سوالف

خبر غير سعيد وتراجيدي عن العرب

| أسامة الماجد

قرأت‭ ‬خبرا‭ ‬غريبا‭ ‬ربما‭ ‬يراه‭ ‬البعض‭ ‬عاديا‭ ‬ولا‭ ‬يستحق‭ ‬التوقف‭ ‬عنده‭ ‬والالتفاف‭ ‬حوله‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬تفاصيله‭ ‬حتى‭ ‬القاع‭... ‬يقول‭ ‬الخبر‭ ‬“70‭ % ‬من‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬لا‭ ‬يهتمون‭ ‬بقراءة‭ ‬أخبار‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تنشرها‭ ‬الصحف‭ ‬الأميركية”‭.‬

أتصور‭ ‬أنه‭ ‬خبر‭ ‬غير‭ ‬سعيد‭ ‬وتراجيدي‭ ‬ومفعم‭ ‬بالسأم‭ ‬ويعطينا‭ ‬انطباعا‭ ‬بأن‭ ‬العرب‭ ‬وهم‭ ‬محاطون‭ ‬بالمخاطر‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬التحرك‭ ‬وتصحيح‭ ‬المفاهيم‭ ‬الخاطئة‭ ‬لدى‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬وهذه‭ ‬قضية‭ ‬خطيرة‭ ‬وبالغة‭ ‬الحساسية،‭ ‬فكما‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬الصحف‭ ‬الأميركية‭ ‬لديها‭ ‬استعداد‭ ‬قوي‭ ‬لنشر‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬أعداء‭ ‬العرب‭ ‬“الصهاينة”،‭ ‬لأن‭ ‬الجماعات‭ ‬الصهيونية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تهتم‭ ‬بأخبار‭ ‬إسرائيل‭ ‬وتسعى‭ ‬إلى‭ ‬معرفتها‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬العرب‭ ‬–‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬الخبر‭ - ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬أميركا‭ ‬لا‭ ‬يهتمون‭ ‬بمعرفة‭ ‬أخبار‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ووجهات‭ ‬نظرها،‭ ‬وهذا‭ ‬يجعل‭ ‬حساسيات‭ ‬إسرائيل‭ ‬وآمالها‭ ‬تحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الأميركية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭ ‬جعلت‭ ‬إعلام‭ ‬إسرائيل‭ ‬الوحيد‭ ‬المسموع‭ ‬في‭ ‬أميركا،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬إسرائيل‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬إعلامية‭ ‬شبه‭ ‬احتكارية‭ ‬حيث‭ ‬يسمع‭ ‬صوتها‭ ‬هي‭ ‬فقط‭ ‬ولا‭ ‬يسمع‭ ‬صوت‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭. ‬

خبر‭ ‬مؤلم‭ ‬بضخامة‭ ‬الكون،‭ ‬فالدعاية‭ ‬التي‭ ‬تحتكر‭ ‬الميدان‭ ‬تأثيرها‭ ‬مضمون‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬الرأي‭ ‬المعارض،‭ ‬لأن‭ ‬وجود‭ ‬الرأيين‭ ‬المؤيد‭ ‬والمعارض‭ ‬قد‭ ‬يترك‭ ‬الفرد‭ ‬محايدا‭ ‬وكأنه‭ ‬لم‭ ‬يتعرض‭ ‬للرسالة،‭ ‬ومعنى‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬حينما‭ ‬تقدم‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أنها‭ ‬تتعرض‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأحوال‭ ‬للنقد‭ ‬والتشكيك‭ ‬المباشر،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬النقد‭ ‬والتشكيك‭ ‬يصبحان‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬العربية،‭ ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬يترك‭ ‬عند‭ ‬المتلقي‭ ‬وخصوصا‭ ‬الفرد‭ ‬العادي‭ ‬الانطباعات‭ ‬التي‭ ‬تريدها‭ ‬إسرائيل‭ ‬ومن‭ ‬يناصرها‭. ‬

كيف‭ ‬لعربي‭ ‬مقيم‭ ‬في‭ ‬أميركا‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يهتم‭ ‬بأخبار‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تنقلها‭ ‬الصحافة‭ ‬الأميركية،‭ ‬شيء‭ ‬محير‭ ‬فعلا‭ ‬ويدل‭ ‬دلالة‭ ‬قاطعة‭ ‬على‭ ‬الضعف‭ ‬والاستعداد‭ ‬لتلقي‭ ‬الضربات‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬وإضاعة‭ ‬الفرص‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها،‭ ‬جدران‭ ‬نفسية‭ ‬وعقلية‭ ‬أمامنا‭ ‬ولا‭ ‬نعرف‭ ‬كيفية‭ ‬تحطيمها،‭ ‬فكل‭ ‬ما‭ ‬يمكننا‭ ‬فعله‭ ‬هو‭ ‬الاستيقاظ‭ ‬كل‭ ‬صباح‭ ‬لنجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬أحياء‭.‬