينارا‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬أغلى‭ ‬من‭ ‬التأمين‭ ‬عبر‭ ‬الحضور‭ ‬الشخصي،‭ ‬فمن‭ ‬الذي‭ ‬حدد‭ ‬الأسعار‭ ‬ومن‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬هذا‭ ‬وذاك‭ ‬وما‭ ‬الحكمة؟‭.‬