سوالف

افتحوا المجال لأصحاب القيم الفكرية والفنية الجديدة

| أسامة الماجد

الفنانون‭ ‬الشباب،‭ ‬مخرجون‭ ‬وفنيون‭ ‬وكتاب‭ ‬سيناريو‭ ‬وممثلون‭ ‬ومطربون‭ ‬ونقاد،‭ ‬يحاولون‭ ‬فرض‭ ‬وجودهم‭ ‬الفني‭ ‬والفكري‭ ‬على‭ ‬عالم‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬الذي‭ ‬يغلب‭ ‬عليه‭ ‬الجمود،‭ ‬وهم‭ ‬بامكانياتهم‭ ‬المتواضعة‭ ‬لا‭ ‬يطمحون‭ ‬الى‭ ‬فرض‭ ‬مقاييسهم‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬العالم،‭ ‬فهذا‭ ‬أمل‭ ‬يستحيل‭ ‬تحقيقه‭ ‬دون‭ ‬تغيير‭ ‬شامل‭ ‬داخل‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬نفسه،‭ ‬تغيير‭ ‬يفرض‭ ‬مفاهيم‭ ‬مختلفة‭ ‬فكريا‭ ‬وفنيا،‭ ‬ولا‭ ‬يهدف‭ ‬الفنانون‭ ‬الشباب‭ ‬أساسا‭ ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬وجودهم‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يريدون‭ ‬أن‭ ‬يقولوا‭: ‬ها‭ ‬قد‭ ‬بدأنا‭ ‬العمل‭ ‬الفعلي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وضع‭ ‬النقيض‭ ‬الصحيح‭ ‬والصحي‭ ‬أمام‭ ‬المسؤولين‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬ونطمح‭ ‬أن‭ ‬نضعه‭ ‬بمساعدة‭ ‬المسؤولين‭ ‬أنفسهم‭ ‬أمام‭ ‬الجمهور‭. ‬

الفنانون‭ ‬البحرينيون‭ ‬الشباب‭ ‬محرومون‭ ‬من‭ ‬الإمكانيات‭ ‬الكبيرة‭... ‬ليكن‭! ‬ومحرومون‭ ‬من‭ ‬فرصة‭ ‬الوصول‭ ‬الواسع‭ ‬إلى‭ ‬الجماهير‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭... ‬لا‭ ‬بأس‭! ‬لكنهم‭ ‬فيما‭ ‬يبدو‭ ‬وصلوا‭ ‬إلى‭ ‬النتيجة‭ ‬الوحيدة‭ ‬الصحيحة‭ ‬وهي‭... ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬أن‭ ‬يتغير‭ ‬عالم‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بالنقد‭ ‬المكتوب‭ ‬وحده،‭ ‬ولا‭ ‬الهجوم‭ ‬الشفوي‭ ‬فحسب،‭ ‬ولا‭ ‬بتكوين‭ ‬جمعيات‭ ‬فنية،‭ ‬ولا‭ ‬بإقناع‭ ‬بعض‭ ‬منتجي‭ ‬القطاع‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬بمواهبهم‭ ‬وقدراتهم،‭ ‬النتيجة‭ ‬الوحيدة‭ ‬الصحيحة‭ ‬تقول‭... ‬لابد‭ ‬من‭ ‬طرح‭ ‬بديل‭ ‬للفن‭ ‬البحريني‭ ‬الحالي،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬لأصحاب‭ ‬القيم‭ ‬الفكرية‭ ‬والفنية‭ ‬الجديدة‭. ‬

الفنان‭ ‬الشاب‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬الجمهور‭ ‬بأي‭ ‬ثمن‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬مجانا،‭ ‬لكن‭ ‬الوضع‭ ‬العام‭ ‬لا‭ ‬يساعده‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬فتلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬يتحفظ‭ ‬على‭ ‬استضافة‭ ‬الفنانين‭ ‬الشباب‭ ‬ويسعى‭ ‬دائما‭ ‬إلى‭ ‬استضافة‭ ‬“الفنانين‭ ‬الزائرين”‭ ‬ويفرد‭ ‬لهم‭ ‬مساحة‭ ‬واستوديوهات‭ ‬مبتكرة‭ ‬وفريق‭ ‬إعداد‭ ‬كاملا‭ ‬وبالشيء‭ ‬الفلاني،‭ ‬والفنان‭ ‬ابن‭ ‬البلد‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬الظل‭ ‬يستخرج‭ ‬من‭ ‬جيبه‭ ‬دفترا‭ ‬صغيرا‭ ‬وقلما‭ ‬ليكتب‭ ‬معاناته‭ ‬وحسراته،‭ ‬والأمر‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬إذاعة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬أغلقت‭ ‬أثيرها‭ ‬بالطول‭ ‬والعرض‭ ‬أمام‭ ‬إبداعات‭ ‬المطربين‭ ‬الشباب‭ ‬ووضعت‭ ‬أمامهم‭ ‬صورة‭ ‬عامة‭ ‬وهي‭.. ‬انصرفوا‭ ‬إلى‭ ‬ذاتكم‭ ‬وتأملوها‭.‬

المسرحيون‭ ‬الشباب‭ ‬هم‭ ‬المحظوظون‭ ‬بوجود‭ ‬مهرجان‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬للمسرح‭ ‬الشبابي،‭ ‬والذي‭ ‬يعتبر‭ ‬قاعدة‭ ‬للانطلاق‭ ‬ونافذة‭ ‬لإبداعاتهم،‭ ‬أما‭ ‬المطربون‭ ‬وعشاق‭ ‬السينما‭ ‬وغيرهم‭ ‬فيبدو‭ ‬أن‭ ‬عليهم‭ ‬قطع‭ ‬مسافات‭ ‬زمنية‭ ‬طويلة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الجمهور،‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬الفني‭ ‬غير‭ ‬القابل‭ ‬للتغيير‭.‬