فجر جديد

ما خفي من خيانتهم أعظم

| إبراهيم النهام

11‭ ‬سنة‭ ‬عملت‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬“البدايات”‭ ‬بسلاح‭ ‬الجو‭ ‬الملكي‭ ‬البحريني،‭ ‬تمرغت‭ ‬فيها‭ ‬ونشأت‭ ‬على‭ ‬مفاهيم‭ ‬الواجب‭ ‬والخدمة‭ ‬العسكرية‭ ‬بكتلة‭ ‬واحدة،‭ ‬متمازجة،‭ ‬أساسها‭ ‬الولاء‭ ‬للملك‭ ‬وللوطن‭ ‬وللشعب‭.‬

هذه‭ ‬العقيدة،‭ ‬والتي‭ ‬تجمع‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الانضباط‭ ‬التام‭ ‬والتدريب‭ ‬والضبط‭ ‬والربط‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬ولَّدت‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬يتصدرون‭ ‬المشهد‭ ‬الوطني‭ ‬اليوم،‭ ‬ويقودون‭ ‬سفينة‭ ‬الوطن‭ ‬بمهارة‭ ‬وحنكة،‭ ‬وعزم‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬التحديات‭ ‬والعوائق‭ ‬والعثرات‭. ‬

العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬لا‭ ‬تجامل‭ ‬ولا‭ ‬تهادن،‭ ‬تعلم‭ ‬الجنود‭ ‬والضباط‭ ‬وضباط‭ ‬الصف‭ ‬أن‭ (‬راية‭) ‬الوطن‭ ‬هي‭ ‬بوصلة‭ ‬التحرك‭ ‬والمسار،‭ ‬تعلمهم‭ ‬أنهم‭ ‬سواسية‭ ‬كأسنان‭ ‬المشط،‭ ‬لا‭ ‬فراق‭ ‬بينهم،‭ ‬ولا‭ ‬علو،‭ ‬واجبهم‭ ‬واحد،‭ ‬وهدفهم‭ ‬واحد،‭ ‬وكذلك‭ ‬ولاؤهم‭ ‬وانتماؤهم‭ ‬واهتمامهم‭ ‬ومقصدهم‭.‬

ونظرا‭ ‬لهذه‭ ‬المفاهيم‭ ‬ولهذا‭ ‬المسار‭ ‬الواضح‭ ‬والمنضبط،‭ ‬أضحت‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم‭ ‬مؤسسة‭ ‬متعددة‭ ‬المهام‭ ‬والواجبات،‭ ‬فهي‭ ‬تذود‭ ‬عن‭ ‬الوطن،‭ ‬وتحمي‭ ‬مقدراته،‭ ‬وترفع‭ ‬جاهزية‭ ‬أبنائه‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬وتولد‭ ‬الرجال‭ ‬الشجعان؛‭ ‬ليكونوا‭ ‬قادة‭ ‬المستقبل‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭.‬

هؤلاء‭ ‬الشجعان‭ ‬سجل‭ ‬لهم‭ ‬التاريخ‭ ‬ملاحم‭ ‬بطولية‭ ‬بحرب‭ ‬الخليج‭ ‬الأولى،‭ ‬وفي‭ ‬محاربة‭ ‬التمدد‭ ‬الحوثي‭ ‬الإيراني‭ ‬باليمن،‭ ‬وفي‭ ‬بقاع‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬يكون‭ ‬بها‭ ‬الظُلم‭ ‬متوحشا‭ ‬متوغلا‭ ‬لا‭ ‬يواجهه‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬أهل‭ ‬له‭.‬

استرجعت‭ ‬ذاكرتي‭ ‬هذا‭ ‬كله،‭ ‬وأنا‭ ‬أتطلع‭ ‬باحتقار‭ ‬لياسر‭ ‬الجلاهمة‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬التحشيش‭ (‬ما‭ ‬خفي‭ ‬أعظم‭)‬،‭ ‬وكيف‭ ‬ارتضى‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬خائنا‭ ‬وعميلا،‭ ‬وجاحدا،‭ ‬وناكرا‭ ‬للمعروف‭ ‬وللجميل،‭ ‬مقابل‭ ‬الريالات‭ ‬القطرية،‭ ‬وثوب‭ ‬مزيف‭ ‬يرتديه،‭ ‬يحاول‭ ‬خلاله‭ ‬وهمنا‭ ‬بخلاف‭ ‬حقيقته‭.‬

خيانة‭ ‬ياسر‭ ‬تُخالف‭ ‬العملاء‭ ‬الآخرين‭ ‬الذين‭ ‬خرجوا‭ ‬في‭ ‬البرنامج،‭ ‬والذين‭ ‬تستروا‭ ‬بمسمى‭ ‬الحقوقي،‭ ‬والصحافي،‭ ‬والباحث،‭ ‬والسياسي،‭ ‬فكلها‭ ‬مسميات‭ ‬رثة‭ ‬تعتاش‭ ‬على‭ ‬أموال‭ ‬الخيانة‭ ‬من‭ ‬قطر‭ ‬وإيران‭ ‬وأجهزة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬المعادية‭ ‬لأوطان‭ ‬العرب‭.‬

أما‭ ‬ياسر،‭ ‬فهو‭ ‬خائن‭ ‬لوطن‭ ‬وناكث‭ ‬لعهد‭ ‬وقسم‭ ‬وكذاب‭ ‬أشر‭.‬