مأزق السقوط الحتمي

| فلاح هادي الجنابي

عقوبات‭ ‬وضغوط‭ ‬دولية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬ضد‭ ‬نظام‭ ‬الملالي،‭ ‬سخط‭ ‬وغضب‭ ‬شعبي‭ ‬متعاظم‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬كبحه،‭ ‬ونضال‭ ‬استثنائي‭ ‬للمقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬إيران‭ ‬صار‭ ‬مادة‭ ‬أساسية‭ ‬لوسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الدولية،‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬باختصار‭ ‬أوضح‭ ‬صورة‭ ‬للأوضاع‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬والنظام‭ ‬الذي‭ ‬تمكن‭ ‬لأعوام‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬خداع‭ ‬العالم‭ ‬وإطلاق‭ ‬مزاعم‭ ‬كاذبة‭ ‬بشأن‭ ‬كونه‭ ‬نظاما‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عضوا‭ ‬نافعا‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬انقطع‭ ‬حبل‭ ‬كذبه‭ ‬هذا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تمكنت‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬من‭ ‬دحض‭ ‬وتفنيد‭ ‬مزاعمه‭ ‬الكاذبة‭ ‬وإثبات‭ ‬حقيقة‭ ‬كونه‭ ‬نظاما‭ ‬متطرفا‭ ‬وإرهابيا‭ ‬لا‭ ‬يؤمن‭ ‬بمبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنساني،‭ ‬بل‭ ‬بأفكار‭ ‬ومبادئ‭ ‬قروسطائية‭ ‬يريد‭ ‬فرضها‭ ‬قسرا‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وكذلك‭ ‬على‭ ‬شعوب‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬تخضع‭ ‬لنفوذه‭.‬

نظام‭ ‬الملالي‭ ‬الذي‭ ‬سعى‭ ‬لركوب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الموجات‭ ‬لكي‭ ‬يوفر‭ ‬أفضل‭ ‬الظروف‭ ‬والأوضاع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬استمراره‭ ‬وبقائه،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬لم‭ ‬يتخل‭ ‬عن‭ ‬نهجه‭ ‬الاستبدادي‭ ‬القمعي‭ ‬وظلت‭ ‬سجونه‭ ‬ممتلئة‭ ‬بأضعاف‭ ‬طاقاتها‭ ‬وعمليات‭ ‬التعذيب‭ ‬الوحشي‭ ‬جارية‭ ‬في‭ ‬أقبية‭ ‬ودهاليز‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬وكذلك‭ ‬استمرار‭ ‬حملات‭ ‬الإعدام‭ ‬دونما‭ ‬انقطاع،‭ ‬لكن‭ ‬المعلومات‭ ‬الدقيقة‭ ‬التي‭ ‬تمكنت‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬من‭ ‬إيصالها‭ ‬لوسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬العالمية،‭ ‬أكدت‭ ‬كذب‭ ‬وخداع‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬واستحالة‭ ‬أن‭ ‬يتمكن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الرجعي‭ ‬الوحشي‭ ‬أن‭ ‬يتأقلم‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬أشبه‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬بحقل‭ ‬ألغام‭ ‬ومتفجرات،‭ ‬ولاريب‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أكاذيب‭ ‬النظام‭ ‬لم‭ ‬تصمد‭ ‬أمام‭ ‬حقائق‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬وأن‭ ‬موقف‭ ‬النظام‭ ‬ليس‭ ‬ضعيفا‭ ‬فقط،‭ ‬إنما‭ ‬صار‭ ‬يواجه‭ ‬الرفض‭ ‬والتشكيك‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المستويات‭.‬

الأزمة‭ ‬الطاحنة‭ ‬التي‭ ‬انتهى‭ ‬إليها‭ ‬نظام‭ ‬الفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬وكان‭ ‬مسك‭ ‬ختامها‭ ‬انتفاضة‭ ‬28‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭ ‬2017‭ ‬والانسحاب‭ ‬الأميركي‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬وإدراج‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬الإرهاب‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬العقوبات‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬النظام،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬جعل‭ ‬النظام‭ ‬يقف‭ ‬عاجزا‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬ماذا‭ ‬يفعل‭ ‬وكيف‭ ‬يواجه‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬وينجو‭ ‬من‭ ‬آثارها‭ ‬المدمرة،‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬ويسعفه‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬السقوط‭ ‬الحتمي‭ ‬التي‭ ‬يواجهها،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يواجهه‭ ‬داخليا‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬سنن‭ ‬التاريخ‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬لتغييرها،‭ ‬فهذا‭ ‬النظام‭ ‬الرث‭ ‬فقد‭ ‬أسباب‭ ‬بقائه‭ ‬واستمراره‭ ‬أمام‭ ‬قوة‭ ‬تقدمية‭ ‬حضارية‭ ‬إنسانية‭ ‬متجددة‭ ‬تمثل‭ ‬المستقبل‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقاوم‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭. ‬“الحوار”‭.‬

 

ليس‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬ويسعفه‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬السقوط‭ ‬الحتمي‭ ‬التي‭ ‬يواجهها