من جديد

هل من متبرع؟!

| د. سمر الأبيوكي

يقبع‭ ‬الطفل‭ ‬سلطان‭ ‬حاليا‭ ‬ضمن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬إثر‭ ‬إصابتهم‭ ‬بأمراض‭ ‬كلى‭ ‬تتراوح‭ ‬خطورتها‭ ‬بشكل‭ ‬متباين،‭ ‬وقمت‭ ‬بزيارة‭ ‬الطفل‭ ‬المريض‭ ‬وعائلته‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬اتصال‭ ‬يطلب‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬حالة‭ ‬الطفل‭ ‬إعلاميا،‭ ‬ولمست‭ ‬رعاية‭ ‬واهتماما‭ ‬بالطفل‭ ‬المريض‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المستشفى‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حالته‭ ‬الصحية‭ ‬المتدهورة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تدخل‭ ‬جراحي‭ ‬وزراعة‭ ‬كلى‭ ‬له‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬حل‭ ‬آخر‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬ذكره‭ ‬في‭ ‬التقارير‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬حثت‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬متبرع،‭ ‬فالطفل‭ ‬عانى‭ ‬منذ‭ ‬الولادة‭ ‬من‭ ‬تسريب‭ ‬بروتيني‭ ‬حاد‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الكليتين،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬استئصالها،‭ ‬فيما‭ ‬الآن‭ ‬تعاني‭ ‬الكلى‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬حاد‭ ‬في‭ ‬كفاءتها‭ ‬حيث‭ ‬تعمل‭ ‬بنسبة‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬‮٢٠‬‭ ‬بالمئة‭.‬

الأهل‭ ‬بدورهم‭ ‬يعيشون‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الترقب‭ ‬ولسان‭ ‬حالهم‭ ‬يقول‭ ‬ما‭ ‬الحل؟‭! ‬وسط‭ ‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬التبرع‭ ‬إثر‭ ‬إصابة‭ ‬الأم‭ ‬بحالة‭ ‬من‭ ‬الصرع‭ ‬والأب‭ ‬العائل‭ ‬الوحيد‭ ‬لأبنائه‭ ‬الستة‭ ‬ووالداه‭ ‬طاعنان‭ ‬بالعمر،‭ ‬ولا‭ ‬ألومه‭ ‬في‭ ‬مخاوفه‭ ‬فقرار‭ ‬كذلك‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تأهيل‭ ‬واستعداد‭ ‬نفسي‭ ‬كبير،‭ ‬ورغم‭ ‬تأكيد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬المتبرع‭ ‬سيخوض‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التحاليل‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬سلامته‭ ‬وسلامة‭ ‬الطفل‭ ‬المتبرع‭ ‬له‭ ‬وأن‭ ‬عملية‭ ‬التبرع‭ ‬لا‭ ‬مخاوف‭ ‬بها‭ ‬ويستطيع‭ ‬الإنسان‭ ‬بعدها‭ ‬أن‭ ‬يزاول‭ ‬حياته‭ ‬بأريحية‭ ‬تامة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نقص‭ ‬الوعي‭ ‬والتثقيف‭ ‬الصحي‭ ‬والذي‭ ‬يقع‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬متبرع‭ ‬حقيقي‭!‬

ومضة‭: ‬بالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬تجربة‭ ‬تشهد‭ ‬نجاحا‭ ‬حقيقيا،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬التبرع‭ ‬بأعضاء‭ ‬المتوفى‭ ‬دماغيا‭ ‬وإنقاذ‭ ‬حالات‭ ‬كثيرة،‭ ‬من‭ ‬أهمهم‭ ‬الأطفال،‭ ‬وكنا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬قد‭ ‬خضنا‭ ‬تجربة‭ ‬مشابهة‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تستمر‭ ‬ولا‭ ‬أعلم‭ ‬الأسباب،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬أتقدم‭ ‬بالشكر‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬الذين‭ ‬أعطوني‭ ‬من‭ ‬وقتهم‭ ‬للإجابة‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬وتفسير‭ ‬التقرير‭ ‬الطبي‭ ‬للطفل‭ ‬المريض‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬جراح‭ ‬الكلى‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬حسن‭ ‬الدرازي،‭ ‬الدكتور‭ ‬الجراح‭ ‬حمدي‭ ‬الشناوي،‭ ‬الاستشاري‭ ‬حمد‭ ‬الحلو،‭ ‬الاستشاري‭ ‬عامر‭ ‬الدرازي،‭ ‬وأخيرا‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬عايد،‭ ‬والشكر‭ ‬الجزيل‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬الدكتورة‭ ‬دينا‭ ‬صنقور‭ ‬وفاطمة‭ ‬شبيب‭ ‬اللتين‭ ‬تتابعان‭ ‬حالات‭ ‬أطفال‭ ‬الكلى‭.‬