ما وراء الحقيقة

الشعوبيون الجدد... ناقصو عِرق ودين

| د. طارق آل شيخان الشمري

النقص‭ ‬الديني‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭ ‬الشعوبيون‭ ‬الجدد‭ ‬أحفاد‭ ‬الدولة‭ ‬الصفوية‭ ‬الذين‭ ‬يسمون‭ ‬أنفسهم‭ ‬اليوم‭ ‬بالفرس،‭ ‬وأحفاد‭ ‬الطورانيين‭ ‬القوقازيين‭ ‬الوثنيين،‭ ‬الذين‭ ‬يدعون‭ ‬نسبهم‭ ‬للدولة‭ ‬العثمانية،‭ ‬لأن‭ ‬العرب‭ ‬هم‭ ‬الشعب‭ ‬الذي‭ ‬اختاره‭ ‬الله‭ ‬ليختم‭ ‬به‭ ‬رسالاته،‭ ‬ويؤمنه‭ ‬عليها‭ ‬لنشرها‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬وبقاع‭ ‬العالم،‭ ‬واختار‭ ‬منهم‭ ‬صفوة‭ ‬البشر‭ ‬ليكون‭ ‬سيد‭ ‬الأولين‭ ‬والآخرين‭ ‬وخاتم‭ ‬الأنبياء‭ ‬والمرسلين‭.‬

والأمران،‭ ‬النقص‭ ‬العرقي‭ ‬والديني‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬شواهدهما‭ ‬موجودة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وفي‭ ‬عصرنا‭ ‬الحالي،‭ ‬فالنقص‭ ‬العرقي‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬نلاحظه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الثورة‭ ‬الخمينية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬هدفها‭ ‬إهانة‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين‭ ‬وإذلالهم‭ ‬وهيمنة‭ ‬هؤلاء‭ ‬اللقطاء‭ ‬والمشردين‭ ‬على‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة،‭ ‬وجعلها‭ ‬تابعة‭ ‬لهذه‭ ‬الثورة‭ ‬الخمينية‭ ‬القذرة،‭ ‬أما‭ ‬أحفاد‭ ‬الطورانيين‭ ‬الوثنيين‭ ‬القوقازيين،‭ ‬فلأنهم‭ ‬كانوا‭ ‬يشعرون‭ ‬بأنهم‭ ‬كانوا‭ ‬عبيدا‭ ‬سخرة‭ ‬ومرتزقة‭ ‬للدولة‭ ‬العباسية،‭ ‬ولأنهم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تاريخ‭ ‬وحضارة،‭ ‬فقد‭ ‬أراد‭ ‬المنافق‭ ‬والفرعون‭ ‬الطوراني‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬إذلال‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين‭ ‬وينصب‭ ‬نفسه‭ ‬سلطانا‭ ‬عليهم‭ ‬حتى‭ ‬يشعر‭ ‬هو‭ ‬وأحفاد‭ ‬الوثنيين‭ ‬الطورانيين‭ ‬بالكمال‭ ‬العرقي‭.‬

وبالنسبة‭ ‬للنقص‭ ‬الديني،‭ ‬فمنذ‭ ‬الاحتلال‭ ‬الطوراني‭ ‬للأمة‭ ‬العربية‭ ‬قبل‭ ‬خمسمئة‭ ‬عام‭ ‬وحتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة،‭ ‬لم‭ ‬يظهر‭ ‬عالم‭ ‬منهم‭ ‬يشار‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬أكرر‭ ‬لم‭ ‬يظهر‭ ‬منهم‭ ‬أي‭ ‬عالم‭ ‬دين‭ ‬أو‭ ‬مرجع‭ ‬إسلامي‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬فضل‭ ‬كبير‭ ‬بالعقيدة‭ ‬الإسلامية‭ ‬أو‭ ‬ساهم‭ ‬مساهمة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬تفسير‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬كان‭ ‬متفقها‭ ‬بالدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬والعلوم‭ ‬الشرعية،‭ ‬ليكون‭ ‬له‭ ‬مكان‭ ‬بالعالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬لم‭ ‬يظهر‭ ‬منهم،‭ ‬وهم‭ ‬الذين‭ ‬نصبوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬خلفاء‭ ‬للمسلمين،‭ ‬اللهم‭ ‬إلا‭ ‬بعض‭ ‬المشعوذين،‭ ‬حيث‭ ‬بدأ‭ ‬المنافق‭ ‬والفرعون‭ ‬الطوراني‭ ‬بالنبش‭ ‬بمزابل‭ ‬التاريخ‭ ‬عن‭ ‬قبور‭ ‬بعض‭ ‬هؤلاء‭ ‬المشعوذين،‭ ‬ثم‭ ‬البدء‭ ‬بالادعاء‭ ‬بأنهم‭ ‬كانوا‭ ‬علماء‭ ‬وأصحاب‭ ‬علم‭ ‬شرعي‭ ‬كبير،‭ ‬ليسوق‭ ‬بين‭ ‬السذج‭ ‬أن‭ ‬للطورانيين‭ ‬رموزا‭ ‬بالفقه‭ ‬الإسلامي‭.‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمشردي‭ ‬ولقطاء‭ ‬الدولة‭ ‬الصفوية‭ ‬الذين‭ ‬يسمون‭ ‬أنفسهم‭ ‬الفرس‭ ‬اليوم،‭ ‬فلو‭ ‬جمعت‭ ‬كل‭ ‬الذين‭ ‬حاولوا‭ ‬تسويقهم‭ ‬من‭ ‬شيوخ،‭ ‬فلن‭ ‬يعادلوا‭ ‬الواحد‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬ومراجع‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬لهذا،‭ ‬حاولوا‭ ‬ضرب‭ ‬المرجعية‭ ‬العربية‭ ‬الوطنية،‭ ‬بتدشين‭ ‬منافس‭ ‬لها،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬لشعورهم‭ ‬بالنقص‭ ‬الديني‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين‭ ‬شيعتهم‭ ‬وسنتهم‭. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬