مجاهدو “خلق” في مواجهة نظام الملالي (2)

| حسونة المصباحي

في‭ ‬مدينة‭ ‬“أشرف”‭ ‬أقامت‭ ‬حركة‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬مؤتمرها‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬وحتى‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بحضور‭ ‬آلاف‭ ‬الإيرانيين‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬المنافي،‭ ‬كما‭ ‬حضرت‭ ‬شخصيات‭ ‬سياسية‭ ‬مرموقة‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية،‭ ‬ومن‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬ومن‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وفي‭ ‬الخطاب‭ ‬الافتتاحي،‭ ‬أكدت‭ ‬السيدة‭ ‬مريم‭ ‬رجوي‭ ‬أن‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬“مجاهدي‭ ‬خلق”‭ ‬ستواصل‭ ‬النضال‭ ‬رغم‭ ‬الصعوبات‭ ‬والعراقيل‭ ‬التي‭ ‬تواجهها،‭ ‬ورغم‭ ‬المؤامرات‭ ‬والدسائس‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ينقطع‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬عن‭ ‬تدبيرها‭ ‬بهدف‭ ‬ضربها،‭ ‬وتحطيمها،‭ ‬وإحباط‭ ‬معنويات‭ ‬مناضليها‭.‬

وخلال‭ ‬الأيام‭ ‬الأربعة‭ ‬التي‭ ‬استغرقتها‭ ‬فعاليات‭ ‬المؤتمر،‭ ‬أثيرت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬السياسية‭ ‬والفكرية‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تتصل‭ ‬بالوضع‭ ‬الراهن‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬والمخاطر‭ ‬الجسيمة‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬بسبب‭ ‬تعنت‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني،‭ ‬ورفضه‭ ‬القرارات‭ ‬الدولية‭ ‬بشأن‭ ‬التسليح‭ ‬النووي،‭ ‬وإصراره‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬وممارسة‭ ‬سياسة‭ ‬الاستفزاز‭ ‬تجاهها،‭ ‬كما‭ ‬طرحت‭ ‬في‭ ‬ندوات‭ ‬المؤتمر‭ ‬قضايا‭ ‬تتصل‭ ‬بحرية‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وفصل‭ ‬الدين‭ ‬عن‭ ‬الدولة،‭ ‬ودور‭ ‬النخب‭ ‬الفكرية‭ ‬والثقافية‭ ‬في‭ ‬مقاومة‭ ‬التطرف‭ ‬الديني‭.‬

وما‭ ‬أبرزه‭ ‬المؤتمر‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬حريصة‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬خطابها‭ ‬السياسي‭ ‬والفكري،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الأخطاء‭ ‬السابقة،‭ ‬وقراءة‭ ‬الواقع‭ ‬السياسي‭ ‬داخل‭ ‬إيران‭ ‬بتأن‭ ‬ودقة‭ ‬تجنبا‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يفسد‭ ‬مسيرتها‭ ‬النضالية،‭ ‬ويبعدها‭ ‬عن‭ ‬القلب‭ ‬النابض‭ ‬للوطن،‭ ‬ويرى‭ ‬قادة‭ ‬المنظمة‭ ‬أن‭ ‬الالتحام‭ ‬بالنضالات‭ ‬الوطنية‭ ‬داخل‭ ‬إيران‭ ‬أمر‭ ‬ضروري‭ ‬لزعزعة‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬الذي‭ ‬يظهر‭ ‬قوة‭ ‬كاذبة‭ ‬وخادعة،‭ ‬مخفيا‭ ‬ضعفه‭ ‬المتزايد،‭ ‬وارتباكه‭ ‬أمام‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهه،‭ ‬كما‭ ‬يرى‭ ‬قادة‭ ‬المنظمة‭ ‬أن‭ ‬فصل‭ ‬الدين‭ ‬عن‭ ‬الدولة‭ ‬بات‭ ‬عنصرا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬خطابهم،‭ ‬وفكرهم‭ ‬السياسي،‭ ‬ويعود‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬أنهم‭ ‬اكتشفوا‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬فشل‭ ‬الثورة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الملالي‭ ‬بزعامة‭ ‬الخميني‭ ‬تمكنوا‭ ‬من‭ ‬مصادرتها،‭ ‬وتحويل‭ ‬مجراها‭ ‬لصالحهم،‭ ‬مقيمين‭ ‬نظاما‭ ‬ثيوقراطيا‭ ‬متخلفا‭ ‬معاديا‭ ‬لطموحات‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬الحرية‭ ‬والتقدم،‭ ‬ومفجرا‭ ‬الفتن‭ ‬الخطيرة‭ ‬والقاتلة‭ ‬بين‭ ‬المسلمين،‭ ‬وسالكا‭ ‬سياسة‭ ‬عدوانية‭ ‬تجاه‭ ‬جيرانه‭ ‬العرب‭. ‬“إيلاف”‭.‬