شبكات التواصل الاجتماعي

| عبدعلي الغسرة

تزامنا‭ ‬مع‭ ‬احتفالات‭ ‬العالم‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للتواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬نظمت‭ ‬المحافظة‭ ‬الجنوبية‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬سعادة‭ ‬المحافظ‭ (‬مُلتقى‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭)‬،‭ ‬ويأتي‭ ‬انعقاده‭ ‬لأهمية‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بين‭ ‬البشر،‭ ‬وبفضل‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬أصبحت‭ ‬اللقاءات‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬ميسورة‭ ‬سواء‭ ‬كانوا‭ ‬بعيدين‭ ‬أو‭ ‬قريبين‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬يشاءون‭.‬

إن‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تقنية‭ ‬ذات‭ ‬فوائد‭ ‬إيجابية‭ ‬جمة‭ ‬إذا‭ ‬أحسن‭ ‬استخدامها،‭ ‬وعلى‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬يستخدمها‭ ‬استخدامًا‭ ‬عقلانيًا‭ ‬ليُحقق‭ ‬التواصل‭ ‬الهادف‭ ‬مع‭ ‬الأفراد‭ ‬والمنظمات‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬الشبكة‭ ‬ضرورية‭ ‬لأكثرية‭ ‬الناس‭ ‬وفعلا‭ ‬يوميا‭ ‬دائما‭ ‬لهم،‭ ‬ولاستخدام‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أثره‭ ‬على‭ ‬الأفراد‭ ‬وعلى‭ ‬جميع‭ ‬الفعاليات‭ ‬التجارية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬والسياسية،‭ ‬كما‭ ‬يمتد‭ ‬تأثيره‭ ‬إلى‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للبلاد‭ ‬والأمن‭ ‬الأسري‭ ‬في‭ ‬البيوت،‭ ‬واستخدامنا‭ ‬الأفضل‭ ‬لهذه‭ ‬التقنية‭ ‬يجعلنا‭ ‬متواصلين‭ ‬جيدين‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭.‬

يَسعد‭ ‬الكثيرون‭ ‬بالتعامل‭ ‬مع‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ولا‭ ‬يسعدنا‭ ‬أبدًا‭ ‬أن‭ ‬يستخدم‭ ‬البعض‭ ‬هذه‭ ‬الشبكات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التخريب‭ ‬والتشويه،‭ ‬والفتنة‭ ‬والتفرقة،‭ ‬والغش‭ ‬والخداع،‭ ‬وتسريب‭ ‬الشائعات،‭ ‬فهي‭ ‬وُجدت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مصدرًا‭ ‬للمعلومات‭ ‬وتمتينًا‭ ‬للعلاقات،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬سندًا‭ ‬لنا‭ ‬ولأمننا‭ ‬الوطني،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬خطرًا‭ ‬علينا‭ ‬وعلى‭ ‬بلادنا،‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬معولًا‭ ‬لهدم‭ ‬مكتسبات‭ ‬الوطن‭ ‬ومنجزاته،‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬تستخدم‭ ‬في‭ ‬العبث‭ ‬بحياة‭ ‬الآخرين،‭ ‬فهذا‭ ‬يُمثل‭ ‬اعتداءًا‭ ‬على‭ ‬خصوصياتهم‭ ‬وعدم‭ ‬احترام‭ ‬حقوقهم‭ ‬الإنسانية‭.‬

وعندما‭ ‬نطلع‭ ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نتعرف‭ ‬على‭ ‬أصحابها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬كتابته‭ ‬وتناوله،‭ ‬وترتسم‭ ‬لدينا‭ ‬معالم‭ ‬ما‭ ‬يسعى‭ ‬إليه‭ ‬أصحابها‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬خيرًا‭ ‬أو‭ ‬شرًا،‭ ‬فصاحب‭ ‬الشبكة‭ ‬مسؤول‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬يكتبه‭ ‬فيها،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الخطاب‭ ‬في‭ ‬الشبكة‭ ‬شديد‭ ‬العفّة‭ ‬والترفع‭ ‬عن‭ ‬عبارات‭ ‬الذم‭ ‬والتجريح،‭ ‬فعلى‭ ‬المُتعقل‭ ‬أن‭ ‬يختار‭ ‬الشبكة‭ ‬الواعية‭ ‬الهادفة‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الشبكة‭ ‬السيئة‭ ‬التي‭ ‬تهدم‭ ‬ولا‭ ‬تبني،‭ ‬وتفرق‭ ‬وتضعف‭ ‬من‭ ‬تماسك‭ ‬المجتمع،‭ ‬والفرق‭ ‬بين‭ ‬الشبكتين‭ ‬هو‭ ‬الحقيقة،‭ ‬فلكل‭ ‬شبكة‭ ‬هوية‭ ‬وهدف،‭ ‬فكن‭ ‬دائمًا‭ ‬مع‭ ‬الهوية‭ ‬النقية‭ ‬والهدف‭ ‬النبيل‭.‬