ما وراء الحقيقة

الشعوبيون الجدد... لا هوية ولا تاريخ

| د. طارق آل شيخان الشمري

الشعوبيون‭ ‬الجدد‭ ‬قسمان‭: ‬لقطاء‭ ‬ومشردون‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬القبائل‭ ‬التي‭ ‬جمعها‭ ‬إسماعيل‭ ‬الصفوي،‭ ‬وبث‭ ‬فيها‭ ‬الروح‭ ‬والهوية‭ ‬المجوسية،‭ ‬للادعاء‭ ‬بأنهم‭ ‬من‭ ‬سلالة‭ ‬الفرس‭ ‬المجوس‭ ‬الذين‭ ‬أبادهم‭ ‬العرب‭ ‬المسلمون،‭ ‬ومن‭ ‬هؤلاء‭ ‬قادة‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬وبعض‭ ‬الملالي‭ ‬وكوادر‭ ‬الثورة‭ ‬الطائفية‭ ‬التكفيرية‭ ‬الخمينية،‭ ‬وقد‭ ‬حاولوا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ثورتهم‭ ‬التكفيرية‭ ‬أن‭ ‬يدمروا‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمت‭ ‬للعروبة‭ ‬والهوية‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬بصلة،‭ ‬فحاولوا‭ ‬إثارة‭ ‬الفتن‭ ‬الطائفية‭ ‬البغيضة‭ ‬بين‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬استخدام‭ ‬بعض‭ ‬السفهاء‭ ‬والسذج‭ ‬والمرتزقة‭ ‬ليكونوا‭ ‬وكلاء‭ ‬لهم‭ ‬وليسوقوا‭ ‬بضاعتهم‭ ‬الطائفية‭ ‬القذرة‭ ‬بين‭ ‬أوساط‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إحداث‭ ‬شق‭ ‬في‭ ‬الأمة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التشكيك‭ ‬في‭ ‬تراث‭ ‬وهوية‭ ‬وتاريخ‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬مذاهبهم‭ ‬ومدارسهم‭ ‬الفقهية،‭ ‬كذلك‭ ‬عمد‭ ‬هؤلاء‭ ‬إلى‭ ‬ابتداع‭ ‬فكر‭ ‬وآيديولوجية‭ ‬شعوبية‭ ‬وغير‭ ‬عربية‭ ‬بتاتا‭ ‬ومحاولة‭ ‬غرسها‭ ‬بين‭ ‬سذج‭ ‬وإمعات‭ ‬العرب،‭ ‬حتى‭ ‬تزرع‭ ‬في‭ ‬عقولهم‭ ‬أن‭ ‬الخامنئي‭ ‬قائد‭ ‬المسلمين‭ ‬كافة،‭ ‬وطاعته‭ ‬من‭ ‬طاعة‭ ‬الله‭ ‬والرسول‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬العبارات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنطلي‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬السذج‭.  ‬

أما‭ ‬القسم‭ ‬الثاني‭ ‬فهم‭ ‬القبائل‭ ‬الهمجية‭ ‬الوثنية‭ ‬الطورانية‭ ‬القوقازية‭ ‬الذين‭ ‬أدخلهم‭ ‬العرب‭ ‬المسلمون‭ ‬الإسلام،‭ ‬حتى‭ ‬يشعروا‭ ‬بالتحضر‭ ‬الإنساني‭ ‬والأخلاقي‭ ‬والديني،‭ ‬ثم‭ ‬استخدمتهم‭ ‬الدولة‭ ‬العباسية‭ ‬كمرتزقة‭ ‬يخدمون‭ ‬بالجيش‭ ‬العباسي،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكشروا‭ ‬عن‭ ‬أنيابهم‭ ‬ويعودوا‭ ‬إلى‭ ‬همجيتهم،‭ ‬وينقلبوا‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬أحسن‭ ‬إليهم‭ ‬ويحتلوا‭ ‬البلاد‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭ ‬تحت‭ ‬حجة‭ ‬وكذبة‭ ‬الخلافة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ومن‭ ‬أحفادهم‭ ‬الآن‭ ‬القوميون‭ ‬بزعامة‭ ‬سلطان‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بحزب‭ ‬“العدالة”‭.‬

لقد‭ ‬سعى‭ ‬هؤلاء‭ ‬أيضا‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬إلى‭ ‬ضرب‭ ‬الهوية‭ ‬والتاريخ‭ ‬العربي‭ ‬المسلم‭ ‬لنا،‭ ‬وذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التمجيد‭ ‬الأسطوري‭ ‬الغبي‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عثماني،‭ ‬فنجدهم‭ ‬ينشرون‭ ‬التصريحات‭ ‬الببغائية‭ ‬لزعيمهم‭ ‬المنافق‭ ‬والفرعون‭ ‬الطوراني،‭ ‬اعتقادا‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين‭ ‬سيصدقونها،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لعربي‭ ‬مسلم‭ ‬عاقل‭ ‬أن‭ ‬يصدقها،‭ ‬فقصة‭ ‬واحدة‭ ‬مثلا‭ ‬من‭ ‬قصص‭ ‬الفتوحات‭ ‬الإسلامية‭ ‬التي‭ ‬خاضها‭ ‬العرب‭ ‬المسلمون،‭ ‬تعادل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬هؤلاء‭ ‬من‭ ‬فتوحات،‭ ‬لكن‭ ‬هيهات‭ ‬فثقافة‭ ‬اللاهوية‭ ‬واللاتاريخ‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استبدالهما‭ ‬بتاريخنا‭ ‬وهويتنا‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬