لمحات

حفاظاً على البيئة

| د.علي الصايغ

نثمن‭ ‬الخطوة‭ ‬الإيجابية‭ ‬بمنع‭ ‬استخدام‭ ‬الأكياس‭ ‬البلاستيكية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬واستبدالها‭ ‬بأكياس‭ ‬أخرى؛‭ ‬قابلة‭ ‬للتحلل‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬الاستخدام،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يطبق‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬ومنها‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬التي‭ ‬تستبدل‭ ‬الأكياس‭ ‬البلاستيكية‭ ‬بأكياس‭ ‬قابلة‭ ‬لإعادة‭ ‬الاستخدام‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً؛‭ ‬فتجد‭ ‬الفرد‭ ‬هناك‭ ‬متبضعاً‭ ‬بذات‭ ‬الكيس‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المحلات،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تسمح‭ ‬بشراء‭ ‬الأكياس‭ ‬البلاستيكية‭ ‬عند‭ ‬نقاط‭ ‬البيع‭ ‬لمن‭ ‬يريد،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬وفق‭ ‬ضوابط‭ ‬واستخدامات‭ ‬وتصنيع‭ ‬مشروط‭ ‬لهذه‭ ‬المنتجات،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭.‬

لكن‭ ‬ما‭ ‬ينقصنا‭ ‬دائماً‭ ‬هو‭ ‬الحملات‭ ‬التوعوية‭ ‬قبل‭ ‬البدء‭ ‬بتنفيذ‭ ‬القرارات،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬تدريجياً،‭ ‬فحملات‭ ‬التوعية‭ ‬مهمة‭ ‬جداً؛‭ ‬لتهيئة‭ ‬الناس،‭ ‬واستعدادهم‭ ‬وإدراكهم‭ ‬معنى‭ ‬وفائدة‭ ‬القرار‭ ‬وأهميته،‭ ‬ليس‭ ‬بمجرد‭ ‬المعرفة‭ ‬العامة،‭ ‬بل‭ ‬المعرفة‭ ‬الواضحة،‭ ‬المدركة،‭ ‬والموقنة‭ ‬لأهمية‭ ‬القرار،‭ ‬وأن‭ ‬التعاون‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬تنفيذه‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬واجباتنا‭ ‬تجاه‭ ‬البيئة‭ ‬المحيطة،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬الالتزام‭ ‬سيعود‭ ‬بالنفع‭ ‬علينا‭ ‬جميعاً‭.‬

تتوافر‭ ‬أرقام‭ ‬حجم‭ ‬إنتاج‭ ‬الأكياس‭ ‬البلاستيكية،‭ ‬وحتى‭ ‬كل‭ ‬المنتجات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الواضح‭ - ‬لعامة‭ ‬الناس‭ - ‬حجم‭ ‬الضرر‭ ‬البيئي‭ ‬الذي‭ ‬تتكبده‭ ‬البيئة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بالذات‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المنتجات‭ ‬البلاستيكية،‭ ‬والضرر‭ ‬الصحي‭ ‬العائد‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬منها؟‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬وأهمية‭ ‬مبادرة‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بإطلاق‭ ‬حملات‭ ‬توعوية‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬لتوضيح‭ ‬حجم‭ ‬الضرر‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬وصحة‭ ‬الإنسان؟‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬أن‭ ‬توضح‭ ‬الخسائر‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يتكبدها‭ ‬الناس‭ - ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬بسيطة‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬صحة‭ ‬البيئة‭ ‬وصحة‭ ‬الإنسان‭ - ‬وحتى‭ ‬مصانع‭ ‬المنتجات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنع‭ ‬أو‭ ‬الالتزام‭ ‬بالشروط‭ ‬الجديدة،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬تساؤلات‭ ‬ملحة‭ ‬عن‭ ‬إمكانية‭ ‬وجدوى‭ ‬إعادة‭ ‬تصنيع‭ ‬المنتجات‭ ‬البلاستيكية،‭ ‬وخيار‭ ‬تقنين‭ ‬استخداماتها،‭ ‬والكيفيات‭ ‬الأسلم‭ ‬للتخلص‭ ‬منها‭.‬