ريشة في الهواء

رؤية‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬لمحيطنا‭ ‬الراهن

| أحمد جمعة

رؤية‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ -‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬تحليله‭ ‬العميق‭ ‬للأمور‭ - ‬توقظ‭ ‬الوعي‭ ‬بالواقع‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬بعالمنا‭ ‬العربي‭ ‬وبالمنطقة‭ ‬خصوصا،‭ ‬وقد‭ ‬شدني‭ ‬حديثه‭ ‬ورؤيته‭ ‬الثاقبة‭ ‬للمرحلة‭ ‬الراهنة،‭ ‬وتأكيده‭ ‬الحازم‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬وحتمية‭ ‬الموقف‭ ‬والمصير‭ ‬الواحد‭ ‬مع‭ ‬الشقيقة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬فهي‭ ‬قلعة‭ ‬العرب،‭ ‬ودعمها‭ ‬ومساندتها‭ ‬حتمية‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬الأخوة‭ ‬والمصير‭ ‬المشترك،‭ ‬وهذا‭ ‬الموقف‭ ‬ليس‭ ‬غريبا‭ ‬على‭ ‬سموه،‭ ‬ففي‭ ‬قلبه‭ ‬ووجدانه‭ ‬المملكة‭ ‬هي‭ ‬قلعة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬بالمنطقة‭ ‬وملاذ‭ ‬الجميع،‭ ‬وواجب‭ ‬علينا‭ ‬كأشقاء‭ ‬نلوذ‭ ‬ببعضنا‭ ‬سواء‭ ‬بوقت‭ ‬المحن‭ ‬أو‭ ‬المكاسب،‭ ‬والمملكة‭ ‬الشقيقة‭ ‬لا‭ ‬يأتي‭ ‬منها‭ ‬إلا‭ ‬الخير‭ ‬والعزة‭ ‬والنصر‭.‬

ثم‭ ‬عرج‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬اليقظة‭ ‬والانتباه‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يأتينا‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬نستسلم‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يُفرض‭ ‬علينا‭ ‬دون‭ ‬فحص‭ ‬وتدقيق‭ ‬وانتباه،‭ ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬والتوجهات‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬لا‭ ‬يلتزم‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬يطرحها‭ ‬وتُفرض‭ ‬علينا،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعلنا‭ ‬ننتبه‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬التوجهات،‭ ‬فليس‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يأتينا‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬لنا‭ ‬والواجب‭ ‬يحتم‭ ‬اليقظة‭ ‬الدائمة،‭ ‬وأن‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬أمننا‭ ‬واستقرارنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وحدتنا‭ ‬وتلاحمنا‭ ‬وتعزيز‭ ‬مكانتنا‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬عبر‭ ‬تماسك‭ ‬دولنا‭ ‬وشعوبنا‭ ‬وتلاحمنا‭ ‬كدول‭ ‬وقادة‭ ‬وشعوب‭ ‬بمواجهة‭ ‬التحديات،‭ ‬وتمثل‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬حصن‭ ‬المنطقة‭ ‬الحصين‭ ‬الذي‭ ‬يقف‭ ‬بوجه‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يهدد‭ ‬أمننا‭ ‬واستقرارنا‭.‬

إن‭ ‬تركيز‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬المصيرية‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬حصيفة‭ ‬ترى‭ ‬الأمور‭ ‬بحكمة‭ ‬ما‭ ‬أحوجنا‭ ‬لها‭ ‬بهذه‭ ‬الظروف‭ ‬الدقيقة‭ ‬التي‭ ‬لابد‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬توحيد‭ ‬جهودنا‭ ‬وإمكانياتنا‭ ‬لتصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬المنطقة‭ ‬والدول‭ ‬والشعوب،‭ ‬وأثبتت‭ ‬الحوادث‭ ‬والوقائع‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بالمنطقة‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬المنصرمة‭ ‬أن‭ ‬رؤية‭ ‬سموه‭ ‬كانت‭ ‬دائماً‭ ‬دقيقة‭ ‬ورشيدة‭ ‬وتضع‭ ‬النقاط‭ ‬على‭ ‬الحروف،‭ ‬لهذا‭ ‬سيظل‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬نبراساً‭ ‬لكل‭ ‬عمل‭ ‬وطني‭ ‬وخليجي‭ ‬وعربي،‭ ‬فقد‭ ‬عَبَرَ‭ ‬بالبحرين‭ ‬خلال‭ ‬التجارب‭ ‬السابقة‭ ‬دائماً‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭ ‬وصد‭ ‬الخطوب‭ ‬التي‭ ‬لولا‭ ‬حكمته‭ ‬لواجهنا‭ ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله‭ ‬مواقف‭ ‬حرجة‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬التصدي‭ ‬لها‭ ‬لولا‭ ‬تلك‭ ‬الإرادة،‭ ‬لولا‭ ‬الحكمة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الصبر‭ ‬والحزم‭ ‬والحسم،‭ ‬وهي‭ ‬المبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬التي‭ ‬ارتبطت‭ ‬بقيادته‭ ‬الرشيدة‭ ‬طوال‭ ‬توليه‭ ‬المسؤولية‭.‬

حديث‭ ‬سموه‭ ‬ذو‭ ‬شجون‭ ‬حينما‭ ‬يأخذك‭ ‬إلى‭ ‬عمق‭ ‬القضايا‭ ‬ويقف‭ ‬عندها‭ ‬ويحللها‭ ‬ويفند‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يطرح‭ ‬علينا‭ ‬ويأتينا‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬بسعة‭ ‬تفكيره‭ ‬وتمكنه‭ ‬من‭ ‬قراءة‭ ‬الأحداث‭ ‬بفكر‭ ‬ثاقب‭ ‬أثبتته‭ ‬كل‭ ‬التجارب‭ ‬والوقائع‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬وكم‭ ‬نحن‭ ‬اليوم‭ ‬بحاجة‭ ‬لليقظة‭ ‬والتنبه‭ ‬والتلاحم‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬مملكتنا‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وكل‭ ‬الأشقاء‭ ‬بالمنطقة‭.‬

 

تنويرة‭:

‬دع‭ ‬الرياح‭ ‬تُسَيّر‭ ‬مركبك‭ ‬ولكن‭ ‬اعرف‭ ‬أولا‭ ‬اتجاهها‭.‬