من جديد

بلا شبكة في أرض كنعان!

| د. سمر الأبيوكي

أصيب‭ ‬الكثيرون‭ ‬بخيبة‭ ‬أمل‭ ‬عارمة‭ ‬وهم‭ ‬يحاولون‭ ‬تحميل‭ ‬بعض‭ ‬مقاطع‭ ‬الفيديو‭ ‬والصور‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬عصية‭ ‬مع‭ ‬الخلل‭ ‬الحادث‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬تطبيقات‭ ‬الهاتف‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬حيث‭ ‬واجهها‭ ‬البعض‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الدعابة‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الكآبة،‭ ‬إذ‭ ‬إنّ‭ ‬الهاتف‭ ‬أصبح‭ ‬جزءًا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬الكثيرين‭ ‬وعدم‭ ‬إمكانية‭ ‬تشغيله‭ ‬أو‭ ‬حدوث‭ ‬أي‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬تطبيقاته‭ ‬يعود‭ ‬بالقلق‭ ‬على‭ ‬محبيه،‭ ‬حيث‭ ‬كشفت‭ ‬الدراسات‭ ‬الأخيرة‭ ‬أن‭ ‬المعدل‭ ‬الوارد‭ ‬لاستخدام‭ ‬الأشخاص‭ ‬هواتفهم‭ ‬يوميًا‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬‮٥‬‭ ‬ساعات‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬‮٢٤‬‭ ‬ساعة،‭ ‬ونستطيع‭ ‬أن‭ ‬نخصم‭ ‬منها‭ ‬بسهولة‭ ‬ساعات‭ ‬النوم‭ ‬ليتضح‭ ‬أمامنا‭ ‬مدى‭ ‬التعلق‭ ‬اللامبرر‭ ‬بهذا‭ ‬الجهاز،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬الأغلبية‭ ‬باتت‭ ‬تداعب‭ ‬هاتفها‭ ‬ليلا‭ ‬ونهارا‭ ‬دون‭ ‬أية‭ ‬جدوى،‭ ‬ولا‭ ‬أستثني‭ ‬نفسي‭ ‬فقد‭ ‬وجدتني‭ ‬أمسك‭ ‬هاتفي‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬مفهومة‭ ‬كلما‭ ‬ساد‭ ‬الصمت‭ ‬أو‭ ‬توقفت‭ ‬عند‭ ‬أداء‭ ‬بعض‭ ‬الأعمال‭.‬

علاقتنا‭ ‬بالهاتف‭ ‬أصبحت‭ ‬مثالا‭ ‬حقيقيا‭ ‬للعلاقة‭ ‬الحميمة‭ ‬والمريبة‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الحين،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬حياء‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الهاتف‭ ‬وحمله‭ ‬معنا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأماكن‭ ‬ومنها‭ ‬المساجد‭ ‬وأماكن‭ ‬العمل‭ ‬والطرقات‭ ‬ودورات‭ ‬المياه‭ ‬وتحت‭ ‬المواسد‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬تحديا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬الإنسان‭ ‬بهذا‭ (‬الاختراع‭) ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يفارقه‭ ‬أبدا‭ ‬منذ‭ ‬ساعة‭ ‬صحوته‭ ‬إلى‭ ‬غفوته‭ ‬مرورا‭ ‬بالكثير‭ ‬والكثير‭ ‬خلال‭ ‬اليوم،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬العلاقة‭ ‬متجددة‭ ‬فلا‭ ‬غنى‭ ‬عن‭ ‬المحمول‭ ‬مهما‭ ‬تبدلت‭ ‬أشكاله‭ ‬وألوانه‭ ‬وتطبيقاته،‭ ‬وأصبح‭ ‬ابن‭ ‬آدم‭ ‬يشتهي‭ ‬فراق‭ ‬الأحبة‭ ‬ويصعب‭ ‬عليه‭ ‬فراق‭ ‬هاتفه‭ ‬دون‭ ‬إرادة‭ ‬منه‭ ‬وكأنه‭ ‬سحر‭ ‬مبين‭.‬

 

ومضة‭: ‬لا‭ ‬أعلم‭ ‬السبب‭ ‬الحقيقي‭ ‬وراء‭ ‬العطل‭ ‬الفني‭ ‬الذي‭ ‬طال‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية،‭ ‬لكنه‭ ‬أمر‭ ‬جلل‭ ‬ذلك‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬توقفت‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتطبيقات‭ ‬المهمة؛‭ ‬وتقول‭ ‬الشواهد‭ ‬إن‭ ‬مظاهرات‭ ‬عارمة‭ ‬ضربت‭ ‬عمق‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬إثر‭ ‬خروج‭ ‬اليهود‭ ‬الأفارقة‭ ‬غضبًا‭ ‬لمقتل‭ ‬أحد‭ ‬أبنائهم‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬شرطي‭ ‬يتمتع‭ ‬ببشرة‭ ‬بيضاء‭ ‬رأى‭ ‬في‭ ‬نفسه‭ ‬أحقية‭ ‬قتل‭ ‬أحد‭ ‬أبناء‭ ‬ملته‭ ‬فقط‭ ‬بسبب‭ ‬التفاوت‭ ‬العرقي‭.. ‬ولكم‭ ‬التعليق‭!.‬