الصحة تاج

| زهير توفيقي

تبذل‭ ‬الحكومة‭ ‬الرشيدة‭ ‬جهوداً‭ ‬استثنائية‭ ‬وجبارة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬توفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬للمواطنين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬المختلفة،‭ ‬وهي‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬تعمل‭ ‬حسب‭ ‬خطة‭ ‬وطنية‭ ‬شاملة‭ ‬لتغطية‭ ‬تلك‭ ‬الخدمات‭ ‬وضمن‭ ‬الميزانية‭ ‬الموضوعة،‭ ‬ولفت‭ ‬نظري‭ ‬مقال‭ ‬نشر‭ ‬مؤخرا‭ ‬لأحد‭ ‬كتاب‭ ‬الأعمدة‭ ‬بخصوص‭ ‬العناية‭ ‬القصوى‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬والطاقة‭ ‬الاستيعابية،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬‮٢٠‬‭ ‬سريراً‭ ‬فقط‭ ‬لاستقبال‭ ‬المرضى‭ ‬من‭ ‬مواطنين‭ ‬ووافدين‭!‬

توفير‭ ‬العلاج‭ ‬والاهتمام‭ ‬بصحة‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬أولويات‭ ‬برنامج‭ ‬الحكومة،‭ ‬شخصيا‭ ‬أعلم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬قديم‭ ‬جدا‭ ‬وأشبع‭ ‬نقاشاً،‭ ‬وأنا‭ ‬لا‭ ‬أنتظر‭ ‬رداً‭ ‬من‭ ‬الوزارة‭ ‬لأن‭ ‬الجواب‭ ‬معروف‭ ‬وهو‭ ‬كما‭ ‬يعلم‭ ‬الجميع‭ (‬شح‭ ‬الميزانية‭)! ‬لكن‭ ‬إلى‭ ‬متى‭ ‬هذا‭ ‬الحزن‭ ‬المدمر،‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬والوافدين‭ ‬في‭ ‬تزايد‭ ‬مستمر‭ ‬سنوياً،‭ ‬وحياة‭ ‬الناس‭ ‬ليست‭ ‬رخيصة‭ ‬ويتفق‭ ‬معي‭ ‬الجميع‭ ‬بأن‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬ليست‭ ‬بالمستوى‭ ‬المطلوب،‭ ‬نعم‭ ‬نستحق‭ ‬عناية‭ ‬واهتماما‭ ‬أفضل‭ ‬فلم‭ ‬أسمع‭ ‬قط‭ ‬أحدا‭ ‬يمتدح‭ ‬خدمات‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭.‬

بودي‭ ‬أن‭ ‬يقنعني‭ ‬أحد،‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬نستطع‭ ‬زيادة‭ ‬الطاقة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬للعناية‭ ‬القصوى‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬موضوع‭ ‬الميزانية‭ ‬كالقميص‭ ‬الذي‭ ‬نعلق‭ ‬عليه‭ ‬أعذارنا‭ ‬غير‭ ‬المقبولة،‭ ‬فمن‭ ‬واجب‭ ‬سعادة‭ ‬الوزيرة‭ ‬وفريق‭ ‬عملها‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬الحلول‭ ‬وعمل‭ ‬المستحيل‭ ‬لحلحلة‭ ‬الموضوع،‭ ‬وأنا‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬بأن‭ ‬حكومتنا‭ ‬الرشيدة‭ ‬لا‭ ‬تتردد‭ ‬في‭ ‬تخصيص‭ ‬ميزانية‭ ‬إضافية‭ ‬لهذا‭ ‬الموضوع‭.‬

هذه‭ ‬مسائل‭ ‬إدارية‭ ‬بحتة‭ ‬ومطبقة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬والأجهزة‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬حكومية‭ ‬أو‭ ‬خاصة،‭ ‬فقط‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬صغير‭ ‬لدراسة‭ ‬الوضع‭ ‬القائم‭ ‬وتقديم‭ ‬أفكار‭ ‬ومقترحات‭ ‬والميزانية‭ ‬المقترحة،‭ ‬وأبصم‭ ‬بأن‭ ‬الموضوع‭ ‬سيحل‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬عملنا‭ ‬بطريقة‭ ‬مهنية‭ ‬صحيحة‭ ‬والجميع‭ ‬سيقدر‭ ‬ذلك‭ ‬وسعادة‭ ‬الوزيرة‭ ‬ستفتخر‭ ‬بهذا‭ ‬الإنجاز‭. ‬

من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬بصدق‭ ‬وشفافية‭ ‬وإخلاص‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي‭ ‬الذي‭ ‬أعطانا‭ ‬الكثير،‭ ‬فهناك‭ ‬أولويات‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬كل‭ ‬وزارة‭ ‬أو‭ ‬هيئة‭ ‬ونحن‭ ‬نرى‭ ‬كيف‭ ‬تقوم‭ ‬بصرف‭ ‬ميزانيات‭ ‬ضخمة‭ ‬في‭ ‬أنشطة‭ ‬وفعاليات‭ ‬ليست‭ ‬ضرورية‭ ‬وبإمكانها‭ ‬تأجيلها‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬مربط‭ ‬الفرس،‭ ‬فأوجه‭ ‬الصرف‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عقلانية،‭ ‬ومواضيع‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬والبنى‭ ‬التحية‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأمور‭ ‬ويجب‭ ‬إعطاؤها‭ ‬جل‭ ‬الاهتمام‭. ‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬المؤسسات‭ ‬والشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬والخاصة‭ ‬والبنوك‭ ‬المحلية‭ ‬لا‭ ‬تتردد‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬أوجه‭ ‬الدعم‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬وزارات‭ ‬الدولة‭ ‬برفع‭ ‬طلباتها،‭ ‬لكن‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬منطقية‭ ‬وضرورية،‭ ‬ويجب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقام‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬ننسى‭ ‬أفضال‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬الكثير‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬هناك‭ ‬فئة‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬بواجبها‭ ‬بل‭ ‬قصرت‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي‭. ‬الصحة‭ ‬تاج‭ ‬على‭ ‬رؤوس‭ ‬الأصحاء‭ ‬لا‭ ‬يراه‭ ‬إلا‭ ‬المرضى‭. ‬والله‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬القصد‭.‬