يا دوحة الشر... شنشنة نعرفها من حاقد (1)

| حسين العويناتي

البحرين‭ ‬بتاريخها‭ ‬التليد‭ ‬الضارب‭ ‬في‭ ‬الجذور،‭ ‬وحضارتها‭ ‬المزهرة‭ ‬بشعبها‭ ‬وثقافة‭ ‬أهلها‭ ‬ورقي‭ ‬قادتها‭ ‬من‭ ‬حكام‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام‭ ‬تثير‭ ‬لدى‭ ‬قطر‭ ‬عقدة‭ ‬النقص‭ ‬واحتقار‭ ‬الذات،‭ ‬فتذكر‭ ‬قطر‭ ‬بتاريخها‭ ‬المستحدث‭ ‬المصطنع،‭ ‬فيجول‭ ‬في‭ ‬خواطر‭ ‬النظام‭ ‬تميز‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬وعنفوانه‭ ‬والتفافه‭ ‬حول‭ ‬قيادته‭ ‬واستقرار‭ ‬نظامه‭ ‬السياسي‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬حال‭ ‬دويلتهم‭ ‬المستزرعة‭ ‬ونظامهم‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬ما‭ ‬فتئ‭ ‬يولد‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬الانقلابات‭... ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يؤرقهم‭ ‬وهي‭ ‬غصة‭ ‬تطاردهم،‭ ‬يرون‭ ‬الاحتفاء‭ ‬الكبير‭ ‬بقائد‭ ‬المسيرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬أمام‭ ‬الملوك‭ ‬والرؤساء،‭ ‬وحضوره‭ ‬الطاغي‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬وأمام‭ ‬إخوانه‭ ‬زعماء‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة‭ ‬والأعزاء‭ ‬على‭ ‬قلوبنا‭ ‬حكام‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬ملك‭ ‬بليغ‭ ‬فصيح‭ ‬مثقف‭ ‬مطلع‭ ‬حكيم،‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬عادتهم،‭ ‬فأقصى‭ ‬ما‭ ‬يتركونه‭ ‬من‭ ‬انطباع‭ ‬أمام‭ ‬الآخرين‭ ‬الرعونة‭ ‬في‭ ‬الحديث،‭ ‬وإن‭ ‬جرت‭ ‬على‭ ‬أيديهم‭ ‬واستفحلت‭ ‬هواية‭ ‬استمالة‭ ‬البشر‭ ‬والحجر‭ ‬ونثر‭ ‬الدولارات‭ ‬وشراء‭ ‬الذمم‭ ‬جراء‭ ‬إصابتهم‭ ‬بتخمة‭ ‬المال‭ ‬من‭ ‬سرقتهم‭ ‬الثروات‭ ‬الطبيعية‭ ‬والحدود‭ ‬الإقليمية‭ ‬وهي‭ ‬لعنة‭ ‬ستلاحقهم‭ ‬جيلا‭ ‬بعد‭ ‬جيل‭.‬

نعيب‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬الحلقة‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬البرنامج‭ ‬الآثم‭ ‬مع‭ ‬مذيع‭ ‬متحذلق‭ ‬مرتزق‭ ‬يضرب‭ ‬قلب‭ ‬الخليج‭ ‬بخبثه،‭ ‬بحرينيون‭ ‬يشاركون‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬كيدي‭ ‬يجتر‭ ‬الماضي،‭ ‬حقدا‭ ‬على‭ ‬بلادهم‭ ‬وضد‭ ‬شعبهم‭ ‬وإخوانهم‭! ‬يهاجمون‭ ‬فيه‭ ‬وطنهم‭ ‬ويتخندقون‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬يطعنونه‭ ‬غدرا،‭ ‬فهذه‭ ‬خيانة‭ ‬عظمى‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬بها‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬هانت‭ ‬عليه‭ ‬نفسه‭ ‬وارتضى‭ ‬الذل‭ ‬والهوان،‭ ‬أتفرحون‭ ‬قلب‭ ‬الشامتين‭ ‬ببلادكم؟‭ ‬هل‭ ‬تعتقدون‭ ‬بينكم‭ ‬وبين‭ ‬أنفسكم‭ ‬للحظة‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬الأشرار‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬يحب‭ ‬الخير‭ ‬للبحرين‭ ‬وشعبها؟‭ ‬أم‭ ‬زرع‭ ‬الفتنة‭ ‬ونشر‭ ‬الفوضى‭ ‬والخراب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البلاد‭ ‬كما‭ ‬يخطط‭ ‬دائما؟‭ ‬

مع‭ ‬تضخم‭ ‬الهالة‭ ‬الإعلامية‭ ‬لدولتهم‭ ‬قبل‭ ‬عشرة‭ ‬أعوام،‭ ‬وتسويقهم‭ ‬طفرة‭ ‬البناء‭ ‬والعمران،‭ ‬سارع‭ ‬كثر‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬البحرينيين‭ ‬للاستثمار‭ ‬هناك‭ ‬لنقل‭ ‬خبراتهم‭ ‬وما‭ ‬يتمتعون‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬علم‭ ‬ومعرفة‭ ‬إلى‭ ‬أرضهم‭ ‬القاحلة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬معظمهم‭ ‬رجعوا‭ ‬بخفي‭ ‬حنين‭ ‬يجرون‭ ‬أذيال‭ ‬الخسارة‭ ‬ليس‭ ‬نقصا‭ ‬فيهم‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬دراية‭ ‬بالسوق‭ ‬القطري‭ ‬أو‭ ‬جهلا‭ ‬بالتجارة‭! ‬لكنه‭ ‬الحقد‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬بحريني‭ ‬ومن‭ ‬استثمر‭ ‬في‭ ‬سوقهم‭ ‬يعي‭ ‬معنى‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬وصحته‭! ‬قرأت‭ ‬خبرا‭ ‬رئيسيا‭ ‬في‭ ‬جريدتهم‭ ‬إبان‭ ‬أزمة‭ ‬اليونان‭ ‬عنوانه‭ ‬“أمير‭ ‬البلاد‭ ‬يتبرع‭ ‬بمليار‭ ‬دولار‭ ‬لليونان”‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬الخبر‭ ‬كانت‭ ‬أصداء‭ ‬حجزهم‭ ‬سفن‭ ‬الصيادين‭ ‬البحرينيين‭ ‬تتصدر‭ ‬صحفنا‭ ‬اليومية‭! ‬يتبرعون‭ ‬بمليار‭ ‬دولار‭ ‬لدولة‭ ‬نائية‭ ‬عنهم،‭ ‬بينما‭ ‬تصادر‭ ‬سفن‭ ‬وقوارب‭ ‬الصيادين‭ ‬البحرينيين‭ ‬البسطاء‭. ‬لم‭ ‬لا‭ ‬نبث‭ ‬حلقات‭ ‬خاصة‭ ‬عن‭ ‬معاناة‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬سجون‭ ‬قطر‭ ‬وأيام‭ ‬احتجازهم؟‭ ‬عن‭ ‬الحرب‭ ‬الشعواء‭ ‬على‭ ‬أرزاق‭ ‬المواطنين‭ ‬الفقراء‭ ‬ومصادرة‭ ‬أموالهم‭ ‬وقواربهم؟‭ ‬ومعاملتهم‭ ‬كمجرمين‭ ‬لدخولهم‭ ‬مترا‭ ‬واحدا‭ ‬بالخطأ‭ ‬إلى‭ ‬مياههم‭ ‬الإقليمية‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬رزق‭ ‬ساقه‭ ‬الله‭ ‬لهم‭.‬