أنسنة

تقنين وسائل التواصل الاجتماعي...

| رجاء مرهون

كثر‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬عن‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وضرورة‭ ‬“ضبط‭ ‬إيقاعها”‭ ‬ومحتواها‭ ‬وتفاعلاتها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‭ ‬التصريحات‭ ‬عن‭ ‬تعديلات‭ ‬قانونية‭ ‬مرتقبة‭ ‬تمس‭ ‬هذا‭ ‬الفضاء‭ ‬الذي‭ ‬نعيش‭ ‬داخله‭ ‬جميعا‭ ‬وإن‭ ‬اختلفت‭ ‬المواقع‭ ‬والمساحات‭.‬

لغاية‭ ‬اللحظة،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬صدر‭ ‬عن‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬التصريحات،‭ ‬فلم‭ ‬يُقدم‭ ‬إلى‭ ‬المجلس‭ ‬أي‭ ‬مقترح‭ ‬قانوني‭ ‬أو‭ ‬مشروع‭ ‬بقانون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه،‭ ‬وسأتطرق‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬المواقف‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬الوطني‭ ‬النائب‭ ‬محمد‭ ‬السيسي‭ ‬البوعينين‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لإثراء‭ ‬النقاش‭ ‬المجتمعي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭.‬

آخر‭ ‬تصريح‭ ‬صدر‭ ‬عن‭ ‬البوعينين،‭ ‬تحدث‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬طموحه‭ ‬فرض‭ ‬“سلطة‭ ‬محلية‭ ‬على‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬الكبرى‭ ‬المالكة‭ ‬لوسائل‭ ‬التواصل”،‭ ‬وسأنبه‭ ‬الأخ‭ ‬السيسي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬أثاره‭ ‬من‭ ‬أمنيات‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬قابلاً‭ ‬للتحقيق‭ ‬بأي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال،‭ ‬فالصين‭ ‬مثلا،‭ ‬وبما‭ ‬تملكه‭ ‬من‭ ‬وزن‭ ‬سياسي‭ ‬وأمني‭ ‬دولي،‭ ‬وثقل‭ ‬ديموغرافي‭ ‬يقارب‭ ‬المليار‭ ‬ونصف‭ ‬المليار‭ ‬نسمة،‭ ‬لم‭ ‬تفرض‭ ‬شروطها‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الشركات،‭ ‬وأقصى‭ ‬إجراء‭ ‬اتخذته‭ ‬تلخص‭ ‬في‭ ‬حظر‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬عن‭ ‬شعبها،‭ ‬وبصورة‭ ‬أوضح،‭ ‬فإن‭ ‬أشد‭ ‬إجراء‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نتخذه‭ ‬لن‭ ‬يتعدى‭ ‬وضع‭ ‬شروط‭ ‬وقيود‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬استخدامنا‭ ‬لوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬أو‭ ‬حجب‭ ‬بعض‭ ‬الحسابات‭ ‬والمواقع‭. ‬

تصريح‭ ‬آخر‭ ‬لرئيس‭ ‬اللجنة،‭ ‬تطرق‭ ‬فيه‭ ‬لضرورة‭ ‬وضوح‭ ‬هوية‭ ‬صاحب‭ ‬الحساب‭ ‬والمستخدم‭ ‬وحظر‭ ‬الحسابات‭ ‬مجهولة‭ ‬الهوية‭ ‬وهي‭ ‬فكرة‭ ‬جيدة،‭ ‬خصوصا‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بمحتوى‭ ‬إلكتروني‭ ‬يتضمن‭ ‬تحليلا‭ ‬أو‭ ‬إصدارا‭ ‬للمواقف‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬محورية،‭ ‬فمعرفة‭ ‬شخصية‭ ‬صانع‭ ‬المحتوى‭ ‬ضرورة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭.‬

ولا‭ ‬تتسع‭ ‬مساحة‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬للخوض‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬وللحديث‭ ‬بقية،‭ ‬ولحين‭ ‬لقائنا‭ ‬مجددا،‭ ‬سأذكر‭ ‬الإخوة‭ ‬النواب‭ ‬بحق‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬مصداقية‭ ‬المعلومات‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬مصدرها‭ ‬معلوما‭ ‬أم‭ ‬مجهولا‭.‬