ياسمينيات

ننتظر شاغرًا في الـ “ICU”

| ياسمين خلف

ما‭ ‬بين‭ ‬موت‭ ‬وحياة،‭ ‬يصارع‭ ‬متشبثًا‭ ‬بالبقاء،‭ ‬ويجد‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يحول‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬تلك‭ ‬المقاومة‭ ‬سريرًا،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬الظفر‭ ‬به،‭ ‬20‭ ‬سريرًا‭ ‬بالعناية‭ ‬القصوى‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي،‭ ‬ولنكن‭ ‬أكثر‭ ‬دقة،‭ ‬22‭ ‬سريرًا،‭ ‬20‭ ‬فقط‭ ‬للاستخدام‭ ‬الفعلي،‭ ‬لعدم‭ ‬كفاية‭ ‬الطاقم‭ ‬الطبي‭ ‬والتمريضي‭ ‬لتشغيلها‭ ‬بالكامل،‭ ‬فهل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستوعب‭ ‬هذه‭ ‬الأسرة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين؟‭ ‬هناك‭ ‬عمليات‭ ‬جراحية‭ ‬تؤجل،‭ ‬لحين‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬سرير‭ ‬شاغر،‭ ‬فيترك‭ ‬المرضى‭ ‬يئنون‭ ‬ويتوجعون،‭ ‬وقد‭ ‬يتعرضون‭ ‬لمضاعفات‭ ‬جراء‭ ‬هذا‭ ‬التأخير،‭ ‬وهناك‭ ‬مرضى‭ ‬يبقون‭ ‬في‭ ‬غرف‭ ‬الإنعاش‭ ‬بقسم‭ ‬الحوادث‭ ‬والطوارئ‭ ‬ينتظرون‭ ‬بارقة‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬سرير‭ ‬في‭ ‬الــ‭ ‬“ICU”،‭ ‬وقد‭ ‬ينالونه،‭ ‬وقد‭ ‬لا‭ ‬ينالونه‭ ‬فيلاقون‭ ‬حينها‭ ‬وجه‭ ‬ربهم‭ ‬الكريم،‭ ‬مأسوفًا‭ ‬على‭ ‬حياتهم‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬بالإمكان‭ ‬أن‭ ‬تطول‭ ‬لولا‭ ‬طول‭ ‬انتظارهم‭.‬

أن‭ ‬تنتظر‭ ‬سريرًا‭ ‬في‭ ‬جناح‭ ‬العناية‭ ‬القصوى،‭ ‬يعني‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬تتحسن‭ ‬حالة‭ ‬المريض‭ ‬المستفيد‭ ‬من‭ ‬السرير‭ ‬وأغلب‭ ‬الحالات‭ ‬الحرجة‭ ‬يطول‭ ‬بقاؤها،‭ ‬أو‭ ‬أنك‭ ‬تنتظر‭ ‬أن‭ ‬يموت‭ ‬أحدهم‭ ‬“لا‭ ‬سمح‭ ‬الله”‭ ‬لتنال‭ ‬السرير،‭ ‬فلا‭ ‬مجال‭ ‬لأمر‭ ‬ثالث‭ ‬بينهما‭! ‬الانتظار‭ ‬هنا‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬مميت‭ ‬لأهل‭ ‬المرضى،‭ ‬فما‭ ‬بال‭ ‬ذاك‭ ‬الذي‭ ‬حياته‭ ‬على‭ ‬المحك‭!‬

لا‭ ‬ننكر‭ ‬التجهيزات‭ ‬العالية‭ ‬لغرف‭ ‬العناية‭ ‬القصوى،‭ ‬والاهتمام‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬والممرضين،‭ ‬وأشهد‭ ‬بذلك،‭ ‬لكن‭ ‬قضية‭ ‬نقص‭ ‬أسرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجناح‭ ‬بالذات،‭ ‬والذي‭ ‬يمثل‭ ‬قلب‭ ‬المستشفى‭ ‬النابض،‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إطالة‭ ‬وتمطيط،‭ ‬فرصد‭ ‬ميزانية‭ ‬عاجلة‭ ‬وبشكل‭ ‬استثنائي‭ ‬لمضاعفة‭ ‬عدد‭ ‬الأسرة‭ ‬ليس‭ ‬مرة‭ ‬بل‭ ‬مرات،‭ ‬أمر‭ ‬ملح‭ ‬وضروري،‭ ‬وتطعيم‭ ‬هذا‭ ‬الجناح‭ ‬بالكفاءات‭ ‬الطبية‭ ‬والتمريضية‭ ‬ذات‭ ‬الخبرة،‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التهاون‭ ‬فيه‭ ‬هو‭ ‬الآخر،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الأعمار‭ ‬بيد‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬لكن‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬نتهاون‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬الناس‭ ‬ولا‭ ‬حياتهم‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنقذ‭ ‬ويحافظ‭ ‬عليها‭ ‬بأمور‭ ‬لا‭ ‬تعتبر‭ ‬مستحيلة،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬أولويات‭ ‬الحقوق‭. ‬

 

ياسمينة‭:‬

‭ ‬الأولى‭ ‬إنقاذ‭ ‬الناس‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬حياتهم‭.‬