فجر جديد

“أشياء غريبة” في سوق المحرق

| إبراهيم النهام

أنا‭ ‬من‭ ‬المعجبين‭ ‬جدًّا‭ ‬بمسلسل‭ ‬“أشياء‭ ‬غريبة”‭ ‬الذي‭ ‬يبث‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬“نت‭ ‬فليكس”‭ ‬بموسمه‭ ‬الثالث‭. ‬المسلسل‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬يوميات‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأطفال،‭ ‬وهم‭ ‬يواجهون‭ ‬ظواهر‭ ‬خارقة‭ ‬وغريبة‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الأرياف‭ ‬الأميركية‭.‬

من‭ ‬عنوان‭ ‬هذا‭ ‬المسلسل،‭ ‬استوحيت‭ ‬عنوان‭ ‬المقال‭ ‬اليوم،‭ ‬بشكل‭ ‬مناقض‭ ‬بالطبع،‭ ‬أشير‭ ‬به‭ ‬لــ‭ ‬“أشياء‭ ‬غريبة”‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬المحرق،‭ ‬أشياء‭ ‬كلها‭ ‬عبث‭ ‬وفوضى‭ ‬وتجاوز‭ ‬لحقوق‭ ‬المواطنين،‭ ‬هي‭ ‬كالتالي‭:‬

‭- ‬الكراسي‭ ‬الموزعة‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬السوق،‭ ‬المخصصة‭ ‬للسواح‭ ‬والزوار،‭ ‬مستحوذة‭ ‬دومًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العمالة‭ ‬الآسيوية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يجلس‭ ‬رواد‭ ‬السوق‭ ‬أولهم‭ ‬العوائل‭ ‬الخليجية،‭ ‬على‭ ‬“عتبات”‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬للراحة‭.‬

‭- ‬غياب‭ ‬دورات‭ ‬المياه‭ ‬العامة‭ ‬يسبب‭ ‬بظهور‭ ‬سلوكيات‭ ‬خاطئة،‭ ‬كالتبول‭ ‬في‭ ‬الأزقة‭ ‬وخلف‭ ‬السيارات،‭ ‬خصوصًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأطفال،‭ ‬ومرضى‭ ‬السكر،‭ ‬والآسيويين‭.‬

‭- ‬احتكار‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشاحنات،‭ ‬وسيارات‭ ‬النصف‭ ‬نقل،‭ ‬للمواقف‭ ‬العامة،‭ ‬منها‭ ‬البراحة‭ ‬الواسعة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬حالة‭ ‬بو‭ ‬ماهر‭ ‬الصحي،‭ ‬وساحات‭ ‬المواقف‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬محل‭ ‬حلوى‭ ‬حسين‭ ‬شويطر‭.‬

وأشير‭ ‬هنا،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الشاحنات‭ ‬دون‭ ‬الثلاثة‭ ‬أطنان،‭ ‬كـ‭ ‬“السكويل”،‭ ‬و‭ ‬“البياكب”‭ ‬و‭ ‬“الباصات‭ ‬الصغيرة”،‭ ‬والشاحنات‭ ‬المتوسطة‭ ‬الحجم،‭ ‬لا‭ ‬تصنف‭ ‬مروريًّا‭ ‬كشاحنات،‭ ‬وعليه‭ ‬لا‭ ‬تنطبق‭ ‬عليها‭ ‬شروط‭ ‬المنع‭ ‬في‭ ‬الوقوف‭ ‬بالفرجان‭ ‬والمواقف‭ ‬العامة‭ ‬وغيرها،‭ ‬وهي‭ ‬بذاتها‭ ‬طامة‭ ‬أخرى،‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬بحاجة‭ ‬لتعديل‭ ‬عاجل‭.‬

‭- ‬الركن‭ ‬الخاطئ‭ ‬للسيارات‭ ‬في‭ ‬جوانب‭ ‬الشارع‭ ‬الرئيس‭ ‬للسوق،‭ ‬وهي‭ ‬ظاهرة‭ ‬تجسّد‭ ‬الأنانية‭ ‬وتسبب‭ ‬المشاجرات‭ ‬بين‭ ‬السائقين،‭ ‬وتدفع‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬منهم‭ - ‬قسرًا‭- ‬لتغيير‭ ‬مساره‭ ‬لمسارات‭ ‬أخرى‭.‬

‭- ‬سيطرة‭ ‬الآسيويين‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬المواقف‭ ‬العامة،‭ ‬وأخذهم‭ ‬الأموال‭ ‬من‭ ‬السائقين‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬بعض‭ ‬التوجيهات‭ ‬البسيطة‭ ‬وغير‭ ‬الضرورية‭ ‬أثناء‭ ‬ركن‭ ‬السيارة‭.‬

وعودة‭ ‬إلى‭ ‬المسلسل‭ ‬الأميركي‭ ‬“أشياء‭ ‬غريبة”،‭ ‬فلقد‭ ‬كانت‭ ‬نهايته‭ ‬بالمواسم‭ ‬الثلاثة‭ ‬مرضية‭ ‬وسعيدة‭ ‬للجميع،‭ ‬ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬“الأشياء‭ ‬الغريبة”‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬بسوق‭ ‬المحرق؟‭ ‬وكيف‭ ‬ستنتهي؟