سوالف

منطق العصر وتطور الأحداث

| أسامة الماجد

أشعر‭ ‬أحيانا‭ ‬أن‭ ‬الإعلام‭ ‬العربي‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التفاهم‭ ‬والتضامن‭ ‬والتقارب‭ ‬والتكامل،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬الأعمدة‭ ‬والمرتكزات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬وفقها‭ ‬التفاهم‭ ‬والتقارب‭ ‬رسم‭ ‬استراتيجية‭ ‬عامة‭ ‬لمواجهة‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬الإرهابي‭ ‬وذلك‭ ‬لتقديم‭ ‬صورتنا‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬“كفريق‭ ‬واحد”،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬العربية‭ ‬الواحدة‭ ‬والعامة‭ ‬توجد‭ ‬استراتيجيات‭ ‬وتكتيكات‭ ‬مرحلية‭ ‬تنبثق‭ ‬منها‭ ‬الوسائل‭ ‬والأهداف‭.‬

إن‭ ‬التفاهم‭ ‬والتضامن‭ ‬المنشود‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬العلم‭ ‬والدراسة‭ ‬العلمية‭ ‬لكل‭ ‬موضوع‭ ‬إعلامي‭ ‬سواء‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬دراسة‭ ‬المجتمع‭ ‬الإيراني‭ ‬وفئاته‭ ‬وطوائفه،‭ ‬أو‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الإيرانيين‭ ‬المعارضين‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وغيرهم،‭ ‬أو‭ ‬نوع‭ ‬الإعلام‭ ‬الموجه‭ ‬إلى‭ ‬العالم،‭ ‬إننا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تقسيم‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬إعلامية‭ ‬لكل‭ ‬منطقة‭ ‬خصائصها‭ ‬وطبيعتها‭ ‬والأسلوب‭ ‬الإعلامي‭ ‬الذي‭ ‬يوجه،‭ ‬بل‭ ‬لغة‭ ‬الإعلام‭ ‬المستخدمة‭. ‬

هذه‭ ‬اللغة‭ ‬التي‭ ‬تختلف‭ ‬حين‭ ‬نتوجه‭ ‬بإعلامنا‭ ‬إلى‭ ‬أنفسنا‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬اللغة‭ ‬التي‭ ‬توجه‭ ‬إلى‭ ‬الإيرانيين‭ ‬المعارضين‭ ‬لنظام‭ ‬الملالي‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬فالمفروض‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الحاسمة‭ ‬أن‭ ‬استراتيجية‭ ‬الإعلام‭ ‬العربي‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬حبيسة‭ ‬الأسلوب‭ ‬الدفاعي‭ ‬بل‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬من‭ ‬الدفاع‭ ‬إلى‭ ‬الهجوم‭ ‬الإعلامي‭ ‬تماما‭ ‬مثلما‭ ‬يفعل‭ ‬الإعلام‭ ‬الإيراني‭ ‬الحاقد‭ ‬علينا،‭ ‬فقد‭ ‬جند‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬وخلق‭ ‬مئات‭ ‬القنوات‭ ‬الفضائية‭ ‬للهجوم‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ويكذب‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬وعلى‭ ‬مواطنيه‭ ‬أيضا‭ ‬وعلى‭ ‬نفسه،‭ ‬وهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬معارضي‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬فلماذا‭ ‬نهملهم؟‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬نصل‭ ‬إليهم‭ ‬بلغتنا‭ ‬ولغتهم‭.‬

استراتيجية‭ ‬العمل‭ ‬الإعلامي‭ ‬العربي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬في‭ ‬حسابها‭ ‬الأدوات‭ ‬الإعلامية‭ ‬واختلاف‭ ‬كل‭ ‬أداة‭ ‬عن‭ ‬الأخرى،‭ ‬هذه‭ ‬الأدوات‭ ‬التي‭ ‬تبدأ‭ ‬بالنشرة‭ ‬الصغيرة‭ ‬إلى‭ ‬المسرحية‭ ‬والفيلم‭. ‬لقد‭ ‬قيل‭ ‬إن‭ ‬وظيفة‭ ‬الإعلام‭ ‬الصفوي‭ ‬–‭ ‬إعلام‭ ‬ملالي‭ ‬طهران‭ - ‬لا‭ ‬تقع‭ ‬ضمن‭ ‬إدارة‭ ‬متخصصة،‭ ‬فكل‭ ‬صفوي‭ ‬وعميل‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬هو‭ ‬بمثابة‭ ‬وزارة‭ ‬إعلام‭ ‬متحركة،‭ ‬ورأينا‭ ‬ماذا‭ ‬فعل‭ ‬عملاؤهم‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬2011‭ ‬فقد‭ ‬لفوا‭ ‬العالم‭ ‬بالطول‭ ‬والعرض‭ ‬ودخولوا‭ ‬في‭ ‬تشققات‭ ‬الصخور‭ ‬حاملين‭ ‬ملفات‭ ‬الكذب‭ ‬والفبركات‭ ‬وخزعبلات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وغيرها‭. ‬

العرب‭ ‬يخوضون‭ ‬معركة‭ ‬واحدة‭ ‬ضد‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬ويفترض‭ ‬أن‭ ‬يعرفوا‭ ‬منطق‭ ‬الحرب‭ ‬والعصر‭ ‬وتطور‭ ‬الأحداث‭.‬