بهدلة عيال البلد من “الجامعيين”

| سعيد محمد

والله‭ ‬إنها‭ ‬لخسارة‭ ‬كبيرة‭ ‬ووجع‭ ‬مؤلم‭ ‬أن‭ ‬“تتعطل”‭ ‬طاقات‭ ‬وقدرات‭ ‬أعداد‭ ‬من‭ ‬الخريجين‭ ‬الجامعيين‭ ‬من‭ ‬عيال‭ ‬البلد،‭ ‬إما‭ ‬في‭ ‬وظائف‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بتخصصهم‭ ‬ووجدوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬“مرغمين”‭ ‬عليها‭ ‬لكسب‭ ‬لقمة‭ ‬العيش،‭ ‬وإما‭ ‬للبقاء‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬البطالة‭ ‬والدوران‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬باب‭ ‬رزق‭ ‬كريم،‭ ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬الخريجون‭ ‬والخريجات‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬ويطمحون‭ ‬للترقي‭ ‬لكن‭ ‬يبقون‭ ‬“محلك‭ ‬سر”‭.‬

لا‭ ‬بأس،‭ ‬نقدر‭ ‬الجهد‭ ‬والتوجهات‭ ‬والتوجيهات‭ ‬وبرامج‭ ‬العمل‭ ‬التي‭ ‬تهتم‭ ‬بها‭ ‬الدولة‭ ‬لاستيعاب‭ ‬الخريجين‭ ‬الجامعيين،‭ ‬ونشيد‭ ‬أيضًا‭ ‬بدور‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ومحاولاتها‭ ‬لإنجاح‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬للتدريب،‭ ‬بل‭ ‬ولا‭ ‬ننكر‭ ‬دور‭ ‬الصحافة‭ ‬الوطنية‭ ‬والزملاء‭ ‬الكتاب‭ ‬والمحررين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬ولا‭ ‬يزالون‭ ‬يدعمون‭ ‬توجهات‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬وديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬توظيف‭ ‬العاطلين‭ ‬وإيجاد‭ ‬برامج‭ ‬تدريب‭ ‬وتأهيل‭ ‬لكل‭ ‬العاطلين،‭ ‬من‭ ‬الجامعيين‭ ‬وغيرهم،‭ ‬أملًا‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تنفرج‭ ‬هذه‭ ‬المعضلة‭ ‬ويبدأ‭ ‬العاطلون‭ ‬حياتهم‭ ‬المهنية‭ ‬ويكسبون‭ ‬رزقهم‭ ‬ولقمة‭ ‬عيش‭ ‬ذويهم‭ ‬ويتجاوزون‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المحن‭ ‬المعيشية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬عنها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭.‬

هنا‭ ‬استدراك‭ ‬يثير‭ ‬الاستغراب‭ ‬والغضب‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭ ‬”لماذا‭ ‬يترك‭ ‬بعض‭ ‬“المسئولين”‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬مسألة‭ ‬استقبال‭ ‬طلبات‭ ‬العاطلين‭ ‬وإجراء‭ ‬لقاءات‭ ‬التوظيف‭ ‬للأجانب؟‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تبادر‭ ‬أنت‭ ‬أيها‭ ‬المسؤول‭ ‬البحريني‭ ‬لأن‭ ‬تقوم‭ ‬بدورك‭ ‬الوطني‭ ‬تجاه‭ ‬أبناء‭ ‬وطنك،‭ ‬وتحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أنت‭ ‬من‭ ‬تستقبل‭ ‬الطلبات‭ ‬وتراجعها‭ ‬وتضع‭ ‬متطلبات‭ ‬شغر‭ ‬الوظيفة‭ ‬وإجراء‭ ‬المقابلات،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬استعنت‭ ‬بهذا‭ ‬المدير‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬المسؤول‭ ‬الأجنبي‭ ‬في‭ ‬شركتك،‭ ‬لكن‭ ‬كن‭ ‬أنت‭ ‬في‭ ‬الواجهة،‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬ليطمئن‭ ‬المتقدم‭ ‬بأن‭ ‬أوراقه‭ ‬وطلبه‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬أيد‭ ‬أمينة‭.. ‬

سؤال‭ ‬آخر‭ ‬طرحناه‭ ‬مرات‭ ‬عدة‭ ‬”لماذا‭ ‬لا‭ ‬يحترم‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬توجيهات‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬بإيجاد‭ ‬الوظائف‭ ‬المناسبة‭ ‬للباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬السرعة؟‭ ‬لماذا‭ ‬تبقى‭ ‬هذه‭ ‬الثروة‭ ‬معطلة‭ ‬على‭ ‬رغم‭ ‬استعدادهم‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يحظى‭ ‬بعض‭ ‬الوافدين‭ ‬بوظائف‭ ‬وأجور‭ ‬مجزية‭ ‬لا‭ ‬يحلم‭ ‬بها‭ ‬البحريني؟‭ ‬نحن‭ ‬لسنا‭ ‬ضد‭ ‬حق‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬جاء‭ ‬إلى‭ ‬بلادنا‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكسب‭ ‬رزقه،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أولئك‭ ‬هم‭ ‬المقدمون‭ ‬على‭ ‬أبناء‭ ‬البلد،‭ ‬فهناك‭ ‬بعض‭ ‬الخريجين‭ ‬الجامعيين‭ ‬من‭ ‬انتظر‭ ‬طويلًا‭ ‬أملًا‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الوعود‭ ‬بتوظيفهم،‭ ‬وجدوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬صفر‭ ‬اليدين‭! ‬فلا‭ ‬وظائف‭ ‬جيدة‭ ‬عرضت‭ ‬عليهم،‭ ‬ولا‭ ‬تحرك‭ ‬ملموس‭ ‬يطمئنهم‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬شواغر‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬وبأجور‭ ‬مجزية،‭ ‬ستكون‭ ‬من‭ ‬نصيبهم‭.‬

والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬أملك‭ ‬له‭ ‬إجابة‭ ‬”من‭ ‬سيحاسب‭ ‬المتقاعسين‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬البحرينيين؟‭ ‬لا‭ ‬أدري؟”‭.‬