سياحة بينية... الإيجابيات والدوافع

| زهير توفيقي

تعد‭ ‬السياحة‭ ‬البينية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬المصادر‭ ‬المهمة‭ ‬لتنويع‭ ‬الدخل‭ ‬وتحقيق‭ ‬الازدهار‭ ‬للقطاع‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬خصوصا‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬تنضوي‭ ‬تحت‭ ‬لواء‭ ‬اتحاد‭ ‬معين‭ ‬أو‭ ‬مجلس‭ ‬ما،‭ ‬مثل‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬جداً‭ ‬أن‭ ‬يزدهر‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬السياحة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬جداً‭ ‬تطبيق‭ ‬مقومات‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬السياحة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منح‭ ‬أسعار‭ ‬تشجيعية‭ ‬لكل‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬تذاكر‭ ‬سفر‭ ‬وفنادق‭ ‬وتأجير‭ ‬سيارات‭ ‬ومطاعم‭ ‬وغيرها‭.‬

باختصار‭ ‬إن‭ ‬منح‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الامتيازات‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬مضطردة‭ ‬في‭ ‬تنقل‭ ‬المواطنين‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬اليوم‭ ‬تمتلك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المقومات‭ ‬السياحية‭ ‬الناجحة‭ ‬والمشجعة،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تكرار‭ ‬طرح‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناسبات،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ومع‭ ‬الأسف‭ ‬الشديد،‭ ‬لا‭ ‬حياة‭ ‬لما‭ ‬تنادي،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس،‭ ‬نجد‭ ‬الأمور‭ ‬تزداد‭ ‬صعوبة‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬محزن‭ ‬للغاية‭.‬

إذا‭ ‬نظرنا‭ ‬مثلاً‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬واحد‭ ‬مثل‭ ‬أسعار‭ ‬التذاكر،‭ ‬سنجد‭ ‬ارتفاعاً‭ ‬جنونياً‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬التذاكر‭ ‬بينما‭ ‬نجد‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬التذاكر‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أرخص‭ ‬بكثير‭! ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬أسعار‭ ‬الوقود‭ ‬عندنا‭ ‬أرخص‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬فلماذا‭ ‬المغالاة‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬التذاكر‭! ‬إن‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬تُعتبر‭ ‬دولة‭ ‬واحدة،‭ ‬وما‭ ‬يريده‭ ‬المواطنون‭ ‬هو‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التسهيلات‭ ‬والامتيازات‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة،‭ ‬إنهم‭ ‬يريدون‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬موحد‭ ‬وعملة‭ ‬موحدة،‭ ‬ولم‭ ‬لا،‭ ‬فمن‭ ‬حق‭ ‬الشعوب‭ ‬أن‭ ‬تنعم‭ ‬بخيرات‭ ‬أوطانها،‭ ‬وتلك‭ ‬مجرد‭ ‬طلبات‭ ‬بسيطة‭ ‬للغاية‭.‬

نسافر‭ ‬وننفق‭ ‬الميزانيات‭ ‬الكبيرة،‭ ‬وأوطاننا‭ ‬أحق‭ ‬من‭ ‬سواها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العوائل‭ ‬الخليجية‭ ‬التي‭ ‬تتمنى‭ ‬أن‭ ‬تُسافر‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬عواصم‭ ‬عربيّة‭ ‬وبالمقابل‭ ‬هناك‭ ‬عوائل‭ ‬عربية‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬الخليج‭ ‬حيث‭ ‬الطقس‭ ‬في‭ ‬دولنا‭ ‬الخليجية‭ ‬تحديداً‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬رائع‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬وحتى‭ ‬مايو‭.‬

إن‭ ‬الفوائد‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬على‭ ‬بلداننا‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬السياحة‭ ‬البينية‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تحريك‭ ‬اقتصاداتنا،‭ ‬خصوصا‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬نستقبل‭ ‬أعداداً‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬العوائل‭ ‬والأفراد‭ ‬من‭ ‬شقيقتنا‭ ‬السعودية،‭ ‬وللحق،‭ ‬فإنه‭ ‬لولا‭ ‬وجود‭ ‬هؤلاء‭ ‬الإخوة‭ ‬كسيّاح‭ ‬دائمين‭ ‬لدينا‭ ‬فلن‭ ‬يكون‭ ‬وضعنا‭ ‬الاقتصادي‭ ‬مريحاً‭ ‬جداً‭ ‬خصوصا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬البحرينيين‭ ‬الذين‭ ‬يعتمدون‭ ‬اعتماداً‭ ‬كبيراً‭ ‬على‭ ‬السيّاح‭ ‬وقوتهم‭ ‬الشرائيّة،‭ ‬فالعمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لا‭ ‬يُمكن‭ ‬التعويل‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬فهي‭ ‬لا‭ ‬تنفق‭ ‬شيئا‭ ‬وهمها‭ ‬الأول‭ ‬تحويل‭ ‬جميع‭ ‬مدخراتها‭ ‬إلى‭ ‬بلادها‭.‬

إذا‭ ‬وباختصار‭ ‬شديد،‭ ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬النظر‭ ‬فيما‭ ‬يُمكن‭ ‬اتخاذه‭ ‬من‭ ‬خطوات‭ ‬لتشجيع‭ ‬السياحة‭ ‬البينية‭ ‬بين‭ ‬دولنا‭ ‬العربيّة‭ ‬الخليجية‭.‬