ستة على ستة

تنظيم داعش لم يهزم!

| عطا السيد الشعراوي

رغم‭ ‬أننا‭ ‬كنا‭ ‬قد‭ ‬هيأنا‭ ‬أنفسنا‭ ‬لنسيان‭ ‬هذا‭ ‬التنظيم‭ ‬الإرهابي‭ ‬الذي‭ ‬شغل‭ ‬الساحة‭ ‬العربية‭ ‬والدولية‭ ‬لسنوات‭ ‬عديدة‭ ‬بإجرامه‭ ‬وإرهابه‭ ‬غير‭ ‬المسبوق،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أعلن‭ ‬العراق‭ ‬الانتصار‭ ‬عليه‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬افتخر‭ ‬وتباهى‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬ترامب‭ ‬بأن‭ ‬التنظيم‭ ‬هزم‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬وبات‭ ‬محشورًا‭ ‬في‭ ‬مساحة‭ ‬ضيقة‭ ‬لا‭ ‬تذكر‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬الأمر‭ ‬بحاجة‭ ‬لقوات‭ ‬أميركية‭ ‬كثيفة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬معهد‭ ‬دراسات‭ ‬الحرب‭ ‬الأميركي‭ ‬وجه‭ ‬صدمة‭ ‬كبيرة‭ ‬لهذا‭ ‬الاعتقاد‭ ‬وهذا‭ ‬الارتياح‭ ‬بما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الحرب‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب‭ ‬عموما‭ ‬وضد‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬إذ‭ ‬كشف‭ ‬الخبراء‭ ‬بهذا‭ ‬المعهد‭ ‬المتخصص‭ ‬أن‭ ‬التنظيم‭ ‬لم‭ ‬يهزم‭ ‬بعد،‭ ‬بل‭ ‬زادوا‭ ‬من‭ ‬صدمتنا‭ ‬ودهشتنا‭ ‬بالتحذير‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬داعش‭ ‬يستعد‭ ‬للعودة‭ ‬مجددا‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬أشد‭ ‬خطورة‭.‬

الخبراء‭ ‬يستندون‭ ‬لامتلاك‭ ‬التنظيم‭ ‬نحو‭ ‬30‭ ‬ألف‭ ‬مسلح‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا،‭ ‬وهو‭ ‬عدد‭ ‬يقولون‭ ‬إنه‭ ‬كاف‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬الفلوجة‭ ‬والموصل‭ ‬ومدن‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬معظم‭ ‬شرق‭ ‬سوريا،‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬فقط‭.‬

إضافة‭ ‬إلى‭ ‬العدد‭ ‬والقوة‭ ‬البشرية،‭ ‬يحتفظ‭ ‬داعش‭ ‬وفقًا‭ ‬لمعهد‭ ‬دراسات‭ ‬الحرب‭ ‬الأميركي‭ ‬بشبكة‭ ‬تمويل‭ ‬عالمية‭ ‬تساعده‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬القوية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬ووسائل‭ ‬إعلامية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬ينذر‭ ‬بعمليات‭ ‬إرهابية‭ ‬تجتاح‭ ‬العالم‭ ‬كله‭. ‬

ورغم‭ ‬غرابة‭ ‬استنتاجات‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬نلمسه‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬للتنظيم،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تنسجم‭ ‬مع‭ ‬تحذيرات‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الاتجاه،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬وكالة‭ ‬يوروبول‭ ‬التي‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬داعش‭ ‬مازال‭ ‬يمتلك‭ ‬قاعدة‭ ‬قوية‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬رغم‭ ‬الخسائر‭ ‬التي‭ ‬يتكبدها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مجلة‭ ‬“التايم”‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬اعتبرت‭ ‬حادث‭ ‬مقتل‭ ‬أربعة‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬منبج‭ ‬السورية‭ ‬دليلا‭ ‬قويا‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬هزيمة‭ ‬داعش،‭ ‬الذي‭ ‬مازال‭ ‬يمتلك‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬20‭ ‬و30‭ ‬ألفا‭ ‬يتركزون‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يسيطر‭ ‬عليها‭ ‬التنظيم‭ ‬بالكامل‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق،‭ ‬ناصحة‭ ‬بمواصلة‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬التنظيم‭ ‬والتحول‭ ‬من‭ ‬التكتيكات‭ ‬التقليدية‭ ‬إلى‭ ‬أساليب‭ ‬حرب‭ ‬العصابات‭.‬