فجر جديد

مهمه بدأناها... وسننهيها

| إبراهيم النهام

قبل‭ ‬يومين،‭ ‬التقيت‭ ‬بأحد‭ ‬المسؤولين‭ ‬المحترمين‭ ‬جدًا،‭ ‬والذي‭ ‬عانى‭ ‬الأمرين‭ ‬خلال‭ ‬محطات‭ ‬عمله‭ ‬المختلفة،‭ ‬من‭ ‬زملاء‭ ‬المهنة،‭ ‬ومن‭ ‬الحساد،‭ ‬وممن‭ ‬يتربصون‭ ‬لزوال‭ ‬النعمة‭ ‬لغيرهم،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬لي‭ ‬أنه‭ ‬ولذلك‭ ‬كله،‭ ‬ابتعد‭ ‬عن‭ ‬المجتمع،‭ ‬وعن‭ ‬لقاءات‭ ‬الناس،‭ ‬وتقوقع‭ ‬على‭ ‬نفسه،‭ ‬مشتريًا‭ ‬راحة‭ ‬باله‭.‬

أجبته‭ ‬بالحرف،‭ ‬بأن‭ ‬رغد‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬اليوم،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬وظيفي،‭ ‬واستقرار‭ ‬مادي،‭ ‬أسبابه‭ ‬كثيرة،‭ ‬أهمها‭ ‬توفيق‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬ثم‭ ‬إرثه‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬للوطن‭ ‬وللناس،‭ ‬والتي‭ ‬فتحت‭ ‬له‭ ‬أبواب‭ ‬الرزق‭ ‬الموصدة‭ ‬على‭ ‬مصراعيها،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يحتسب‭.‬

قلت‭ ‬له‭ ‬أيضًا،‭ ‬إن‭ ‬خدمة‭ ‬الآخرين‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬ينتظر‭ ‬منها‭ ‬المرء‭ ‬مقابلًا،‭ ‬أو‭ ‬جزاء‭ ‬أو‭ ‬شكورًا،‭ ‬فالأمر‭ ‬يرتبط‭ ‬أساسًا‭ ‬بـ‭ ‬“المبدأ”،‭ ‬والمبدأ‭ ‬لا‭ ‬يجزأ‭ ‬أو‭ ‬يقسم،‭ ‬وهي‭ ‬مقوله‭ ‬رائعة‭ ‬ذكرها‭ ‬لي‭ ‬أحدهم،‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬وغفر‭ ‬له‭.‬

الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الأوطان،‭ ‬وعن‭ ‬حقوق‭ ‬الناس،‭ ‬وعن‭ ‬مطالبهم،‭ ‬والصدح‭ ‬بها،‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يتشرف‭ ‬به،‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬أنعم‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬بهذه‭ ‬المكانة‭ ‬الكبرى،‭ ‬مفضلا‭ ‬إياه‭ ‬عن‭ ‬غيره‭.‬

هذه‭ ‬المهمة‭ ‬العظيمة‭ ‬التي‭ ‬نتشرف‭ ‬بحمل‭ ‬شعلتها‭ ‬على‭ ‬الدوام،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬الصحافية،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مداخلات‭ ‬الفضائيات‭ ‬أوغيرها،‭ ‬ننظر‭ ‬بها‭ ‬للأمام‭ ‬دومًا؛‭ ‬لنكون‭ ‬بذلك‭ ‬سندًا‭ ‬وعونًا‭ ‬لأبناء‭ ‬البلد،‭ ‬ولإخواننا‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمسهم،‭ ‬ويهدد‭ ‬أمنهم‭ ‬واستقرارهم،‭ ‬حتى‭ ‬النهاية‭.‬