نحو أسس وطنية راسخة (1)

| عبدعلي الغسرة

إن‭ ‬التلاحم‭ ‬الوطني‭ ‬الراسخ‭ ‬من‭ ‬مرتكزات‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وسياج‭ ‬يحمي‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬ما‭ ‬يلم‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬مُلمات،‭ ‬وبهذه‭ ‬الوحدة‭ ‬يُقدم‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬أروع‭ ‬الأمثلة‭ ‬للولاء‭ ‬وحبه‭ ‬وطنه،‭ ‬ووحدة‭ ‬القيادة‭ ‬والشعب‭ ‬ليست‭ ‬شعارًا‭ ‬آنيًا‭ ‬أو‭ ‬حدثًا‭ ‬عابرًا‭ ‬بل‭ ‬مثلت‭ ‬مرتكزًا‭ ‬راسخًا‭ ‬وواقعًا‭ ‬ملموسًا‭ ‬شهدته‭ ‬وتشهده‭ ‬البحرين‭ ‬بين‭ ‬قيادتها‭ ‬وشعبها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬التاريخ‭ ‬الطويل،‭ ‬وسمة‭ ‬بارزة‭ ‬ومشهودة‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬والمحور‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬ترتكز‭ ‬عليه‭ ‬المواطنة‭.‬

إن‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬حافل‭ ‬بالتحديات،‭ ‬واستطاع‭ ‬الشعب‭ ‬بفضل‭ ‬هذا‭ ‬التلاحم‭ ‬الوطني‭ ‬حماية‭ ‬البحرين‭ ‬وطنيًا‭ ‬وقوميًا،‭ ‬فقد‭ ‬سعى‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬واجتمعوا‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬ليكون‭ ‬لهم‭ ‬طريقا‭ ‬ثابتًا،‭ ‬واندمجت‭ ‬جميع‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬بوتقة‭ ‬واحدة،‭ ‬بوتقة‭ ‬وطنية‭ ‬وثقافية‭ ‬واجتماعية‭ ‬في‭ ‬مساحة‭ ‬جغرافية‭ ‬واحدة‭ ‬هي‭ ‬البحرين،‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وخارج‭ ‬البحرين‭ ‬يؤكد‭ ‬أهلها‭ ‬من‭ ‬مسؤولين‭ ‬وسياسيين‭ ‬وأكاديميين‭ ‬ومثقفين‭ ‬ومواطنين‭ ‬من‭ ‬كُل‭ ‬الفئات‭ ‬والمكونات‭ ‬أنهم‭ ‬أمة‭ ‬واحدة،‭ ‬أمة‭ ‬تبتعد‭ ‬عن‭ ‬تلبية‭ ‬الدعوات‭ ‬الطائفية‭ ‬والسلبية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تزعزع‭ ‬وحدتهم‭ ‬الوطنية‭ ‬وأمن‭ ‬بلادهم،‭ ‬أمة‭ ‬واحدة‭ ‬تقف‭ ‬صفًا‭ ‬واحدًا‭ ‬مع‭ ‬قيادتها‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬والقومية‭ ‬لترابها،‭ ‬وهو‭ ‬موقف‭ ‬وطني‭ ‬قومي‭ ‬حقق‭ ‬أصداء‭ ‬إيجابية‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬التخندق‭ ‬معًا‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الفتنة‭ ‬ورفض‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬التدخلات‭ ‬الأجنبية‭.‬

إن‭ ‬الوقفة‭ ‬الوطنية‭ ‬الواحدة‭ ‬للشعب‭ ‬البحريني‭ ‬“قيادةً‭ ‬وشعبًا”‭ ‬تمثل‭ ‬سلاحًا‭ ‬قويًا‭ ‬ضد‭ ‬الحملات‭ ‬الإعلامية‭ ‬المُحرضة،‭ ‬سلاحًا‭ ‬يُشهر‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬من‭ ‬يبغي‭ ‬الفتنة‭ ‬للبحرين‭ ‬والتفريق‭ ‬بين‭ ‬شعبها،‭ ‬وحصنًا‭ ‬حاميًا‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الفوضى‭ ‬ودُعاتها‭... ‬وقفة‭ ‬ستفعل‭ ‬كما‭ ‬فعلت‭ ‬سابقًا‭ ‬بإفشال‭ ‬التدخلات‭ ‬الغابرة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬من‭ ‬يستجيب‭ ‬لها‭.‬

ما‭ ‬يُكتب‭ ‬ضد‭ ‬البحرين‭ ‬وقيادتها‭ ‬وشعبها‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬الحقيقة‭ ‬وذو‭ ‬رؤية‭ ‬مشبوهة‭ ‬وضعيفة‭ ‬ولا‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬الصِدق‭ ‬والحقيقة،‭ ‬وما‭ ‬يُقال‭ ‬وما‭ ‬يُعلن‭ ‬خارجًا‭ ‬سيجعلنا‭ ‬أقوى‭ ‬ولن‭ ‬يُزحزح‭ ‬صفنا‭ ‬الوطني،‭ ‬وستذوب‭ ‬حروفهم‭ ‬وتهرش‭ ‬أقوالهم،‭ ‬وسنظل‭ ‬أقوياء‭ ‬بوحدتنا‭ ‬وتعاضدنا‭ ‬وتفاهمنا‭ ‬وثقافة‭ ‬التسامح‭ ‬وما‭ ‬نحمله‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬مع‭ ‬الآخر،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬عنوان‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬ماضيًا‭ ‬وحاضرًا‭ ‬ومستقبلًا،‭ ‬وما‭ ‬تقوم‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬أسس‭ ‬وطنية‭ ‬راسخة‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬يُبديه‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬اليوم‭ ‬تجاه‭ ‬بلاده‭ ‬واجب‭ ‬وطني‭ ‬وقومي‭ ‬وديني‭ ‬ورد‭ ‬لبعض‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬البحرين‭ ‬لأهلها‭ ‬من‭ ‬مُجمل‭ ‬سُبل‭ ‬الحياة،‭ ‬فعلى‭ ‬أرضها‭ ‬ترعرعنا‭ ‬ومن‭ ‬مائها‭ ‬ارتوينا،‭ ‬ومن‭ ‬هوائها‭ ‬تنفسنا‭ ‬ومن‭ ‬خيراتها‭ ‬نبتنا،‭ ‬فحريٌ‭ ‬بنا‭ ‬ونحن‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬أن‭ ‬نبتعد‭ ‬عن‭ ‬التجاذب‭ ‬السلبي‭ ‬الداخلي،‭ ‬علينا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬والتدخلات‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬سدًا‭ ‬منيعًا‭ ‬لصدها،‭ ‬وخطًا‭ ‬أحمر‭ ‬لمنعها،‭ ‬وجسدًا‭ ‬واحدًا‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬بحريننا‭.‬