“يا بخت من عاش زمن المهفة والعريش”

| نجاة المضحكي

إن‭ ‬ارتفاع‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬وخدمات‭ ‬البلدية‭ ‬يشكل‭ ‬كابوسا‭ ‬مرعبا‭ ‬للمواطن‭ ‬والوافد‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬الفواتير‭ ‬تشكل‭ ‬قسطا‭ ‬ملزما‭ ‬على‭ ‬المستفيد‭ ‬بدفعه‭ ‬وإلا‭ ‬قطعت‭ ‬عنه‭ ‬الخدمة،‭ ‬وصارت‭ ‬أمنيته‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬“البراد”،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬“عريش”‭ ‬وفي‭ ‬يده‭ ‬“مهفة”،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تستعد‭ ‬فيه‭ ‬البحرين‭ ‬للانطلاق‭ ‬إلى‭ ‬الفضاء،‭ ‬وكأن‭ ‬قوانين‭ ‬المسؤولين‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬وشؤون‭ ‬الأشغال‭ ‬والبلديات‭ ‬قرآن‭ ‬منزل‭ ‬لا‭ ‬يعاد‭ ‬فيه‭ ‬نظر‭ ‬وغير‭ ‬قابل‭ ‬للشك‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬يعانيه‭ ‬اليوم‭ ‬المواطن‭ ‬والوافد‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ارتفاع‭ ‬كلفة‭ ‬الخدمات،‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نتيجة‭ ‬غير‭ ‬محمودة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المتضرر‭ ‬هو‭ ‬المواطن‭ ‬ذو‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬الذي‭ ‬انضم‭ ‬إلى‭ ‬قائمة‭ ‬الفقراء،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تعثر‭ ‬دخله‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬اعتماده‭ ‬على‭ ‬إيجارات‭ ‬شقة‭ ‬أو‭ ‬بناية،‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬الوافد‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬سكن‭ ‬كحل‭ ‬لفاتورة‭ ‬الكهرباء‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تعادل‭ ‬قيمة‭ ‬الإيجار،‭ ‬واليوم‭ ‬يلحقه‭ ‬المواطن‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬تتعذر‭ ‬عليه‭ ‬ظروفه‭ ‬بأن‭ ‬يعود‭ ‬للعيش‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬أهله‭.‬

إن‭ ‬محاولة‭ ‬بعض‭ ‬الهيئات‭ ‬سد‭ ‬أبواب‭ ‬الدخل‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬المواطن‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬المعيشة،‭ ‬أمور‭ ‬تسبب‭ ‬فقد‭ ‬المواطن‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭ ‬مستواه‭ ‬المعيشي‭ ‬حين‭ ‬يلازمه‭ ‬هاجس‭ ‬فاتورة‭ ‬كهرباء‭ ‬قادمة‭ ‬قد‭ ‬تقصم‭ ‬ظهره،‭ ‬أو‭ ‬إشعار‭ ‬قادم‭ ‬من‭ ‬مستأجر‭ ‬في‭ ‬رغبته‭ ‬ترك‭ ‬الشقة‭ ‬لارتفاع‭ ‬كلفة‭ ‬فاتورة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء،‭ ‬وكذلك‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬تعاني‭ ‬الأمر‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تهدر‭ ‬فيه‭ ‬أموال‭ ‬في‭ ‬ساحات‭ ‬ترفيهية‭ ‬يمكن‭ ‬للمواطن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنها‭.‬

زمن‭ ‬المهفة‭ ‬والعريش‭ ‬كان‭ ‬مريحا‭ ‬جدًا‭ ‬لأجدادنا،‭ ‬حيث‭ ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬ورضى‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬كهرباء،‭ ‬وتكيفوا‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬صحية‭ ‬ليس‭ ‬فيها‭ ‬أي‭ ‬غبار‭ ‬أو‭ ‬دخان‭ ‬أو‭ ‬ملوثات‭ ‬كيميائية،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬السماء‭ ‬صافية‭ ‬والأسماك‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬لصفائه‭ ‬والنسيم‭ ‬عليل‭ ‬لكثرة‭ ‬البساتين‭ ‬والنخيل،‭ ‬لكن‭ ‬بالله‭ ‬عليكم‭ ‬هل‭ ‬يمكننا‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬الزمن،‭ ‬وهل‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نتعايش‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزمن‭ ‬بوجود‭ ‬كهرباء‭ ‬وماء‭ ‬وخدمات‭ ‬بلدية‭ ‬صارت‭ ‬تثقل‭ ‬كاهلنا‭ ‬حتى‭ ‬أصبحنا‭ ‬نقول‭ ‬“يا‭ ‬بخت‭ ‬من‭ ‬عاش‭ ‬زمن‭ ‬المهفة‭ ‬والعريش”‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬يعانيه‭ ‬اليوم‭ ‬المواطن‭ ‬والوافد‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ارتفاع‭ ‬كلفة‭ ‬الخدمات،‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نتيجة‭ ‬غير‭ ‬محمودة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المتضرر‭ ‬هو‭ ‬المواطن‭ ‬ذو‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬الذي‭ ‬انضم‭ ‬إلى‭ ‬قائمة‭ ‬الفقراء