فجر جديد

جسر كورنيش الغوص “القاتل”

| إبراهيم النهام

بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬إغلاق‭ ‬“جسر‭ ‬كورنيش‭ ‬الغوص”؛‭ ‬لأسباب‭ ‬فنية‭ ‬وإنشائية،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬الجسر‭ ‬المهجور‭ ‬على‭ ‬حاله،‭ ‬مهملًا،‭ ‬منسيًا،‭ ‬بمستجدات‭ ‬يصفها‭ ‬نشطاء‭ ‬محرقيون‭ ‬بالمأساوية‭.‬

فالجسر‭ ‬أصبح‭ ‬ببساطة‭ ‬مرتعًا‭ ‬للرذيلة،‭ ‬ولشرب‭ ‬المسكرات،‭ ‬وللنوم،‭ ‬وللتجمعات‭ ‬المشبوهة،‭ ‬بوضع‭ ‬متكرر‭ ‬كتبت‭ ‬عنه‭ ‬الصحف،‭ ‬وتحدث‭ ‬عنه‭ ‬الأهالي‭ ‬مرارًا،‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬نتيجة‭.‬

كما‭ ‬يلاحظ،‭ ‬زحف‭ ‬التصدعات‭ ‬والشروخ‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬أجزائه،‭ ‬بخطورة‭ ‬بالغة‭ ‬تهدد‭ ‬مرتاديه‭ ‬سرًا،‭ ‬وللمركبات‭ ‬التي‭ ‬تعبر‭ ‬أسفله‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة،‭ ‬والتي‭ ‬منها‭ ‬مواكب‭ ‬الشخصيات‭ ‬المهمة‭ ‬والمسؤولين‭ ‬والزوار‭ ‬الكبار،‭ ‬وهم‭ ‬بطريقهم‭ ‬للمطار‭ ‬والعكس‭.‬

وكنت‭ ‬قد‭ ‬تسلمت‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الصور‭ ‬المزرية،‭ ‬تم‭ ‬تصويرها‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الكوبري‭ ‬أخيرًا،‭ ‬تظهر‭ ‬بها‭ ‬بعض‭ ‬الفرش،‭ ‬والبطانيات،‭ ‬والمخدات‭ ‬العفنة،‭ ‬وزجاجات‭ ‬المشروبات‭ ‬المختلفة،‭ ‬وعلب‭ ‬سجائر،‭ ‬وكميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأوساخ‭ ‬والمتعلقات‭ ‬الشخصية،‭ ‬وغيرها‭.‬

وفي‭ ‬اتصال‭ ‬هاتفي‭ ‬أجريته‭ ‬مع‭ ‬محافظ‭ ‬المحرق،‭ ‬الرجل‭ ‬الفاضل‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬هندي،‭ ‬أكد‭ ‬لي‭ ‬مشكورًا‭ ‬أنه‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬خاطب‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بكل‭ ‬التفاصيل‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالجسر،‭ ‬وبالخطورة‭ ‬الأمنية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬يمثلها‭ ‬تركه‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الحال‭ ‬الرثة،‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تغيير‭ ‬يذكر‭.‬

من‭ ‬الأهمية‭ ‬حل‭ ‬هذا‭ ‬الإشكال‭ ‬بشكل‭ ‬عاجل،‭ ‬سواء‭ ‬بالإزالة،‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬إنشائه‭ ‬بنقطة‭ ‬أخرى،‭ ‬أو‭ ‬غيرها،‭ ‬ثم‭ ‬لماذا‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتحرك‭ ‬دائمًا‭ ‬بعد‭ ‬حدوث‭ ‬المصيبة‭ ‬وليس‭ ‬قبلها؟