عقوبات العزل والحصار ستضع طهران على شفير الصفقة أو الانتحار (3)

| راغدة درغام

مع‭ ‬عبور‭ ‬إيران‭ ‬نسبة‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم‭ ‬إلى‭ ‬نسبة‭ ‬20‭ % ‬في‭ ‬غضون‭ ‬60‭ ‬يوماً،‭ ‬تعبر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخطوط‭ ‬الحمر‭ ‬غير‭ ‬المقبولة‭ ‬لدى‭ ‬أيٍّ‭ ‬ممّن‭ ‬راهنت‭ ‬على‭ ‬مساندتهم‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ - ‬أوروبا‭ ‬والصين‭ ‬وروسيا،‭ ‬وكذلك‭ ‬القاعدة‭ ‬الشعبية‭ ‬الأميركية‭ ‬وأعضاء‭ ‬الكونغرس،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬أعداء‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬يريدون‭ ‬له‭ ‬الفشل‭ ‬ومعارضيه‭ ‬يتمنون‭ ‬إخراجه‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬لكن‭ ‬امتلاك‭ ‬إيران‭ ‬السلاح‭ ‬النووي‭ ‬أو‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تصنيعه‭ ‬الخط‭ ‬الأحمر‭ ‬لدى‭ ‬الأميركيين‭ ‬شأنهم‭ ‬شأن‭ ‬بقيّة‭ ‬العالم،‭ ‬لذلك‭ ‬سيحظى‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬بالدعم‭ ‬الأميركي‭ ‬والدولي‭ ‬الذي‭ ‬أراد‭ ‬حشده‭ ‬في‭ ‬العد‭ ‬العكسي‭ ‬إلى‭ ‬الضربة‭ ‬العسكرية‭. ‬

الخطوة‭ ‬التالية‭ ‬في‭ ‬العقوبات‭ ‬النوعية‭ ‬التي‭ ‬ينوي‭ ‬فرضها‭ ‬ستزيد‭ ‬القيادة‭ ‬الإيرانية‭ ‬جنوناً‭ ‬لدرجة‭ ‬التهوّر‭ ‬أكثر‭ ‬واتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬الانتحار،‭ ‬أو‭ ‬لربما‭ ‬تقودها‭ ‬إلى‭ ‬الحكمة‭ ‬فتجمع‭ ‬أوراقها‭ ‬المتناثرة‭ ‬وتعيد‭ ‬النظر‭ ‬وتقبل‭ ‬شرب‭ ‬كأس‭ ‬السم‭ ‬وتتراجع‭ ‬عن‭ ‬مواقفها‭ ‬وترضى‭ ‬بتعديل‭ ‬سلوكها‭ ‬الإقليمي‭ ‬وإعادة‭ ‬التفاوض‭ ‬على‭ ‬الاتفاقية‭ ‬النووية‭.‬

تلك‭ ‬الخطوة‭ ‬ستكون‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬حصار‭ ‬بحري‭ ‬وإجراءات‭ ‬عزل‭ ‬تمنع‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬وأذرعتها،‭ ‬مالياً‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬توفير‭ ‬السلاح‭ ‬لها،‭ ‬إذا‭ ‬أضيفت‭ ‬إليها‭ ‬العقوبات‭ ‬التي‭ ‬تثير‭ ‬نقمة‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬على‭ ‬النظام،‭ ‬سيدفع‭ ‬هذا‭ ‬التصعيد‭ ‬الأميركي‭ ‬القيادة‭ ‬الإيرانية‭ ‬إلى‭ ‬الاختيار‭ ‬بين‭ ‬التنازل‭ ‬والانتحار‭.‬

دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬فقط‭ ‬يعرف‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬ذهن‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬لكن‭ ‬إيران‭ ‬ستسعى‭ ‬وراء‭ ‬ابتزاز‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬لتضغط‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬كي‭ ‬يقنّن‭ ‬المفاوضات‭ ‬حصراً‭ ‬في‭ ‬الملف‭ ‬النووي‭ ‬والباليستي‭ ‬في‭ ‬مقايضة‭ ‬استبعاد‭ ‬التوسّع‭ ‬الإيراني‭ ‬إقليمياً‭. ‬إسرائيل‭ ‬مهمّة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المعادلة‭ ‬لأن‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬منحاز‭ ‬لإسرائيل‭ ‬ويضع‭ ‬أمنها‭ ‬فوق‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬اعتباراته‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭... ‬والسؤال‭ ‬هنا‭ ‬هو‭: ‬هل‭ ‬سترغب‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬علاقاتها‭ ‬التهادنية‭ ‬التاريخية‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬ضمن‭ ‬تفاهمات‭ ‬مع‭ ‬طهران‭ ‬حول‭ ‬تواجدها‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬وحول‭ ‬مصانع‭ ‬صواريخها‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وحول‭ ‬“حزب‭ ‬الله”،‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬ستفضِّل‭ ‬استغلال‭ ‬فرصة‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬التهديد‭ ‬الوجودي‭ ‬لها‭ ‬الذي‭ ‬تتوعّد‭ ‬به‭ ‬طهران؟‭. ‬“إيلاف”‭.‬