نجدة التاجر للمواطن

| شارخ بن سيف الدوسري

علاوة‭ ‬على‭ ‬الجهود‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الحثيثة‭ ‬لحكومة‭ ‬المملكة،‭ ‬تتحمل‭ ‬أقطاب‭ ‬القطاع‭ ‬التجاري‭ ‬مسؤولية‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬مسؤولية‭ ‬الدولة‭ ‬نفسها،‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬الشراكة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ومساعدة‭ ‬الأسر‭ ‬المتعففة‭ ‬والفقيرة،‭ ‬وإطلاق‭ ‬المنح‭ ‬الدراسية‭ ‬المختلفة‭.‬

هذا‭ ‬الواقع‭ ‬المطلوب‭ ‬والمهم،‭ ‬والقائم‭ ‬الآن‭ ‬بشكل‭ ‬جزئي،‭ ‬ميز‭ ‬بعض‭ ‬العوائل‭ ‬والأسماء‭ ‬عن‭ ‬غيرها،‭ ‬ويفترض‭ ‬أن‭ ‬يرسخ‭ ‬كنهج‭ ‬حياة‭ ‬معاش،‭ ‬يكون‭ ‬به‭ ‬الأثرياء‭ ‬وأباطرة‭ ‬المال‭ ‬جزءا‭ ‬مكملاً‭ ‬وأساسياً‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬حال‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني،‭ ‬وليس‭ ‬متابعا‭ ‬له‭.‬

وأذكر‭ ‬أنني‭ ‬التقيت‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬كبار‭ ‬التجار‭ ‬ذات‭ ‬مرة،‭ ‬وتبادلنا‭ ‬أطراف‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العام،‭ ‬وانعكاسات‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬“شد‭ ‬الحزام”‭ ‬ورفع‭ ‬الدعم‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬المواد‭ ‬وسلات‭ ‬الوقود‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬البسيط،‭ ‬فكانت‭ ‬ردود‭ ‬المذكور‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬الأسف،‭ ‬والتذمر،‭ ‬وكأنه‭ ‬كأي‭ ‬مواطن‭ ‬آخر،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬أدهشني‭ ‬جداً‭.‬

انتظرته‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نفعل‭ ‬كذا‭ ‬وكذا،‭ ‬للبلاد‭ ‬التي‭ ‬فتحت‭ ‬لنا‭ ‬أبواب‭ ‬الرزق،‭ ‬والعمل،‭ ‬والتكسب،‭ ‬والربح،‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ننجد‭ ‬الناس،‭ ‬وأن‭ ‬نساعدهم،‭ ‬وأن‭ ‬نقف‭ ‬إلى‭ ‬جانبهم،‭ ‬فالخير‭ ‬كثير،‭ ‬والبقاء‭ ‬للعمل‭ ‬الصالح،‭ ‬و”ابن‭ ‬البلد‭ ‬يستاهل”،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭.‬

عمل‭ ‬الخير،‭ ‬والاستدلال‭ ‬عليه،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يرتبط‭ ‬بالحالة‭ ‬المزاجية‭ ‬للتجار‭ ‬وأصحاب‭ ‬المال،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬الثقافة‭ ‬العامة،‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬الناس،‭ ‬ويومياتهم‭ ‬وأولوياتهم‭.‬

في‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬كثيرة،‭ ‬لا‭ ‬تُقدم‭ ‬عُشر‭ ‬التسهيلات‭ ‬التجارية‭ ‬والضرائبية‭ ‬التي‭ ‬تُقدمها‭ ‬الحكومة‭ ‬البحرينية،‭ ‬نجد‭ ‬بها‭ ‬التجار‭ ‬والشركات‭ ‬يتنافسون‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬المدارس،‭ ‬والحدائق،‭ ‬والمستشفيات،‭ ‬ورصف‭ ‬الشوارع،‭ ‬وتعليم‭ ‬أبناء‭ ‬الأسر‭ ‬الفقيرة‭ ‬حتى‭ ‬توظيفهم‭ ‬وزواجهم،‭ ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬نرى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬في‭ ‬البحرين؟‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬يعيقها؟‭.‬