جهاز مكافحة التسول

| نجاة المضحكي

نرى‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬شوارع‭ ‬المملكة‭ ‬ومناطقها‭ ‬بعض‭ ‬الوافدين‭ ‬الذين‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬يصلوا‭ ‬البحرين‭ ‬إلا‭ ‬واعتمدوا‭ ‬على‭ ‬التسول‭ ‬لكسب‭ ‬العيش،‭ ‬وذلك‭ ‬بمجرد‭ ‬حصولهم‭ ‬على‭ ‬الإقامة‭ ‬أيا‭ ‬كان‭ ‬نوعها،‭ ‬وذلك‭ ‬عندما‭ ‬غابت‭ ‬الرقابة‭ ‬وفتح‭ ‬المجال‭ ‬وهيئت‭ ‬لهم‭ ‬السبل،‭ ‬وذلك‭ ‬مراعاة‭ ‬لتقارير‭ ‬تقدم‭ ‬سنوياً‭ ‬إلى‭ ‬منظمات‭ ‬العمل‭ ‬عن‭ ‬رعاية‭ ‬الأجانب‭ ‬العاملين‭ ‬والعاطلين،‭ ‬ولا‭ ‬نستبعد‭ ‬غداً‭ ‬أن‭ ‬تخصص‭ ‬رواتب‭ ‬للعمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬العاطلة‭ ‬عن‭ ‬العمل‭.‬

هناك‭ ‬دول‭ ‬قامت‭ ‬باستبعاد‭ ‬المتسولين‭ ‬كدولة‭ ‬الكويت‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬باستبعاد‭ ‬320‭ ‬وافدا‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬والآسيويين،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬أخذ‭ ‬بصمتهم‭ ‬في‭ ‬المطار‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬العودة،‭ ‬ومن‭ ‬ضمن‭ ‬جهودها‭ ‬أيضاً‭ ‬قامت‭ ‬البلدية‭ ‬بتشكيل‭ ‬فريق‭ ‬طوارئ‭ ‬بحملات‭ ‬لضبط‭ ‬المتسولين‭ ‬من‭ ‬عمال‭ ‬النظافة‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الكويت،‭ ‬وكذلك‭ ‬السعودية،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬بالقبض‭ ‬على‭ ‬25‭ ‬ألف‭ ‬متسول‭ ‬في‭ ‬2019،‭ ‬وذلك‭ ‬تحت‭ ‬استراتيجية‭ ‬مكافحة‭ ‬التسول‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬التسول‭ ‬التابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭.‬

ظاهرة‭ ‬التسول‭ ‬خطيرة،‭ ‬تسبب‭ ‬انتشار‭ ‬الرذيلة‭ ‬والمخدرات،‭ ‬وخطيرة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬المجتمع‭ ‬وتهدد‭ ‬الأطفال‭ ‬وسلامة‭ ‬المناطق‭ ‬السكنية،‭ ‬ويشكل‭ ‬المتسولون‭ ‬عبئا‭ ‬على‭ ‬اقتصاد‭ ‬الدولة،‭ ‬عمالة‭ ‬وافدة‭ ‬يتم‭ ‬استقدامها‭ ‬لممارسة‭ ‬التسول‭ ‬الذي‭ ‬يدر‭ ‬مبالغ‭ ‬هائلة‭ ‬تفوق‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬شهرياً‭.‬

التسول‭ ‬مهنة‭ ‬تمارسها‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬وعمال‭ ‬النظافة‭ ‬ووافدون‭ ‬من‭ ‬جنسيات‭ ‬عربية،‭ ‬نعم‭ ‬هناك‭ ‬نساء‭ ‬يجوبون‭ ‬الأسواق‭ ‬ويعترضون‭ ‬طريق‭ ‬المواطنين‭ ‬ويجبرونهم‭ ‬على‭ ‬الدفع‭ ‬وإلا‭ ‬لاحقوهم‭ ‬بشكل‭ ‬مخيف،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬تعرض‭ ‬للملاحقة‭ ‬من‭ ‬متسولة‭ ‬شابة‭ ‬عربية‭. ‬

ومن‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬البحرين‭ ‬أهدافها‭ ‬التنموية‭ ‬العمرانية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والسياحية،‭ ‬نتمنى‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬ظاهرة‭ ‬التسول‭ ‬بالقبض‭ ‬والاستبعاد‭ ‬الفوري‭ ‬و”التبصيم”،‭ ‬فالفيزا‭ ‬المرنة‭ ‬لن‭ ‬تحل‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة،‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬طريق‭ ‬أمان‭ ‬للمتسول‭ ‬بأن‭ ‬تكفله‭ ‬الدولة‭ ‬مباشرة،‭ ‬فهو‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يشتري‭ ‬التأشيرة،‭ ‬وأن‭ ‬يدفع‭ ‬30‭ ‬دينارا‭ ‬شهرياً،‭ ‬كما‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬نفاجأ‭ ‬بتخصيص‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬للمتسولين‭ ‬الوافدين‭ ‬كدعم‭ ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬الطين‭ ‬بلة،‭ ‬ويكون‭ ‬بابا‭ ‬لزيادة‭ ‬العمالة‭ ‬المتسولة‭ ‬الوافدة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬جهاز‭ ‬لمكافحة‭ ‬التسول،‭ ‬والذي‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬يلحق‭ ‬بمؤسسة‭ ‬قوية‭ ‬مثل‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬التسول‭ ‬جريمة‭ ‬بحق‭ ‬البحرين‭ ‬دولة‭ ‬وشعباً‭.‬

 

“ظاهرة‭ ‬التسول‭ ‬خطيرة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬المجتمع‭ ‬وتهدد‭ ‬الأطفال‭ ‬وسلامة‭ ‬المناطق‭ ‬السكنية”‭.‬