ستة على ستة

تفجيرات الصومال وما خفي أعظم

| عطا السيد الشعراوي

كان‭ ‬ردا‭ ‬صادما‭ ‬وموجعا‭ ‬على‭ ‬مراوغات‭ ‬ومؤامرات‭ ‬قطر‭ ‬وجزيرتها‭ ‬الفضائية،‭ ‬عندما‭ ‬قالت‭ ‬صحيفة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬الأميركية‭ ‬إنها‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬تسجيل‭ ‬صوتي‭ ‬يكشف‭ ‬تورط‭ ‬الدوحة‭ ‬في‭ ‬تفجيرات‭ ‬الصومال‭ ‬التي‭ ‬أوقعت‭ ‬ثمانية‭ ‬جرحى‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬فالرد‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬غير‭ ‬عربية‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تنفق‭ ‬فيها‭ ‬قطر‭ ‬مئات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭ ‬لتغيير‭ ‬قناعات‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬وتوجيه‭ ‬مؤسسات‭ ‬أميركية‭ ‬لمواقف‭ ‬تحقق‭ ‬المصالح‭ ‬القطرية‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الحقائق‭.‬

فبعد‭ ‬أن‭ ‬نسجت‭ ‬قناة‭ ‬الجزيرة‭ ‬خيوط‭ ‬التآمر‭ ‬والكذب‭ ‬في‭ ‬برنامجها‭ ‬المسمى‭ ‬ما‭ ‬خفي‭ ‬أعظم‭ ‬حول‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تصدق‭ ‬أنها‭ ‬بذلك‭ ‬تلف‭ ‬الخناق‭ ‬على‭ ‬رقبة‭ ‬قطر‭ ‬نفسها،‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬البرنامج‭ ‬مرورًا‭ ‬بالوجوه‭ ‬المشاركة‭ ‬والأكاذيب‭ ‬التي‭ ‬تحدثوا‭ ‬بها‭ ‬فانقلبت‭ ‬الطاولة‭ ‬على‭ ‬الجزيرة‭ ‬نفسها‭ ‬وتأكد‭ ‬الجميع‭ ‬أنها‭ ‬والمصداقية‭ ‬والاحترافية‭ ‬والمهنية‭ ‬في‭ ‬طريقين‭ ‬لا‭ ‬يلتقيان‭ ‬أبدًا،‭ ‬كما‭ ‬اتضح‭ ‬أن‭ ‬قطر‭ ‬تصر‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬طريق‭ ‬العناد‭ ‬والمكابرة‭ ‬وافتعال‭ ‬الأزمات‭ ‬ضد‭ ‬الأشقاء‭.‬

ولم‭ ‬تكد‭ ‬تمر‭ ‬أيام‭ ‬قلائل‭ ‬حتى‭ ‬جاءت‭ ‬صحيفة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬لتوجه‭ ‬ضربة‭ ‬شديدة‭ ‬للجزيرة‭ ‬وقطر‭ ‬وتقدم‭ ‬ردا‭ ‬عمليا‭ ‬موثقا‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬اختلاق‭ ‬للأكاذيب‭ ‬على‭ ‬خلل‭ ‬عميق‭ ‬تعاني‭ ‬منه‭ ‬الجزيرة‭ ‬وتتعامى‭ ‬عن‭ ‬إصلاحه،‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬بهذا‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬فلتأتي‭ ‬لنا‭ ‬بقائمة‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬التي‭ ‬تتوافر‭ ‬للمعارضة‭ ‬القطرية‭ ‬إن‭ ‬وجدت‭ ‬هذه‭ ‬المعارضة‭ ‬من‭ ‬الأساس،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬بهذا‭ ‬النبل‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬فلتوجه‭ ‬الاتهام‭ ‬لقطر‭ ‬ولتترك‭ ‬لمسؤوليها‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أنفسهم‭ ‬فيما‭ ‬هو‭ ‬مثار‭ ‬الآن‭ ‬فقط‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬تفجيرات‭ ‬الصومال‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نتطرق‭ ‬لحوادث‭ ‬بعيدة‭ ‬أو‭ ‬قضايا‭ ‬قد‭ ‬تستدعي‭ ‬جهدا‭ ‬من‭ ‬الذاكرة‭ ‬لتذكرها‭ ‬ومن‭ ‬معدي‭ ‬برامج‭ ‬الجزيرة‭ ‬وقتا‭ ‬للحديث‭ ‬حولها،‭ ‬فتفجيرات‭ ‬الصومال‭ ‬مادة‭ ‬خصبة‭ ‬وطازجة‭ ‬إن‭ ‬أرادت‭ ‬الجزيرة‭ ‬الحديث‭ ‬عنها‭ ‬أو‭ ‬لتقم‭ ‬بالرد‭ ‬على‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬وتدخل‭ ‬في‭ ‬سجال‭ ‬إعلامي‭ ‬سيكون‭ ‬بالطبع‭ ‬ساخنا‭ ‬حول‭ ‬المصداقية‭ ‬والمهنية‭.‬