ما وراء الحقيقة

داعمو الشعوبيين الجدد

| د. طارق آل شيخان الشمري

الشعوبيون‭ ‬الجدد‭ ‬يسعون‭ ‬لهدم‭ ‬وتفتيت‭ ‬وعرقلة‭ ‬أية‭ ‬وحدة‭ ‬أو‭ ‬نهوض‭ ‬للشعب‭ ‬العربي‭ ‬المسلم،‭ ‬سواء‭ ‬الحكومات‭ ‬أو‭ ‬المجتمع،‭ ‬وبمساعدة‭ ‬وتنفيذ‭ ‬وتسخير‭ ‬إمكانيات‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬شعوبيي‭ ‬السياسة‭ ‬القطرية،‭ ‬وهم‭ ‬أصحاب‭ ‬نظرة‭ ‬استخدام‭ ‬ودعم‭ ‬ومساندة‭ ‬التحالف‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬الشعوبية،‭ ‬لضرب‭ ‬أية‭ ‬وحدة‭ ‬أو‭ ‬نهضة‭ ‬أو‭ ‬إجماع‭ ‬عربي‭ ‬سياسي‭ ‬وعسكري‭ ‬واقتصادي،‭ ‬كون‭ ‬تلك‭ ‬الوحدة‭ ‬أو‭ ‬الإجماع‭ ‬العربي‭ ‬يصطدم‭ ‬بحلم‭ ‬قطر‭ ‬العظمى‭ ‬الذي‭ ‬يسعون‭ ‬لتحقيقه‭ ‬منذ‭ ‬أواخر‭ ‬الثمانينات‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة،‭ ‬فمن‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬امبراطورية‭ ‬قطر‭ ‬العظمى،‭ ‬يجب‭ ‬إزالة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬السعودية‭ ‬ومصر‭ ‬والإمارات‭ ‬وتونس‭ ‬وليبيا‭ ‬والجزائر‭ ‬والسودان‭ ‬من‭ ‬الخارطة‭ ‬السياسية‭ ‬نهائيا،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬تمكين‭ ‬الإخوان‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬هذه‭ ‬البلدان،‭ ‬ليكونوا‭ ‬عبيدا‭ ‬طائعين‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬تطلبه‭ ‬هذه‭ ‬الامبراطورية‭ ‬القطرية،‭ ‬ولكي‭ ‬تتقاسم‭ ‬هذه‭ ‬الامبراطورية‭ ‬خيرات‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭ ‬مع‭ ‬الشعوبيين‭ ‬الجدد،‭ ‬لقطاء‭ ‬الدولة‭ ‬الصفوية،‭ ‬وأحفاد‭ ‬الوثنيين‭ ‬الطورانيين‭ ‬القوقاز‭.‬

أما‭ ‬الداعم‭ ‬الثاني‭ ‬فهم‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمون،‭ ‬أكبر‭ ‬حزب‭ ‬وآيديولوجية‭ ‬فكرية‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬الحالي،‭ ‬باعت‭ ‬الهوية‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬واستبدلتها‭ ‬بهوية‭ ‬شعوبية،‭ ‬ليكون‭ ‬المرشد‭ ‬العام‭ ‬للإخوان‭ ‬النسخة‭ ‬السنية‭ ‬لحسن‭ ‬نصر‭ ‬الله،‭ ‬والنسخة‭ ‬السنية‭ ‬للحوثي،‭ ‬والنسخة‭ ‬السنية‭ ‬للمالكي‭ ‬وشلة‭ ‬عملاء‭ ‬إيران‭ ‬بالعراق،‭ ‬وكما‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬المالكي‭ ‬وحسن‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬والحوثي‭ ‬عملاء‭ ‬لإيران،‭ ‬فإن‭ ‬المروءة‭ ‬العربية‭ ‬تحتم‭ ‬علينا‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬الإخوان‭ ‬بمربع‭ ‬الخيانة‭ ‬والعمالة‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬شعوبي‭ ‬حاقد‭ ‬على‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة،‭ ‬ويسعى‭ ‬لتحقيق‭ ‬عرقيته‭ ‬وشعوبيته‭ ‬عبر‭ ‬التخفي‭ ‬بالعباءة‭ ‬الإسلامية‭.‬

نحن‭ ‬مسلمون‭ ‬نعم‭.. ‬ونؤمن‭ ‬بالوحدة‭ ‬الإسلامية‭ ‬نعم،‭ ‬لكن‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬أحفاد‭ ‬ولقطاء‭ ‬الدولة‭ ‬الصفوية،‭ ‬ويتسترون‭ ‬بعبارة‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسلامية‭ ‬ليتفاخروا‭ ‬باحتلالهم‭ ‬أربع‭ ‬عواصم‭ ‬عربية،‭ ‬فسنرفع‭ ‬بوجههم‭ ‬هويتنا‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬لنمنعهم‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬عرقيتهم‭ ‬وشعوبيتهم،‭ ‬وأن‭ ‬يأتي‭ ‬سلطان‭ ‬يحمي‭ ‬الشاذين‭ ‬وبائعات‭ ‬الهوى‭ ‬ولم‭ ‬يقدم‭ ‬شهيدا‭ ‬واحدا‭ ‬فداء‭ ‬لفلسطين،‭ ‬ويقوم‭ ‬بتسيير‭ ‬الطائرات‭ ‬إلى‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬ويمنح‭ ‬التأشيرات‭ ‬المجانية‭ ‬للسواح‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬ثم‭ ‬يتهمنا‭ ‬نحن‭ ‬العرب‭ ‬المسلمون‭ ‬ويشتمنا،‭ ‬فإن‭ ‬المروءة‭ ‬والكبرياء‭ ‬العربي‭ ‬يجعلنا‭ ‬نرفع‭ ‬لواء‭ ‬الهوية‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬بوجهه،‭ ‬حتى‭ ‬يعرف‭ ‬حجمه‭ ‬الطبيعي،‭ ‬ويعرف‭ ‬أن‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين‭ ‬ليسوا‭ ‬شعوبيي‭ ‬السياسة‭ ‬القطرية‭ ‬والإخوان‭.‬