دفاع مشبوه لا ينطلي على أحد

| فلاح هادي الجنابي

كعادتها‭ ‬دائما،‭ ‬أجادت‭ ‬رئيسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬المنتخبة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬مريم‭ ‬رجوي‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬الدور‭ ‬المشبوه‭ ‬والخبيث‭ ‬لنظام‭ ‬الملالي‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة‭ ‬وكيف‭ ‬أنه‭ ‬يشكل‭ ‬مصدر‭ ‬تهديد‭ ‬للعالم‭ ‬كله‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬كلمتها‭ ‬التي‭ ‬ألقتها‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬أشرف‭ ‬3‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬حزيران‭ ‬المنصرم‭.‬

الوصف‭ ‬الثوري‭ ‬الرائع‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬السيدة‭ ‬رجوي‭ ‬لإيران‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬كلمتها‭ ‬التي‭ ‬قالت‭ ‬فيها‭ ‬“إن‭ ‬بلدنا‭ ‬إيران،‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬بحكومة‭ ‬عائدة‭ ‬إلى‭ ‬العصور‭ ‬الوسطى‭ ‬والآيلة‭ ‬للزوال،‭ ‬بل‭ ‬يعرف‭ ‬بشعب‭ ‬ومنتفضين‭ ‬يريدون‭ ‬تحقيق‭ ‬الحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والمساواة‭. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬مكانة‭ ‬أشرف‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬إيران؛‭ ‬إيران‭ ‬منتفضة،‭ ‬ومهد‭ ‬الانتفاضة‭ ‬والثورة،‭ ‬وأرض‭ ‬معاقل‭ ‬الانتفاضة‭ ‬والمدن‭ ‬الثائرة”،‭ ‬نعم‭ ‬فقد‭ ‬انتهى‭ ‬وصف‭ ‬إيران‭ ‬مقترنة‭ ‬بعصابة‭ ‬الملالي‭ ‬المجرمين‭ ‬وتمكن‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬ومنظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬والمقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬النضال‭ ‬المثابر‭ ‬والمستمر‭ ‬ضد‭ ‬تلك‭ ‬العصابة،‭ ‬من‭ ‬جعل‭ ‬العالم‭ ‬يتعرف‭ ‬على‭ ‬جانب‭ ‬أكثر‭ ‬إشراقا‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬الجانب‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬الحقيقة‭ ‬والواقع‭ ‬والمستقبل‭. ‬

السيدة‭ ‬رجوي‭ ‬وهي‭ ‬إذ‭ ‬تسخر‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬كلمتها‭ ‬مما‭ ‬قاله‭ ‬الملا‭ ‬روحاني‭ ‬وقوله‭ ‬متملقا‭ ‬بأنه‭ ‬يقبل‭ ‬أيدي‭ ‬العسكريين‭ ‬و”الحرسيين‭ ‬الباسداران”‭ ‬المعنيين‭ ‬بسبب‭ ‬استهداف‭ ‬العدو،‭ ‬إذ‭ ‬إنها‭ ‬ترفض‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬هذا‭ ‬الملا‭ ‬المنافق‭ ‬والمتملق‭ ‬لأن‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬“بتجربة‭ ‬اكتسبها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬40‭ ‬عاما،‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬العدو‭ ‬ليس‭ ‬بعيدا‭ ‬عنهم‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬المحيطات،‭ ‬بل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الملالي‭ ‬الحاكمون‭ ‬الذين‭ ‬يقفون‭ ‬بوجه‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني”‭ ‬ولا‭ ‬ريب‭ ‬أن‭ ‬السيدة‭ ‬رجوي‭ ‬تسعى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كلمتها‭ ‬لتذكير‭ ‬العالم‭ ‬بأن‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬خاطب‭ ‬النظام‭ ‬أثناء‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الأخيرة‭ ‬وخلال‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬المتداعية‭ ‬عنها‭ ‬والمستمرة‭: ‬“عدونا‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬أميركا‭... ‬عدونا‭ ‬هنا‭ ‬أمامنا”‭.‬

وتصدت‭ ‬السيدة‭ ‬رجوي‭ ‬بحذاقة‭ ‬وذكاء‭ ‬للمساعي‭ ‬المشبوهة‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬إظهار‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬بدور‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬والبريء‭ ‬وكأنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬دور‭ ‬بكل‭ ‬تلك‭ ‬الحروب‭ ‬والفتن‭ ‬والمشاكل‭ ‬والدمار‭ ‬الذي‭ ‬حل‭ ‬بالمنطقة‭ ‬وشعوبها،‭ ‬عندما‭ ‬قالت‭: ‬“المساومون‭ ‬مع‭ ‬الملالي‭ ‬واللوبيات‭ ‬التابعة‭ ‬لهم‭ ‬وعملاؤهم‭ ‬ومرتزقتهم‭ ‬بمختلف‭ ‬أشكالهم‭ ‬وألوانهم،‭ ‬يتهمون‭ ‬لسنوات‭ ‬عديدة،‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬والمدافعين‭ ‬عن‭ ‬الحرية‭ ‬والإنسانية‭ ‬الذين‭ ‬يساندون‭ ‬المقاومة،‭ ‬بإثارة‭ ‬الحرب،‭ ‬وكأن‭ ‬كل‭ ‬الذين‭ ‬يدافعون‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والحرية‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬يدعون‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬ويريدون‭ ‬تجييش‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭! ‬يا‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬كذبة‭ ‬مفضوحة‭!‬”‭ ‬وتضيف‭ ‬السيدة‭ ‬رجوي‭ ‬متسائلة‭ ‬بسخرية‭ ‬لاذعة‭: ‬“وبعد‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الهجمات،‭ ‬هل‭ ‬تم‭ ‬تفهيم‭ ‬المدافعين‭ ‬عن‭ ‬سياسة‭ ‬المهادنة‭ ‬مع‭ ‬الملالي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر،‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬بسيطة‭ ‬أن‭ ‬مصدر‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬هو‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬أو‭ ‬يريدون‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬منح‭ ‬الملالي‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للسلام؟‭!‬”‭. ‬“الحوار‭ ‬المتمدن”