من جديد

لمن استطاع إليه سبيلا

| د. سمر الأبيوكي

قيل‭ ‬الحج‭ ‬لمن‭ ‬استطاع‭ ‬إليه‭ ‬سبيلا،‭ ‬وهو‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬العمر،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأسعار‭ ‬الخيالية‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬إليها‭ ‬تكاليف‭ ‬الحج‭ ‬حاليا‭ ‬تلقي‭ ‬ظلالها‭ ‬على‭ ‬فريضة‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الفرائض‭ ‬التي‭ ‬يتوق‭ ‬قلب‭ ‬المؤمن‭ ‬لأدائها،‭ ‬وشئنا‭ ‬أم‭ ‬أبينا‭ ‬ستظل‭ ‬صورة‭ ‬الحرم‭ ‬المكي‭ ‬تداعب‭ ‬أحلام‭ ‬الفقراء‭ ‬قبل‭ ‬الأغنياء‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يكتب‭ ‬الله‭ ‬لهم‭ ‬حجا‭ ‬مقبولا‭ ‬بإذنه‭ ‬وحده‭.‬

ومع‭ ‬استعداد‭ ‬الحجاج‭ ‬لأداء‭ ‬الفريضة‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬المقبلة‭ ‬أصبح‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬موسم‭ ‬الحج،‭ ‬حديث‭ ‬الساعة،‭ ‬فتمت‭ ‬مقارنة‭ ‬الفريضة‭ ‬بما‭ ‬نعايشه‭ ‬حاليا‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬وما‭ ‬حولنا‭ ‬من‭ ‬احتياجات،‭ ‬فقد‭ ‬وصلت‭ ‬أسعار‭ ‬الحملات‭ ‬إلى‭ ‬آلاف‭ ‬مؤلفة‭ ‬وأصبح‭ ‬التوجه‭ ‬لأداء‭ ‬الفريضة‭ ‬أمرا‭ ‬مقصورا‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يستطيع‭ ‬فعلا،‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬ربي‭ ‬ومن‭ ‬شاء‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬له‭ ‬مخرجا‭ ‬ويرزقه‭ ‬حجا‭ ‬مبرورا‭ ‬وذنبا‭ ‬مغفورا‭ ‬بإذنه‭ ‬تعالى‭.‬

مؤخرا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬قام‭ ‬صندوق‭ ‬الزكاة‭ ‬بتحمل‭ ‬نفقات‭ ‬‮٣٠‬‭ ‬حاجا‭ ‬ممن‭ ‬تتوق‭ ‬أنفسهم‭ ‬لزيارة‭ ‬بيت‭ ‬الله‭ ‬الحرام‭ ‬وأداء‭ ‬الفريضة‭ ‬الغالية،‭ ‬وتعد‭ ‬هذه‭ ‬بادرة‭ ‬طيبة‭ ‬نسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬وتزيد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تكفل‭ ‬كل‭ ‬محتاج‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬السبيل‭ ‬إلى‭ ‬الحج‭.‬

 

ومضة‭: ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬تقوم‭ ‬بعثة‭ ‬الحج‭ ‬البحرينية‭ ‬بكامل‭ ‬طاقتها‭ ‬بتيسير‭ ‬الحج‭ ‬ومتطلباته‭ ‬لكل‭ ‬الحجاج‭ ‬البحرينيين،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مطالب‭ ‬كثيرة‭ ‬تنادي‭ ‬بضرورة‭ ‬مراعاة‭ ‬الالتزام‭ ‬المادي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحملات‭ ‬تجاه‭ ‬الحجيج‭ ‬فالأسعار‭ ‬مؤخرا‭ ‬باتت‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬ملحوظ‭ ‬والحاج‭ ‬بين‭ ‬المطرقة‭ ‬والسندان،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬من‭ ‬يخرج‭ ‬إلى‭ ‬الحج‭ ‬لا‭ ‬يخرج‭ ‬دون‭ ‬أهله‭.‬

الرحمة‭ ‬والتيسير‭ ‬لا‭ ‬أكثر‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يطالب‭ ‬به‭ ‬أغلب‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬الفريضة‭ ‬نصب‭ ‬عينيه‭.‬