الإعلام الرخيص وباعة الأوطان

| كلمة البلاد

لم‭ ‬يكن‭ ‬غريبًا‭ ‬برنامج‭ ‬القناة‭ ‬القطرية،‭ ‬الذي‭ ‬استهدف‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬محتوى‭ ‬وتوقيتا،‭ ‬فالدولة‭ ‬التي‭ ‬تشتري‭ ‬الولاءات‭ ‬بالأموال‭ ‬يضيق‭ ‬صدرها‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬كالبحرين‭ ‬تعيش‭ ‬حالة‭ ‬استقرار،‭ ‬وشعبها‭ ‬ملتف‭ ‬بكل‭ ‬حب‭ ‬وإخلاص‭ ‬حول‭ ‬راية‭ ‬وطنه‭ ‬وقيادته،‭ ‬وكما‭ ‬يقال‭ ‬“الصراخ‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬الألم،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬شاهدناه‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬البرامج‭ ‬الرخيصة‭ ‬يُعبر‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬عن‭ ‬مقدار‭ ‬الألم‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬قطر،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عزلتها‭ ‬سياساتها‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الإرهاب‭ ‬عن‭ ‬محيطها‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭.‬

‭ ‬تجمع‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬البرنامج‭ ‬والقناة،‭ ‬اللذين‭ ‬نترفع‭ ‬عن‭ ‬ذكر‭ ‬اسميهما،‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الباعة‭ ‬الجائلين،‭ ‬ونستميح‭ ‬أصحاب‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬الشريفة‭ ‬عذرًا،‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬نقصده‭ ‬هنا‭ ‬هم‭ ‬مجموعة‭ ‬باعت‭ ‬ضمائرها‭ ‬لمن‭ ‬يدفع‭ ‬لها‭ ‬أكثر،‭ ‬وخلعوا‭ ‬ثوب‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ثمن‭ ‬بخس،‭ ‬ليطعنوا‭ ‬وطنهم‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬دُفع‭ ‬لهم،‭ ‬ونقول‭ ‬لقطر‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬يُشترى‭ ‬بالمال‭ ‬يباع‭ ‬بالمال،‭ ‬فلا‭ ‬تستغربوا‭ ‬حين‭ ‬ترون‭ ‬من‭ ‬استضفتموهم‭ ‬يطعنونكم‭ ‬عند‭ ‬من‭ ‬يدفع‭ ‬لهم‭ ‬أكثر‭.‬

‭ ‬ونكتفي‭ ‬بهذا‭ ‬القدر‭ ‬بشأن‭ ‬الإعلام‭ ‬الرخيص‭ ‬وباعة‭ ‬الأوطان،‭ ‬لنعرج‭ ‬على‭ ‬الصورة‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬سطرها‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬والهبّة‭ ‬الشعبية‭ ‬لاستنكار‭ ‬التطاول‭ ‬على‭ ‬الرموز‭ ‬الوطنية،‭ ‬ليقدم‭ ‬شعب‭ ‬البحرين،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معهود‭ ‬منه،‭ ‬درسا‭ ‬قيما‭ ‬في‭ ‬المحبة‭ ‬الخالصة‭ ‬للقيادة؛‭ ‬فلا‭ ‬تكاد‭ ‬ترى‭ ‬حسابًا‭ ‬لمواطن‭ ‬بحريني‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬إلا‭ ‬وقد‭ ‬زُين‭ ‬بصور‭ ‬القيادة‭ ‬وأجمل‭ ‬عبارات‭ ‬الولاء‭. ‬

العالم‭ ‬ليس‭ ‬كما‭ ‬تظنه‭ ‬قطر،‭ ‬فهو‭ ‬يمتلك‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬ما‭ ‬يجعله‭ ‬عندما‭ ‬يضع‭ ‬الصورتين‭ ‬أمامه؛‭ ‬واحدة‭ ‬لإعلام‭ ‬مأجور‭ ‬وأخرى‭ ‬لإعلام‭ ‬شعبي‭ ‬يحركه‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء،‭ ‬يصل‭ ‬لقناعة‭ ‬أن‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬عصيّ‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تفرقه‭ ‬رسائل‭ ‬إعلامية‭ ‬أو‭ ‬مخططات‭ ‬مسمومة‭.‬

حفظ‭ ‬الله‭ ‬البحرين‭ ‬وقيادتها‭.‬