السماح بالاستثمار الأجنبي في النفط والغاز

| د. عبدالقادر ورسمه

تفضل‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬بإصدار‭ ‬المرسوم‭ ‬الملكي‭ ‬بتعديل‭ ‬القانون‭ ‬للسماح‭ ‬للشركات‭ ‬الأجنبية‭ ‬بالكامل‭ ‬بتملك‭ ‬نسبة‭ ‬100‭ % ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬استخراج‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬داخل‭ ‬حدود‭ ‬البحرين،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الشركة‭ ‬الرئيسة‭ ‬الأجنبية‭ ‬وقعت‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬النهائية‭ ‬لتوقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬استكشاف‭ ‬واستخراج‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬بالبحرين‭. ‬

المرسوم‭ ‬السامي‭ ‬له‭ ‬إيجابيات‭ ‬كثيرة‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬وعلى‭ ‬نشاط‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬اقتصادية‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬تغذية‭ ‬الخزينة‭ ‬ورفدها‭ ‬بالأموال‭ ‬الوفيرة‭ ‬من‭ ‬الذهب‭ ‬الأسود‭ ‬الذي‭ ‬يحتاجه‭ ‬الجميع‭. ‬فعلى‭ ‬الشركات‭ ‬الأجنبية‭ ‬الراغبة‭ ‬في‭ ‬الولوج‭ ‬بالنشاط‭ ‬المعني‭ ‬تغطية‭ ‬التكاليف‭ ‬المالية‭ ‬“بالتمام‭ ‬والكمال”‭ ‬ولا‭ ‬تتحمل‭ ‬الخزينة‭ ‬العامة‭ ‬أي‭ ‬تكاليف‭ ‬أو‭ ‬التزامات‭. ‬وإضافة‭ ‬للميزة‭ ‬المشار‭ ‬لها،‭ ‬فإن‭ ‬المرسوم‭ ‬السامي‭ ‬يشجع‭ ‬ويفتح‭ ‬شهية‭ ‬الشركات‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬الاكتشافات‭ ‬النفطية‭ ‬الكبيرة‭ ‬الأخيرة‭  ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬الأراضي‭ ‬والمياه‭ ‬البحرينية‭. ‬فهناك‭ ‬حاجة‭ ‬للاجتهاد‭ ‬في‭ ‬الاستكشاف‭ ‬والبحث،‭ ‬والأمر‭ ‬بالطبع‭ ‬يحتاج‭ ‬الأموال‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬المتطورة‭ ‬والكفاءات‭ ‬والخبرات‭ ‬المتراكمة‭ ‬في‭ ‬النفط‭ ‬الصخري،‭ ‬والشركات‭ ‬الأجنبية‭ ‬لديها‭ ‬المطلوب‭ ‬وأكثر،‭ ‬واللجوء‭ ‬إليها‭ ‬وتشجيعها‭ ‬للاستثمار‭ ‬يمثل‭ ‬نظرة‭ ‬ثاقبة‭ ‬لها‭ ‬مدلول‭ ‬إستراتيجي‭ ‬عميق‭ ‬يعود‭ ‬بفوائد‭ ‬جمة‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬وأهلها‭. ‬

إن‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬سيأتي‭ ‬متوشحا‭ ‬بالتكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬المتطورة‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأصقاع‭ ‬والأعماق‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬حجمها‭ ‬المالي‭ ‬الضخم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ستستفيد‭ ‬المملكة‭ ‬وشركاتها‭ ‬والعاملين‭ ‬من‭ ‬نقل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والإلمام‭ ‬بها‭ ‬وتطبيقها‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الزمن‭. ‬إضافة‭ ‬لنقل‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬فان‭ ‬الشركات‭ ‬ستفتح‭ ‬أبوابا‭ ‬جديدة‭ ‬للرزق‭ ‬وفرص‭ ‬العمل‭ ‬للشباب‭ ‬البحريني‭ ‬وللشركات‭ ‬البحرينية‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المحلي‭ ‬والخدمات‭ ‬وتنمية‭ ‬المجتمع‭.‬

من‭ ‬دون‭ ‬شك،‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬والخبرات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭. ‬وفتح‭ ‬المجال‭ ‬للجميع‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الأموال‭ ‬والقوة‭ ‬والأمانة‭ ‬للحضور‭ ‬للمشاركة‭ ‬والعمل‭ ‬يدا‭ ‬بيد،‭ ‬يعتبر‭ ‬هدفا‭ ‬“ساميا”‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الصحيح‭.‬