فجر جديد

وطن يزهو بالقلوب الخيرة

| إبراهيم النهام

بصبيحة‭ ‬الخميس‭ ‬الماضي،‭ ‬سعدتُ‭ ‬بزيارة‭ ‬دار‭ ‬البحرين‭ ‬لرعاية‭ ‬الوالدين‭ (‬بالمحرق‭ ‬الشماء‭) ‬ولقاء‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارتها‭ ‬الرجل‭ ‬الفاضل‭ ‬أحمد‭ ‬البنا،‭ ‬وجمع‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬الدار‭ ‬من‭ ‬المسنين،‭ ‬والذين‭ ‬أنِسْتُ‭ ‬جدًّا‭ ‬لأن‭ ‬أكون‭ ‬بينهم‭.‬

وفي‭ ‬عقر‭ ‬الدار،‭ ‬وجدت‭ ‬نفسي‭ ‬بعالم‭ ‬رائع،‭ ‬ملون،‭ ‬يختلف‭ ‬عما‭ ‬هو‭ ‬بالخارج،‭ ‬فمعهم‭ ‬وجدت‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬سجيته‭ ‬التامة،‭ ‬بنقاء‭ ‬قلب‭ ‬صاف،‭ ‬واهتمامات‭ -‬تكاد‭ ‬لا‭ ‬تكون‭- ‬لا‭ ‬بإغراءات‭ ‬الدنيا،‭ ‬ولا‭ ‬بمتعها‭ ‬الجاذبة‭.‬

‭ ‬بعد‭ ‬جلوسي‭ ‬بلحظات،‭ ‬تقدم‭ ‬جمع‭ ‬منهم‭ ‬للسلام‭ ‬والترحيب‭ ‬بي،‭ ‬أحدهم‭ ‬قال‭ ‬بكرم‭ ‬خُلق‭: ‬نفرح‭ ‬دائمًا‭ ‬في‭ ‬الوجوه‭ ‬الجديدة‭ ‬حين‭ ‬تكون‭ ‬بيننا،‭ ‬نأنس‭ ‬كثيرًا‭ ‬بالحديث‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬يخدم‭ ‬البحرين،‭ ‬ويحب‭ ‬أهلها،‭ ‬فشكرًا‭ ‬لحضورك‭.‬

‭ ‬بعدها‭ ‬تحدثتُ‭ ‬معهم‭ ‬طويلاً،‭ ‬عن‭ ‬احتياجاتهم،‭ ‬واهتماماتهم،‭ ‬وعما‭ ‬يشغلهم،‭ ‬فكان‭ ‬محور‭ ‬حديثهم‭ ‬العفوي‭ ‬بسقف‭ ‬مطالب‭ ‬لا‭ ‬يُذكر،‭ ‬كحل‭ ‬مشكلة‭ ‬النقص‭ ‬لبعض‭ ‬الأدوية‭ ‬في‭ ‬الصيدليات‭ ‬الحكومية،‭ ‬وبالأخص‭ ‬أدوية‭ ‬السكر‭ ‬والضغط‭ ‬والروماتيزم‭ ‬والعيون‭.‬

‭ ‬تذمروا‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬منسوب‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء،‭ ‬والوقود،‭ ‬ومن‭ ‬الغلاء‭ ‬المعيشي،‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يميّز‭ ‬بشراسته‭ (‬المُسن‭) ‬عن‭ ‬غيره،‭ ‬مطالبين‭ ‬ببطاقة‭ ‬تموين‭ ‬وتخفيض،‭ ‬تساعدهم‭ ‬على‭ ‬الوقوف‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬الحياة‭.‬

‭ ‬هذه‭ ‬المطالب‭ ‬البسيطة‭ ‬جدًّا،‭ ‬تضع‭ ‬الدولة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الأهلية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬والتجارية،‭ ‬أمام‭ ‬مسئولية‭ ‬الاهتمام‭ ‬الوافر‭ ‬لمن‭ ‬خدموا‭ ‬البلد،‭ ‬وربوا‭ ‬الأجيال‭ ‬الخيرة،‭ ‬وصنعوا‭ ‬الوفاء،‭ ‬وأوجدوا‭ ‬المحبة‭ ‬بين‭ ‬الناس‭.‬

لقد‭ ‬وجدتُ‭ ‬في‭ ‬دار‭ ‬البحرين‭ ‬لرعاية‭ ‬الوالدين،‭ ‬تجربة‭ ‬رائعة‭ ‬ومميزة،‭ ‬لن‭ ‬أنساها،‭ ‬فشكرًا‭ ‬من‭ ‬القلب‭ ‬لرئيسها‭ ‬الفخري‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬على‭ ‬جهوده،‭ ‬ومساندته،‭ ‬ومد‭ ‬يده‭ ‬لهم‭ ‬بالخير‭ ‬دائمًا‭.‬

وشكرًا‭ ‬لرئيس‭ ‬الدار‭ ‬أحمد‭ ‬البنا،‭ ‬لإسهاماته‭ ‬الواضحة‭ ‬بوضع‭ ‬الأسس‭ ‬والمفاهيم‭ ‬اللازمة‭ ‬لرعاية‭ ‬الوالدين‭ ‬والمسنين،‭ ‬بقصة‭ ‬نجاح‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬كانت‭ ‬وستظل‭ ‬بلد‭ ‬الخير،‭ ‬وموطنًا‭ ‬عامرًا‭ ‬بالقلوب‭ ‬الطيبة‭ ‬والنقية‭.‬