عن التهديدات الخرقاء لنظام الملالي

| فلاح هادي الجنابي

التهديدات‭ ‬السخيفة‭ ‬الخرقاء‭ ‬لنظام‭ ‬الملالي‭ ‬بشأن‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي،‭ ‬والتي‭ ‬يريدون‭ ‬الإيحاء‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬بأنهم‭ ‬ملتزمون‭ ‬به‭ ‬ولكن‭ ‬العقوبات‭ ‬الأميركية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تجبرهم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يقدموا‭ ‬على‭ ‬خطوات‭ ‬تصعيدية،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬عنه‭ ‬فإن‭ ‬الكذب‭ ‬والخداع‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬عروقه‭ ‬ولا‭ ‬يمكنه‭ ‬التخلي‭ ‬عنه،‭ ‬وبديهي‭ ‬أن‭ ‬الملالي‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬بالأساس‭ ‬ملتزمين‭ ‬بالاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬حتى‭ ‬يقوموا‭ ‬بخرقه‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬مساعيهم‭ ‬ومحاولاتهم‭ ‬السرية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬امتلاك‭ ‬القنبلة‭ ‬الذرية‭ ‬جارية‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬وساق،‭ ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬أعلنت‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الألمانية‭ ‬وجهات‭ ‬أخرى‭ ‬ذلك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭.‬

الجديد‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنظام‭ ‬الملالي‭ ‬هذه‭ ‬المرة،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جدية‭ ‬دولية‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬إجماع‭ ‬دولي‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬السماح‭ ‬للنظام‭ ‬ليس‭ ‬بخرق‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬فقط،‭ ‬إنما‭ ‬حتى‭ ‬امتلاك‭ ‬الأسلحة‭ ‬الذرية،‭ ‬ولأنهم‭ ‬يعلمون‭ ‬جيدا‭ ‬أنهم‭ ‬صاروا‭ ‬أثقل‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬وصار‭ ‬هناك‭ ‬ملل‭ ‬وضجر‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬السخط‭ ‬لكثرة‭ ‬تماديهم‭ ‬في‭ ‬التستر‭ ‬على‭ ‬برنامجهم‭ ‬النووي‭ ‬وعدم‭ ‬كشفهم‭ ‬حقيقته،‭ ‬فإنهم‭ ‬يحاولون‭ ‬الزعم‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬بحرصهم‭ ‬على‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬خصوصا‭ ‬عندما‭ ‬يتبجح‭ ‬نائب‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬نظام‭ ‬الملالي،‭ ‬عباس‭ ‬عراقجي،‭ ‬فيقول‭: ‬“إن‭ ‬تقليل‭ ‬الالتزامات‭ ‬هو‭ ‬بالتحديد‭ ‬تحرك‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬وليس‭ ‬للقضاء‭ ‬عليه”،‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬صريحا‭ ‬وصادقا‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬لما‭ ‬كانت‭ ‬محاولاته‭ ‬السرية‭ ‬جارية‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬وساق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬امتلاك‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭.‬

الانسحاب‭ ‬الأميركي‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬هو‭ ‬بالأساس‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬عمليا‭ ‬ولا‭ ‬قاطعا‭ ‬في‭ ‬لجمه‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬وضمان‭ ‬عدم‭ ‬قيامه‭ ‬بمحاولات‭ ‬سرية‭ ‬وراءه،‭ ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬بلدان‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وروسيا‭ ‬والصين‭ ‬لم‭ ‬تشاطر‭ ‬الموقف‭ ‬الأميركي‭ ‬ولكنها‭ ‬كما‭ ‬يظهر‭ ‬تتفهمه‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬الخروقات‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬إبرام‭ ‬الاتفاق،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬موقف‭ ‬النظام‭ ‬ووضعه‭ ‬ليس‭ ‬جيدا،‭ ‬بل‭ ‬أسوأ‭ ‬ما‭ ‬يكون،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬يعلم‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬برنامجه‭ ‬النووي‭ ‬صار‭ ‬على‭ ‬سكة‭ ‬محطتها‭ ‬النهائية‭ ‬التخلي‭ ‬عنه‭. ‬اتفاق‭ ‬تموز‭ ‬2015،‭ ‬الذي‭ ‬انتقدته‭ ‬السيدة‭ ‬مريم‭ ‬رجوي،‭ ‬رئيسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬المنتخبة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬أوضحت‭ ‬أنه‭ ‬غير‭ ‬كاف‭ ‬لإحكام‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬وكما‭ ‬أكدت‭ ‬فإن‭ ‬التحايل‭ ‬على‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الستة‭ ‬والاتفاق‭ ‬غير‭ ‬الموقع‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يفي‭ ‬بمتطلبات‭ ‬معاهدة‭ ‬دولية‭ ‬رسمية،‭ ‬مما‭ ‬لاشك‭ ‬فيه‭ ‬لن‭ ‬يعيق‭ ‬حصول‭ ‬الملالي‭ ‬على‭ ‬القنبلة،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬نفس‭ ‬القدر‭ ‬من‭ ‬التراجع‭ ‬يقوض‭ ‬هيمنة‭ ‬خامنئي،‭ ‬ويضعف‭ ‬الفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬بكاملها‭ ‬ويزعزعها‭. ‬“الحوار”‭.‬