إضافة‭ ‬استراتيجية‭ ‬للعلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬والسعودية

| مؤنس المردي

من‭ ‬الملامح‭ ‬المميزة‭ ‬والثابتة‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬التاريخية‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬أنها‭ ‬معطاء‭ ‬دائما‭ ‬وأبدًا‭ ‬وملهمة‭ ‬للآخرين،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬قوتها‭ ‬ورسوخها‭ ‬أو‭ ‬فيما‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬مبادرات‭ ‬فريدة‭ ‬ومثمرة‭ ‬تشكل‭ ‬نبراسا‭ ‬للآخرين‭ ‬لتظل‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أبهى‭ ‬صور‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء‭.‬

ولقد‭ ‬خطت‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬الوثيقة‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬أمس‭ ‬بالتوقيع‭ ‬على‭ ‬محضر‭ ‬إنشاء‭ ‬مجلس‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬بين‭ ‬وزيري‭ ‬خارجية‭ ‬البلدين‭ ‬وبحضور‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬مسؤوليهما،‭ ‬ليكون‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬انطلاقة‭ ‬استراتيجية‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬والتلاحم‭ ‬القوي‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬إبراهيم‭ ‬العساف‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬السعودي،‭ ‬إطارا‭ ‬جديدا‭ ‬ومتكاملاً‭ ‬للتعاون‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

وبالفعل‭ ‬يعد‭ ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬إحدى‭ ‬أهم‭ ‬الثمار‭ ‬والنتائج‭ ‬الطيبة‭ ‬لنهج‭ ‬راسخ‭ ‬وسياسة‭ ‬مميزة‭ ‬يلتزم‭ ‬بها‭ ‬البلدان‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬والتشاور‭ ‬وتطوير‭ ‬أطر‭ ‬التنسيق‭ ‬والتعاون‭ ‬إيمانا‭ ‬منهما‭ ‬بأن‭ ‬مصالحهما‭ ‬مشتركة،‭ ‬ومصادر‭ ‬التهديد‭ ‬واحدة،‭ ‬ومصيرهما‭ ‬مترابط،‭ ‬والعلاقات‭ ‬بين‭ ‬شعبيهما‭ ‬متجذرة‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬تعزيزها‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬كافة‭ ‬دائما‭ ‬وأبدا‭ ‬قائمة،‭ ‬والجهود‭ ‬لتحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬شعبيهما‭ ‬مستمرة‭ ‬وقوية‭.‬

فهذا‭ ‬المجلس‭ ‬التنسيقي‭ ‬هو‭ ‬مطلب‭ ‬ملح‭ ‬للشعبين‭ ‬البحريني‭ ‬والسعودي،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنه‭ ‬سيتفرع‭ ‬عنه‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬اللجان‭ ‬المتخصصة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬والإعلامية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعبين‭ ‬كما‭ ‬تمس‭ ‬تحديات‭ ‬المرحلة،‭ ‬وما‭ ‬أحوجنا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬الدقيقة‭ ‬والصعبة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬النواحي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التنسيق‭ ‬الشامل‭ ‬وهذا‭ ‬الإطار‭ ‬المحكم‭ ‬والواضح‭ ‬للعمل‭ ‬الثنائي،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬للتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهنا‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬مكتسبات‭ ‬شعوبنا،‭ ‬وهو‭ ‬بذلك‭ ‬يعد‭ ‬إضافة‭ ‬مهمة‭ ‬واستراتيجية‭ ‬للعلاقات‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬والسعودية‭.‬

وبنظرة‭ ‬سريعة‭ ‬إلى‭ ‬المشاريع‭ ‬المزمع‭ ‬تنفيذها‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭ ‬والتي‭ ‬ستكون‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬محل‭ ‬اهتمام‭ ‬كبير،‭ ‬وستكون‭ ‬لها‭ ‬أولوية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجلس‭ ‬التنسيقي‭ ‬ومن‭ ‬أهمها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬مشروع‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬حمد،‭ ‬وتطوير‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد‭ ‬ومشروع‭ ‬الربط‭ ‬المائي،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬فهي‭ ‬تحمل‭ ‬طابع‭ ‬الأهمية‭ ‬الشديدة‭ ‬وتتسم‭ ‬بالمنافع‭ ‬الكثيرة‭ ‬التي‭ ‬ستحققها،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تعكس‭ ‬وتجسد‭ ‬عمق‭ ‬التفاعل‭ ‬وقوة‭ ‬الترابط‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬والشعبين‭ ‬الشقيقين،‭ ‬وسيكون‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬إضافة‭ ‬شرايين‭ ‬جديدة‭ ‬ومهمة‭ ‬لاقتصادهما‭ ‬ومواردهما‭ ‬وتعزيز‭ ‬التواصل‭ ‬بينهما‭ ‬ودعم‭ ‬قدراتهما‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المكتسبات‭ ‬التنموية‭ ‬لشعبيهما‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬نبارك‭ ‬فيه‭ ‬إنجاز‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة،‭ ‬فإننا‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بأن‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬والسعودية‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬في‭ ‬جعبتها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬والمشاريع‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬البلدين،‭ ‬وستظل‭ ‬دومًا‭ ‬نموذجًا‭ ‬للعلاقات‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬كافة‭.‬