فجر جديد

الزمرة العصابية بلندن

| إبراهيم النهام

مرة‭ ‬أخرى‭ ‬يصعد‭ ‬“جرذ‭ ‬الأسطح”‭ ‬سطح‭ ‬السفارة‭ ‬البحرينية‭ ‬بلندن،‭ ‬وهو‭ ‬يولول‭ ‬ويتشدق‭ ‬بالأكاذيب‭ ‬عن‭ ‬قصص‭ ‬المظلومية،‭ ‬والقتل،‭ ‬بواقع‭ ‬ينطبق‭ ‬عليه‭ ‬هو،‭ ‬وعلى‭ ‬شاكلته‭ ‬من‭ ‬الخونة‭ ‬والسفاحين،‭ ‬الهاربين‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬البعيدة‭.‬

هؤلاء‭ (‬المرتزقة‭) ‬الذين‭ ‬أوجعتهم‭ ‬انتفاضة‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬ضدهم،‭ ‬وضد‭ ‬عمالتهم‭ ‬العام‭ ‬2011،‭ ‬وجدوا‭ ‬في‭ ‬“الخواجات”‭ ‬ممن‭ ‬يغرق‭ ‬تاريخهم‭ ‬الأسود‭ ‬بقصص‭ ‬استعمار‭ ‬الشعوب،‭ ‬واستباحتها،‭ ‬ونهب‭ ‬خيراتها،‭ ‬بأنهم‭ ‬الوسيلة‭ ‬المثلى‭ ‬لمناصرتهم‭ ‬ضد‭ ‬وطن‭ ‬تقيأهم،‭ ‬وتقيأ‭ ‬خيانتهم‭ ‬المتكررة‭.‬

هذه‭ ‬الرؤية‭ (‬العبيطة‭) ‬تخالف‭ ‬واقع‭ ‬المرحلة،‭ ‬جملة‭ ‬وتفصيلًا،‭ ‬ففي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يهتم‭ ‬به‭ ‬“العملاء”‭ ‬بنقل‭ ‬معاركهم‭ ‬لساحات‭ ‬الإعلام‭ ‬و‭ ‬“السوشيال‭ ‬ميديا”‭ ‬ودهاليز‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬المأجورة‭ - ‬كما‭ ‬يفعل‭ ‬الإخوان‭ ‬بمصر‭ - ‬يقف‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬بكل‭ ‬أطيافه‭ ‬ومكوناته،‭ ‬كالجدار‭ ‬المنيع،‭ ‬قبالة‭ ‬هذه‭ ‬الزمرة‭ ‬العصابية‭ ‬المأجورة،‭ ‬والمنبطحة‭.‬

قبل‭ ‬يومين،‭ ‬جلست‭ ‬أتطلع‭ ‬بشفقة‭ ‬لمقطع‭ ‬فيديو‭ ‬“جرذ‭ ‬الأسطح”‭ ‬وهو‭ ‬يتنطط‭ (‬كالبلطجي‭) ‬على‭ ‬سطح‭ ‬السفارة‭ ‬بحادثة‭ ‬افتعلها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العام‭ ‬2012،‭ ‬تأملته‭ ‬بشفقة‭ ‬وهو‭ ‬يصرخ‭ ‬ويولول‭ ‬طامعًا‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬الاهتمام،‭ ‬فماذا‭ ‬كانت‭ ‬النتيجة؟‭ ‬السجن‭.‬

يقول‭ ‬الكاتب‭ ‬أحمد‭ ‬خالد‭ ‬توفيق‭ ‬“ربما‭ ‬تعتبرني‭ ‬أسوأ‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬هذا‭ ‬حقك،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬أفهم‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬هذا‭ ‬دينا‭ ‬تسهر‭ ‬الليل‭ ‬تبشر‭ ‬به”،‭ ‬يقولها‭ ‬توفيق‭ ‬عن‭ ‬الخصومة‭ ‬الشخصية،‭ ‬فما‭ ‬بالكم‭ ‬بمن‭ ‬يختصم‭ ‬وطنًا‭ ‬احتضنه،‭ ‬ونظر‭ ‬إليه‭ ‬يومًا‭ ‬بأنه‭ ‬قطعة‭ ‬منه‭.‬

رب‭ ‬ضارة‭ ‬نافعة،‭ ‬كذلك‭ ‬يقول‭ ‬التاريخ‭ ‬دائمًا،‭ ‬وأُذكر‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬الأزمة‭ ‬الانقلابية‭ ‬الإيرانية‭ ‬العام‭ ‬2011،‭ ‬مسارعة‭ ‬قوارض‭ ‬المجاري‭ ‬ومكبات‭ ‬النفايات‭ ‬بالهروب‭ ‬سريعًا‭ ‬للبلدان‭ ‬البعيدة،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬جيد‭ ‬وصحي‭ ‬لوطن‭ ‬يلملم‭ ‬جراحه؛‭ ‬لأجل‭ ‬بداية‭ ‬ومستقبل‭ ‬جديد‭.‬