قرارك... يحدد مصيرك

| أحمد خليفة الحمادي

اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬حياتنا،‭ ‬وجاء‭ ‬شعار‭ ‬أسبوع‭ ‬المرور‭ ‬الخليجي‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭ ‬“قرارك‭ ‬يحدد‭ ‬مصيرك”،‭ ‬وهو‭ ‬شعار‭ ‬صيغ‭ ‬بعناية،‭ ‬ولامس‭ ‬موضع‭ ‬العلة،‭ ‬وأصاب‭ ‬الحقيقة،‭ ‬وجاء‭ ‬بعد‭ ‬دراسة‭ ‬متأنية،‭ ‬فأنت‭ ‬أيها‭ ‬السائق‭ ‬الكريم،‭ ‬أنت‭ ‬الذي‭ ‬تحدد‭ ‬مصيرك‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارك‭ ‬بكيفية‭ ‬القيادة‭ ‬أثناء‭ ‬الطريق،‭ ‬فأنت‭ ‬صاحب‭ ‬القرار‭. ‬وخلال‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين،‭ ‬ارتفع‭ ‬معدل‭ ‬الوفيات‭ ‬والإصابات‭ ‬بسبب‭ ‬حوادث‭ ‬المرور‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تعديلات‭ ‬الأنظمة‭ ‬والمبادرات‭ ‬الجديدة‭ ‬والجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لرفع‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬لدى‭ ‬السائقين‭ ‬في‭ ‬المملكة‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فمازال‭ ‬ضحايا‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬يشغلون‭ ‬سريراً‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مستشفى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المملكة‭. ‬والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭: ‬ألا‭ ‬يعلم‭ ‬سائقونا‭ ‬كيف‭ ‬يقودون‭ ‬مركباتهم‭ ‬بأمان‭ ‬أم‭ ‬أنهم‭ ‬يقررون‭ ‬بكل‭ ‬بساطة‭ ‬عدم‭ ‬اتباع‭ ‬أصول‭ ‬القيادة‭ ‬الآمنة؟

شعار‭ ‬أسبوع‭ ‬المرور‭ ‬بأن‭ ‬القرارات‭ ‬بيدكم‭ ‬أيها‭ ‬السائقون‭ ‬أثناء‭ ‬القيادة،‭ ‬هل‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬هي‭ ‬بالفعل‭ ‬ما‭ ‬تودون‭ ‬القيام‭ ‬بها؟‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬السائقين‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬يقودون‭ ‬مركباتهم‭ ‬بتهور‭ ‬ولا‭ ‬مبالاة‭ ‬وطريقة‭ ‬خطرة،‭ ‬وبالحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬مراعاة‭ ‬سلامتهم‭ ‬وسلامة‭ ‬الآخرين‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنهم‭ ‬يدركون‭ ‬خطورة‭ ‬الحوادث‭ ‬على‭ ‬الطرق،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فهو‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬يتخذونه،‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬لا‭ ‬يؤثر‭ ‬عليهم‭ ‬فقط،‭ ‬إنما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مستخدمي‭ ‬الطريق‭.‬

إن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬أسبوع‭ ‬المرور‭ ‬توعية‭ ‬الركاب‭ ‬والمشاة‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬بواجباتهم،‭ ‬فعلى‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬واجبات‭ ‬ومسؤوليات‭ ‬يتحتم‭ ‬الالتزام‭ ‬بها،‭ ‬وله‭ ‬حدود‭ ‬لا‭ ‬يتجاوزها،‭ ‬ويجب‭ ‬ألا‭ ‬يفهم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الالتزام‭ ‬خاص‭ ‬بأسبوع‭ ‬المرور‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬التزام‭ ‬علينا‭ ‬مراعاته‭ ‬طيلة‭ ‬العام،‭ ‬ويأتي‭ ‬أسبوع‭ ‬المرور‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬بمثابة‭ ‬جرعة‭ ‬منشطة‭ ‬للذاكرة‭ ‬ودورة‭ ‬تدريبية‭ ‬عملية‭ ‬تجدد‭ ‬السلوك‭ ‬المروري‭ ‬وتوقظه‭ ‬وتقويه،‭ ‬ليتحول‭ ‬إلى‭ ‬عادة‭ ‬دائمة‭.‬

 

إن‭ ‬السلوك‭ ‬المروري‭ ‬السليم‭ ‬مظهر‭ ‬حضاري‭ ‬يتطلب‭ ‬أن‭ ‬نسعى‭ ‬إليه‭ ‬أثناء‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار،‭ ‬ووجه‭ ‬من‭ ‬أوجه‭ ‬تقدم‭ ‬وتحضر‭ ‬الدول،‭ ‬والزائر‭ ‬أو‭ ‬السائح‭ ‬يحكم‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬رقي‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬حركة‭ ‬المرور‭ ‬بها،‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نظهر‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬بالشكل‭ ‬اللائق‭ ‬بها،‭ ‬ولن‭ ‬يتحقق‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬تعاون‭ ‬الجميع‭. ‬إننا‭ ‬نعقد‭ ‬على‭ ‬أسابيع‭ ‬المرور‭ ‬آمالاً‭ ‬كبيرة‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الخلل‭ ‬الذي‭ ‬استشرى‭ ‬في‭ ‬شوارعنا،‭ ‬ولوضع‭ ‬حد‭ ‬للخسائر‭ ‬التي‭ ‬تصيب‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬أبنائه‭ ‬الضحايا‭ ‬الذين‭ ‬نفجع‭ ‬بفقدانهم‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬نتيجة‭ ‬عدم‭ ‬تحديد‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬يحدد‭ ‬مصيرك‭ ‬أنت‭ ‬ومصير‭ ‬الآخرين؟

وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نعي‭ ‬تماماً‭ ‬بما‭ ‬يحمله‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬نبيلة،‭ ‬تواكب‭ ‬العصر،‭ ‬وأن‭ ‬نتخذ‭ ‬القرار‭ ‬المناسب،‭ ‬وأن‭ ‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬أثناء‭ ‬سياقة‭ ‬السيارة‭ ‬مطلب‭ ‬أساسي‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سائق،‭ ‬وأنه‭ ‬يحدد‭ ‬مصيرك‭ ‬ومصير‭ ‬الآخرين‭ ‬معك‭.‬