نحو أسس وطنية راسخة (2)
| عبدعلي الغسرة
من الأسس الوطنية الراسخة الولاء والانتماء الوطني والالتزام الجاد بالقضايا الوطنية، أسس تتمتع بخصائص إيجابية وترفل على بحريننا العربية أمنًا وأمانًا، نماءً ورخاءً، سكينةً واطمئنانًا وسلامًا، ويحميها من تدخلات الآخرين، ومن الفتنة والنزاعات والصراعات كما يحدث في العديد من الدول الأخرى.
ومن الأسس الوطنية الراسخة العلاقة الحميدة بين الشعب والقيادة، وهي ثمرة من الثمرات التاريخية التي تعتز بها البحرين التي سعت جاهدة ليعيش أهلها جميعا في أمنٍ وأمان، فالمال مفقود وكذلك الإنسان، والأرض هي الباقية بإذن ربها حتى تبعث ومَن عليها، والأمن والاستقرار ركيزة أساسية للنماء تجعل من المجتمع مترابطا وكأنه أسرة واحدة في هوية وطنية جامعة.
الوحدة الوطنية من الأسس الراسخة، ففي الوحدة تعاضد وتعاون وتكاتف ورص للصفوف، وهي دربٌ أخضر ومعين للبذل والعطاء، أما الفتنة فهي أداةٌ مُدمرة وطريقها هالك، فمن الأسس الوطنية الراسخة عدم الاستجابة لأي فعل يُثير النزاع والصراع بين الأفراد ومجتمعهم، بل على المرء أن يتجاوب مع الفعل الإيجابي الخيِّر الذي أساسه الإدراك الوطني والوعي الإنساني الذي يُوحد الوطن والمواطنين على قاعدة المشتركات الوطنية والدينية والإنسانية.
ومن هذه القواعد المشتركة نتعلم ثقافة التعاون والتسامح والعيش المشترك دون أن يكون بيننا صِدام أو صراع، ومع تنوع الأفكار وتعددها تعلمنا ثقافة الإخاء الإنساني والآمال المشتركة في نسيج مجتمعي، وأن التشبث بمنهج الوحدة الوطنية يقينا زوابع الفرقة والانقسام، ويجمعنا في رحاب الأخوة.
لا يؤمن بالأسس الوطنية الراسخة كُل مَن يُفرق بين دين وآخر، وبين شخص وآخر، وبين مذهب وآخر، ولا يعتنقها كُلُ من يبث الشائعات وينشرها على الملأ، ولا مَن يُحرض على الفتنة لزعزعة أمن بلاده واستقرارها، ولا مَن يخترق الترابط والتلاحم الوطني بين المذاهب ويشعل العداوة بينها.
إن الأسس الوطنية الراسخة تمثل مبدأ وعملا وطنيا وأخلاقيا يتفق مع بلادنا ونهجها وأسلوب حياتها، وكل الآراء والأفكار مقبولة مادامت خيرًا للبلاد، حيث لا تكون مصلحة بلادنا وأمنها وأمن شعبها خيارًا، بل هي استراتيجية وواجب وطني، والجميع يلتزم به، والالتزام بذلك تأكيد على الانتماء والولاء الوطني للبحرين.