ما وراء الحقيقة

الشعوبيون الجدد... حاقدون للأبد

| د. طارق آل شيخان الشمري

الشعوبيون‭ ‬الجدد،‭ ‬وكما‭ ‬أسلفنا‭ ‬سابقا،‭ ‬يحملون‭ ‬حقدا‭ ‬دفينا‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬ويشعرون‭ ‬بالنقص‭ ‬العرقي‭ ‬والإسلامي‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬والنقص‭ ‬العرقي‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬العرب‭ ‬عرق‭ ‬تفرعت‭ ‬عدة‭ ‬أقوام‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية،‭ ‬هاجر‭ ‬بعضها‭ ‬وكون‭ ‬حضارات‭ ‬بالعراق‭ ‬وسوريا‭ ‬ومصر،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬المجوس‭ ‬والطورانيون‭ ‬تخليد‭ ‬حضارة‭ ‬ولا‭ ‬أثر‭ ‬تاريخي،‭ ‬بل‭ ‬استخدموا‭ ‬الكتابة‭ ‬العربية‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬هويتهم‭ ‬اللغوية،‭ ‬أي‭ ‬أنهم‭ ‬أتباع‭ ‬للهوية‭ ‬اللغوية‭ ‬العربية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬حقدهم‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬ويحاولون‭ ‬بكل‭ ‬شاردة‭ ‬وواردة‭ ‬الإساءة‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عربي‭ ‬مسلم‭.‬

فنراهم‭ ‬مثلا‭ ‬يقومون‭ ‬بتخوين‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين‭ ‬تجاه‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬مقابل‭ ‬التمجيد‭ ‬والتقديس‭ ‬للخميني‭ ‬وخامنئي‭ ‬والمنافق‭ ‬والفرعون‭ ‬الطوراني‭ ‬وما‭ ‬قدموه‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المنافق‭ ‬الطوراني‭ ‬لم‭ ‬يقدم‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬شهيدا‭ ‬طورانيا‭ ‬لفلسطين،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬هو‭ ‬تصريحات‭ ‬إعلامية‭ ‬وياليتها‭ ‬موجهة‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬بل‭ ‬موجهة‭ ‬لناخبيه‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إظهار‭ ‬نفسه‭ ‬سلطان‭ ‬المسلمين،‭ ‬تمهيدا‭ ‬لزيادة‭ ‬رصيده‭ ‬في‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬الانتخابية،‭ ‬وأيضا‭ ‬لتحقيق‭ ‬حلمه‭ ‬المريض‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬رمزا‭ ‬طورانيا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭.‬

أما‭ ‬لقطاء‭ ‬الدولة‭ ‬الصفوية‭ ‬فيستخدمون‭ ‬أسلوب‭ ‬تخوين‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين‭ ‬تجاه‭ ‬فلسطين،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ألا‭ ‬يستذكر‭ ‬العرب‭ ‬المسلمون‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬قدموه‭ ‬من‭ ‬تضحيات‭ ‬ومقاومة‭ ‬وشهداء‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنوات‭ ‬تجاه‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭. ‬فنراهم‭ ‬يأمرون‭ ‬عملاءهم‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬وحماس‭ ‬والجهاد‭ ‬الإسلامي‭ ‬بأن‭ ‬يرموا‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬أتباعهم‭ ‬تجاه‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ثم‭ ‬يقوم‭ ‬حسن‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬وقادة‭ ‬حماس‭ ‬والجهاد‭ ‬بالتهليل‭ ‬والتكبير‭ ‬لإيران‭ ‬على‭ ‬بطولاتها‭ ‬ومواجهتها‭ ‬ومقاومتها‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ليقوم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬مرتزقة‭ ‬“الميادين”‭ ‬و”العالم”‭ ‬و”الجزيرة”،‭ ‬بشتم‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين‭ ‬وخيانتهم‭ ‬فلسطين،‭ ‬وبهذا،‭ ‬يحقق‭ ‬لقطاء‭ ‬الدولة‭ ‬الصفوية‭ ‬حقدهم‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬ضرب‭ ‬وطعن‭ ‬الدعم‭ ‬العربي‭ ‬لفلسطين،‭ ‬وقس‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تضخيم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬سياساتهم‭ ‬واقتصادهم،‭ ‬مقابل‭ ‬نكران‭ ‬وتشويه‭ ‬وتدليس‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬العرب‭ ‬المسلمون‭ ‬كالسعودية‭ ‬ومصر‭ ‬والإمارات‭ ‬حيث‭ ‬تمثل‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬قوة‭ ‬سياسية‭ ‬وعسكرية‭ ‬واقتصادية‭ ‬ونهضة‭ ‬وازدهارا،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬الشعوبيين‭ ‬أن‭ ‬ينهض‭ ‬العرب‭ ‬المسلمون‭.‬