ماذا بعد

لمَ لا؟

| مازن النسور

ألزمت‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬الكويتية‭ ‬تجار‭ ‬المعادن‭ ‬الثمينة‭ (‬محلات‭ ‬الذهب‭) ‬بإعلان‭ ‬أسعار‭ ‬مصنعية‭ ‬المشغولات‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬بارز‭ ‬وظاهر‭ ‬في‭ ‬محلاتهم‭.‬

والمصنعية‭ ‬هي‭ ‬كلفة‭ ‬تشكيل‭ ‬المعادن‭ ‬وهامش‭ ‬الربح‭ ‬الذي‭ ‬يتقاضاه‭ ‬الصائغ‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬البيع‭. ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يشتري‭ ‬مصاغا‭ ‬ذهبيا‭ ‬من‭ ‬عيار‭ ‬21‭ ‬مثلا‭ ‬بـ‭ ‬100‭ ‬دينار،‭ ‬فإنه‭ ‬سيدفع‭ ‬قيمة‭ ‬الذهب‭ (‬الغرام‭ ‬مضروبا‭ ‬بسعر‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭) ‬مضافا‭ ‬عليه‭ ‬كلفة‭ ‬مصنعية‭.‬

وإذا‭ ‬اعتبرنا‭ ‬أن‭ ‬المصاغ‭ ‬الذهبي‭ ‬وزنه‭ ‬5‭ ‬غرامات‭ ‬وسعر‭ ‬الغرام‭ ‬الواحد‭ ‬15‭ ‬دينارا،‭ ‬فإن‭ ‬سعر‭ ‬الذهب‭ ‬صافي‭ ‬يساوي‭ ‬75‭ ‬دينارا،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬دفع‭ ‬25‭ ‬دينارا‭ ‬كلفة‭ ‬المصنعية،‭ ‬وهو‭ ‬مبلغ‭ ‬يخسره‭ ‬عند‭ ‬إعادة‭ ‬بيع‭ ‬المُصاغ‭.‬

والأمر‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المعادن‭ ‬الثمينة‭ ‬كالبلاتين‭ ‬والفضة‭ ‬وغيرها،‭ ‬وكذلك‭ ‬الأمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأحجار‭ ‬الكريمة‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ (‬وهي‭ ‬بالعادة‭ ‬كذلك‭) ‬مشكلة‭ ‬مع‭ ‬الذهب‭.‬

والسؤال‭: ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تطبق‭ ‬البحرين‭ ‬هذا‭ ‬الإجراء‭ ‬كون‭ ‬فيه‭ ‬خدمة‭ ‬وفائدة‭ ‬للمستهلك،‭ ‬وهو‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬الأنظمة‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬حيث‭ ‬تقضي‭ ‬سياسة‭ ‬السوق‭ ‬الحر‭ ‬المعتمدة‭ ‬بضرورة‭ ‬إبراز‭ ‬سعر‭ ‬السلعة‭ ‬بشكل‭ ‬واضح،‭ ‬مع‭ ‬ترك‭ ‬تحديد‭ ‬المبلغ‭ ‬للتاجر‭ ‬وهذا‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬السلع‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأسواق،‭ ‬ليتسنى‭ ‬للمشتري‭ ‬إجراء‭ ‬مقارنة‭ ‬والشراء‭ ‬من‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬يناسبه‭.‬

يعتبر‭ ‬الذهب‭ ‬البحريني‭ (‬المُصاغ‭ ‬والمشكّل‭ ‬في‭ ‬المملكة‭) ‬الأجود‭ ‬والمفضل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يتمتع‭ ‬بسمعة‭ ‬عالمية‭ ‬طالما‭ ‬ارتبطت‭ ‬باسم‭ ‬المملكة‭ ‬وتاريخها‭ ‬العريق‭. ‬ضبط‭ ‬الأسواق‭ ‬يعطي‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الشفافية‭ ‬والمصداقية،‭ ‬فلمَ‭ ‬لا؟